شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

اسمحوا لنا أن نعترض

اسمحوا لنا أن نعترض
اسمحوا لنا أن نعترض.. أجواؤنا مستباحة.. وأهلنا يذبحون.. كل هذا باسم محاربة "الدولة الإسلامية".. فهل هذه دولة عظمى؟ وهل سنرى قريبًا سوريا الشرقية وأخرى غربية؟ وأين الحكام "النواطير" العرب من هذا المخطط؟ وهل كلهم "محمود عباس"؟

اسمحوا لنا أن نعترض.. أجواؤنا مستباحة.. وأهلنا يذبحون.. كل هذا باسم محاربة “الدولة الإسلامية”.. فهل هذه دولة عظمى؟ وهل سنرى قريبًا سورية الشرقية وأخرى غربية؟ وأين الحكام “النواطير” العرب من هذا المخطط؟ وهل كلهم “محمود عباس”؟

أرضنا العربية باتت مستباحة.. أجواؤنا منتهكة من قبل طائرات من كل الجنسيات، ونتحدى أن يعرف أحد عددها.. الدماء العربية والإسلامية الطاهرة تتدفق مثل الشلالات.. شهداؤنا بلا أرقام، ولا أكفان.. لا جنازات ولا معزون.

صواريخ هي الأحدث.. قنابل “ذكية”.. وأخرى غبية.. وقوات خاصة أمريكية.. وأخرى روسية.. وثالثة بريطانية.. ورابعة فرنسية.. الجميع يقتل ويذبح ويقذف بحممه فوق رؤوس أهلنا، ولا أحد يحتج أو يعارض أو يعترض.. وكأن قتل العرب والمسلمين بات حلالًا زلالًا.. وأراضينا مشاعًا بلا رحمة.. ولا سيادة.

كل هذا الذبح والدمار يتم تحت عنوان واحد، وهو محاربة “الدولة الإسلامية” واجتثاثها، مثلما “اجتثوا البعث” في العراق، ومعه الوحدة الوطنية، والتعايش والكرامة الإنسانية، وكرسوا التفتيت الجغرافي والطائفي والعرقي.

نحن الآن أمام مؤامرة كبيرة لتمزيق الجثة العربية الهامدة، نتابعها ونحن مفتوحي الأعين، بل الأخطر من ذلك أن “زعماءنا” يشاركون فيها ويمولونها من أموالنا ونفطنا وثرواتنا.

سوريا تتعرض للتقسيم بين الشرق والغرب، الروس والأميركان، تمامًا مثلما حصل لألمانيا وكل دولة عظمى أو شبه عظمى تريد قطعة منها، وسنفيق في يوم قريب على سوريا الشرقية، وسوريا الغربية، ودمشق الشمالية، ودمشق الجنوبية، ولا نستبعد بناء حوائط وأسوار، مثل سور برلين، يكرس هذا التقسيم لعشرات السنوات المقبلة، فهذا هو المصير الذي ينتظر جميع دولنا ومدننا، ونحن في بداية البدايات فقط.

لا نفهم لماذا كل هذا السعار العسكري ضدنا.. ونسأل من ستقتل هذه الطائرات وصواريخها التي تزدحم بها أجواء سوريا والعراق في الوقت الراهن، وكم عدد الشهداء.. نرجوكم أعطونا رقمًا واحدًا.. أم أن شهداءنا بلا أرقام، وآلة القتل التي تحصد أرواحهم بلا عدادات، لأنهم عرب ومسلمين تمامًا مثل شهداء العراق وليبيا واليمن وسوريا؟

لا يمكن أن نصدق أن ستة آلاف غارة جوية شنها التحالف للقضاء على “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا لم تقتل أبرياء، وأن جميع قتلاها فقط من مقاتلي “الدولة الإسلامية” فلماذا لا ينتبه أحد إلى هذه الحقيقة المأساوية، ولماذا يعتم عليها إعلامنا العربي؟

هل من المنطق تصديق الدعاية الغربية، والعربية المتواطئة، التي تقول إن هذه الغارات المستمرة منذ عام لم تدمر إلا مواقع “الدولة الإسلامية” وكيف؟ فعلى حد علمنا لا يوجد لأبي بكر البغدادي قصر مثل الإليزيه، ولا قواعد عسكرية لدولته مثل نظيراتها الأميركية والفرنسية والبريطانية في دول الخليج؟

ثم من الذي خلق الحاضنة لـ”الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، أليس هؤلاء الذين يتسابقون للقضاء عليها عندما بذروا بذور الطائفية والتهميش، وغزوا، واحتلوا بلداننا، وأذلوا جيوشنا، واغتالوا علماءنا، ودمروا بنيانا التحتية؟

ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، يحرض برلمانه على التصويت لتوسيع مهمة طائراته لضرب اهداف في سورية بعد العراق، ولا يعترض على ذلك غير نواب بريطانيين وليس عربًا.

ووزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يعلن صراحة عن إرسال قوات أميركية خاصة إلى العراق لمساعدة القوات العراقية والبشمركة الكردية على قتال “الدولة الإسلامية”، ويرد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه لم يتم التشاور معه حول هذه الخطوة، ويؤكد أنه لا يريد قوات أميركية أو غير أميركية.

السيد العبادي يعتقد أنه يتربع على عرش دولة مستقلة ذات سيادة، ويستطيع أن يقبل هذا، ويرفض ذاك، وينسى أنه مثل الغالبية الساحقة من الزعماء العرب، مجرد “ناطور” للاحتلال الأجنبي لبلاده الذي أسهم وغيره في تشريعه، وفتح أبواب العراق أمامه.

كلهم “محمود عباس” وكلهم حميد كرزاي، مجرد أدوات، بلا كرامة، ولا سيادة، ولا قرار مستقل، وينفذون أوامر “الاحتلال” ويسخرون ثروات بلادهم في خدمة تكريسه وتدعيم أسسه، وتعميق جذوره.

نكتب بعاطفة مرة أخرى لأن ما يجري في بلادنا العربية لا يمكن أن يستقيم بلغة العقل والمنطق، فنحن جميعًا سبايا لمخطط شرقي غربي لإذلالنا، واستعبادنا، ونهب ثرواتنا.

رحم الله جميع شهدائنا، من سقط منهم ومن هو في طريقه للسقوط.. ورحم الله أمة كانت في يوم من الأيام عزيزة كريمة، ومفخرة بين الأمم.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023