ظاهرة خطيرة بدأت في التنامي خلال العام المنصرم 2015، عدد من الشباب الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر” ثار حولهم الجدل، بعد إتهامهم بالتورط في عمليات نصب عبر إدعاءات قاموا ببثها على صفحاتهم أو صفحات تم إنشاءها، لخداع ضحاياهم في العالم الإفتراضي.
ومع إقتراب عام 2015 من نهايته، ظهرت حالة جديدة من هؤلاء المتهمين، بالنصب عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إذ إتهم العديد من مرتادي موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) رضوى جلال مصممة أزياء، وزوجة الشاب الراحل أحمد الجبلي (ناشط إجتماعي قاهري)، بالنصب على عشرات الضحايا وخداعهم وجمع مبلغ 15 مليون جنيه قبل أن تهرب خارج البلاد.
في هذا التقرير توثق شبكة “رصد” 4 حالات متهمة بالنصب عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتقدم التحليل النفسي، للمتهمين بالنصب.
رضوى جلال
تدوينات نشطاء موقع “فيس بوك” أكدت أنه بعد صورة “السيلفي” انتشر الموضوع، وكثير من الناس تعاطفوا مع زوجته وساعدوها بطرق مختلفة، وكثيرا ما تم انتقادها من قبل مستخدمي مواقع التوصل الاجتماعي على ملابسها وأسلوب ممارسة حياتها بكل حرية عقب وفاة زوجها مباشرة.
كانت رضوى دائما ما ترد: أنا حرة في حياتي ألبس اللي أنا عايزاه أربي ابني براحتي محدش يتدخل في حياتي الشخصية مش باللبس أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره”.
أسست رضوى شركة اسمها “مليكة” لتصميم أزياء المحجبات ودخل معها شركاء كثيرون، بحجة الاستثمار والشراكة وعملت تعاقدات مع شركات أخرى، وكان أغلب المشاركين لها من منطلق أن الناس تساعدها وتقف إلى جوارها في أزمتها بعد وفاة زوجها.
ووفقا لما تم تداوله على مواقع التواصل فإن رضوى استولت على أكثر من 15 مليون جنيه مصري وسافرت خارج مصر، ويقال إنها تزوجت شخصًا لم يتم تحديد هويته حتى الآن، وجميع الشيكات التي حررتها لشركائها دون رصيد.
الاختفاء المفاجئ لمصممة الأزياء من على “فيس بوك”، دفع الشركاء إلى شن هجوم على مديرة أعمالها “أمنية حسن” التي قالت إنها لا تعرف شيئًا عنها منذ يوم الثلاثاء الماضي وأنها مظلومة مثل أي شخص آخر أخذت منه مبالغ مالية.
وأضافت أنها خسرت مستقبلها وفلوسها ويجب على الناس الامتناع عن أذيتها بالكلام.
وأضافت والدة زوجها الراحل أنها لا تعرف أي شيء يخص شغل رضوى وطالبت الناس بالامتناع عن سؤالها عن رضوى وأنها وابنها ليس لهما علاقة بها.
ندى سلامة.. عازفة الناي التي انتحرت ولم تمت
استخدمت ندى سلامة، عازفة الناي، فيس بوك، للإعلان عن إقدامها على الانتحار دون تحديد مصدرها والأسباب، وبعدها بأيام قليلة تخرج ندى إلى النور لتقول إنها لا تزال على قيد الحياة.
وتعد ندى سلامة من أشهر الفنانات اللاتي عزفن على “الناي”، وتشتهر بالضحكة والبسمة باستمرار، حتى لقبت بـ”صاحبة البهجة”، وكانت آخر حفلاتها في 14 مايو الماضي في “علبة ألوان” في ساقية الصاوي بالزمالك.
وترجع قصة هذا التضارب عندما نشرت “ندى سلامة” تدوينة بنفسها بعد ساعات من الصمت، لتؤكد أنها بخير ولم تمت رغم محاولتها المتكررة للانتحار، الأمر الذي تسبب في صدمة لجميع متابعي التداعيات والتفاصيل المحيطة بخبر وفاتها، لينقموا عليها، وأول هؤلاء صديقها “علي قنديل” الذي انتشر الخبر عن طريق صفحته الشخصية.
وكشف “علي قنديل”، التفاصيل الكاملة لخدعة وفاة صديقته “ندى سلامة” التي تناولتها وسائل الإعلام عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، موضحًا أنه تعرض لخدعة من صديقته وشقيقتها، المتورطة في خلافات مع كثير من الأشخاص بسبب تعاملات مادية بينهم.
واستنكر صديق “ندى سلامة”، طريقة الاستخفاف التي تعاملت بها صديقته مع تداول نبأ وفاتها، قائلاً: “ليه ندى فضلت ساكتة وبعد ما الدنيا ولعت والناس بدأت تشتمني.. بعتت تعتذر لي عن اللي أختها عملته معايا؟!”.
وتابع: “جميل إن حد يحب إنسانة فعلاً كانت عزيزة عليه فوق الوصف، وكان بيحاول طول الوقت يمنع عنها الأذى ويحميها من نتائج أخطائها، وفي مشهد تكرر كتير إن حد “له حق عند ندى وهيب؟” يجيلي بيتي ويقولي: “أنت عارف إنى أقدر أعمل وأسوّي فى ندى بس عامل احترام ليك عشان عارف إنها صاحبتك، وكل مرّة كنت بطلب الصبر وعدم إيذائها، وأنا عارف كويس أوي إنهم لو أذوها يبقى حقهم، والموضوع دخل فيه فلوس وبمبالغ اللي أعرفه منها يعدي الـ70 ألف جنيه!، وبالمناسبة أنا بعتذر لكل واحد أنا مَنعْته ياخد حقه منها!”.
وقد خيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” إثر إعلان وفاة ندى في ظروف غامضة، ولم تحدد الأسباب بعد، وذكر أنه تم دفنها في محافظة كفر الشيخ.
وكانت آخر كلمات “ندى سلامة” على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قالت فيها: “نحاط بما فعلت أنفسنا ونرضى باللاشيء بالموت في أي مكان وفي أي وقت فنشنق رغبتنا الأخيرة في الحياة”.
هاشتاج للنعي
وقام مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بتدشين هاشتاج يحمل عنواناً “ندى سلامة”، تعبيراً عن حزنهم لفقدان صانعة البهجة كما يدعون، وتصدر هذا الهاشتاج الأعلى متابعة على “تويتر”.
ندى على قيد الحياة
خرجت ندى سلامة، عن صمتها عبر صفحتها، بعد يومين، لتؤكد أنها ما زالت على قيد الحياة قائلة: “أنا ندى ولسه عايشة لو معنى إني بتنفس إني لسه عايشة، يمكن ده هيكون أطول شيء أكتبه ويمكن يكون آخر شيء أكتبه وأهتم للناس فأكتبلهم، أنا حاولت أنتحر أكتر من 5 مرات في 3 أيام وكل ده عشان بواجه مشاكل زي اللي الناس بتقابلها بس المشاكل دي كانت أكبر مني وماكنتش عايزة أورط حد فيها لأنها كلها مشاكل أنا السبب فيها، أنا اللي عملتها بس كنت جبانة إني أواجهها”.
كذبة “مريضة السرطان”
اكتشف مغردون بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، كذب صاحب حساب حمل اسم “سارة إبراهيم”، وادعى أنه طفلة سعودية مصابة بمرض السرطان، مما أكسبه تعاطف الكثير من المغردين من بينهم مشاهير في مجالات الفن والرياضة.
سارع المجتمع السعودي لتبني حملات مؤيدة لها، ودعت وسائل الإعلام السعودية للتبرع والدعاء لها، على مدار عام بأكمله، حسبما نقلت صحيفة المصري اليوم المصرية عن موقع “العربية”.
واستيقظ المجتمع السعودي في 30 مايو الماضي، على حقيقة الطفلة سارة إبراهيم المصابة بالسرطان، بعدما تمكن اثنان من مستخدمي موقع تويتر، من معرفة حقيقة الطفلة، وأن حسابها على تويتر استخدمته في الخداع والنصب، بعدما استخدمت صورا لطفلة أجنبية تعاني من سرطان الدم.
واحتل هاشتاج “كذبة سارة إبراهيم” أعلى الكلمات المتداولة على “تويتر” في مصر، وتفاعل معه المصريون.
ونشر ناشط سعودي يدعى طلال، مجموعة من التغريدات فضحت حقيقة حساب باسم سارة إبراهيم على تويتر.
وأضاف: “أقسم بالله أكبر صدمة من يوم دخلت تويتر، وقلت ما يصير لازم أتأكد، النصابين كتير لكن هذي بالذات ما توقعت يكون موضوعها كذا”.
وكشف المغرد السعودي عن مجموعة من الصور تقارن بين الصور الأصلية للفتاة والصور التي نشرها الحساب الذي يدعي أنه لسارة إبراهيم.
وحصد “الحساب الكاذب” تعاطف العديدين، من بينهم وزراء وإعلاميون وصحفيون، منهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر ياسر التويجري، والإعلامي نايف الوعيل، الفنان مشعل المطيري.
وقدم محمد رشاد، المتسابق المصري في برنامج “آراب أيدول” العام الماضي، أغنية بمثابة تحية للطفلة “بعد مراسلة للتعبير عن إعجابها به”، فضلاً عن قيام عدد من الأشخاص بحلق رؤوسهم تعاطفاً مع الفتاة، حتى وصلت الأمور إلى تأدية بعضهم العمرة بنية شفاء سارة إبراهيم.
والغريب أن حساب “سارة إبراهيم” كان يتابعه وزراء ومسؤولون كبار في السعودية، ومن بينهم وزير التعليم السعودي عزام الدخيل.
وأغلقت إدارة تويتر حساب “سارة إبراهيم” بعد حملة ريبورتات عليه تتهمها بـ”النصب والاحتيال”.
مصري ينتحل صفة ضابط
وفي أغسطس الماضي، تمكن نصاب من الاستيلاء عبر “فيس بوك” على مبلغ مليون و700 ألف جنيه، من سيدة تحمل جنسية إحدى الدول العربية كتبرع منها لضحايا حادث سيناء.
وتمكنت إدارة المعلومات والتوثيق من ضبط مرتكبي واقعة النصب والاحتيال على سيدة تحمل جنسية إحدى الدول العربية عبر شبكة التواصل الاجتماعي والاستيلاء منها على مليون وسبعمئة ألف جنيه.
البداية كانت عندما تم إبلاغ الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق أن سيدة سعودية تدعى بسمة، 36 عاما، تعرضت لواقعة نصب عن طريق قيام صاحب الحساب المسمى “comm. Ander” على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” بالنصب والاحتيال عليها عقب التواصل معها وإيهامها أنه ضابط شرطة بمديرية أمن شمال سيناء.
وطلب منها تقديم مساعدات مالية إلى أسر شهداء الشرطة في الحوادث الإرهابية وكذا نجله المريض، وبالفعل قامت بتحويل مبلغ مالي وقدره (1,700,000) مليون وسبعمئة ألف جنيه مصري بواسطة شركة صرافة على أحد البنوك.
ومن خلال جمع المعلومات وتكثيف التحريات توصلت فرق البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كلاً من “أشرف السباعي علي السباعي” 20 سنة، طالب، مقيم دائرة مركز شرطة السادات بالمنوفية و”عادل علي السباعي الشامي” (عم الأول) سن 43، عامل بإحدى شركات صناعة حديد التصنيع مقيم دائرة مركز شرطة السادات المنوفية.
واعترف الأول بارتكابه الواقعة وإنشاء صفحة بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وانتحل صفة ضابط شرطة بمديرية أمن شمال سيناء يدعى أحمد شلبي، حيث تواصل باسمه مع المجني عليها ومارس عليها أساليب احتيالية حيث أوهمها أن نجله مريض ويحتاج لإجراء عدة عمليات جراحية فقامت بإرسال مبلغ 35 ألف جنيه على إحدى البنوك بمدينة السادات.
كما طلب منها مساعدات مالية لأسر شهداء الشرطة في الحوادث الإرهابية فقامت بتحويل 555 ألف جنيه على أحد البنوك بشهر نوفمبر 2013 ومبلغ 446 ألف جنيه بشهر ديسمبر 2013 ومبالغ مالية أخرى على دفعات.
التحليل النفسي
من جانبه أكد الدكتور، حلمي هارون، أستاذ علم النفس، أن المحتال أو النصاب هو شخصية ذات سيكولوجية “أنا الأذكى” وهو مرض نفسي، يجعله يتصرف وكأن من حوله سذج أو أغبياء وهو فقط الأذكى بينهم، فيما يعمد إلى استخدام طرق التعاطف وكسب الود والثقة، حتى يمتلك ما يريده عبر التأثير في مشاعر ضحاياه.
وأضاف هارون :”أستطيع القول أن النصاب هو ممثل من الدرجة الأولى، فهو يتحكم في مشاعره وتعابير وجه وكلماته بأقدر وقت حتى ينال ما يريد من فريسته، وهو يتسم بالذكاء الحاد بخلاف السارق”.
وتابع: “النصاب أو المحتال سواء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أو عبر التواصل المباشر، يجبر من حوله على تقديم أموالهم له وثقتهم وحبهم، ويستمر في عيونهم الشخص المحبوب حتى ينكشف أمره ، هنا تحدث المفاجأة، وتنتهي حياة النصاب النرجسية، وشعوره بأنه الأقوى والمسيطر، ويحاول بيأس من خلال الادعاء، وتحت ستار اسم شخص آخـر، أن يحافظ على شكله المثالي، عبر استدرار ضعف ضحاياه مرة أخرى بأساليب استعطافية جديدة”.