وصف عدد من المراقبين الدوليين، في تصريحات لـ”رصد” انفعال سامح شكري وزير الخارجية، فور رؤيته “ميكروفون” قناة الجزيرة القطرية وإلقائه على الأرض عند إلقاء البيان الختامي لاجتماعات سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت بالتصرف الطفولي.
موقف يخرج من شخصية غير متعلمة
خاطب شكري أعضاء الوفد وحسام مغازي وزير الري والموارد المائية، الذي كان واقفًا قبل أن يجلس على المقعد المخصص له قائلًا: “شيلوا الميكروفون ده من قدامي”، ثم قام بإلقائه أسفل طاولة الاجتماعات مما أدى إلى تحطمه.
وقال الدكتور محمد الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية بمركز التشريع الإسلامي والأخلاق: “هذا التصرف ليس أسلوبا لبقا وغير لائق وخالف بروتوكولات الدبلوماسية، فالدول المتنازعة لا تتصرف هكذا، حفاظا على قنوات التواصل، فهذا تصرف من شخصية غير متعلمة، وهذا السلوك غير مفاجئ بالنسبة لنظام انقلابي”.
وأضاف الشنقيطي في تصريح لـ”رصد”: “للأسف الطريقة التي تدار بها العلاقات الخارجية المصرية منذ الانقلاب تجعلني لا أفاجأ من هذا التصرف بأي حال، فالحكومة المصرية لا تحترم إعلامها ولا إعلام الخارج وما قام به هو تصرف مبتذل”.
وأشار إلى أن ما فعله شكري يثير استهجان الجميع، لخروجه عن الآداب والأخلاقيات العامة بخلاف السلوك السياسي.
تصرف طفولي
من جانبه وصف الدكتور باسم عالم المحلل السياسي السعودي، ما قام به شكري بالتصرف الطفولي، مشيرًا إلى أن شكري خرج عن السياق المألوف للخلاف بين بلدين أو نظام وقناة بعينها.
وأضاف عالم: “إذا كان شكري يرغب في إبعاد ميكروفون “الجزيرة” من أمامه كان فعل ذلك بطلب وكان سيمر الأمر، لكنه تظاهَر بالفتونة كرسالة إلى القناة”.
الخوف من “الجزيرة“
أما عبدالله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العربي القطرية، أكد أن وزير الخارجي المصري قام بذلك خوفا من ميكروفون “الجزيرة” وليس للأمر علاقة بالسياسة القطرية المصرية، بل إن هناك عقدة نفسية لدى سلطات الانقلاب العسكري من قناة “الجزيرة”.
واستبعد العذبة أن يتم تصعيد الأمر سياسيا، مشيرا إلى أن شكري أو أي مسؤول مصري كان سيفعل مثل هذا الفعل مع أي وسيلة إعلامية تظهر الحقيقة لأن نظامهم قائم على الكذب.
رد الخارجية
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبوزيد، في تصريحات لفضائية “الحياة” المستقلة السبت، تصرف الوزير سامح شكري بوضع ميكروفون قناة الجزيرة أسفل الطاولة، “جاء بتلقائية.. وله مغزى كبير”.
وذكر أبوزيد أن الوزير طلب بهدوء إزالة ميكروفون القناة القطرية من أمامه على طاولة المفاوضات، وبعد تأخر منظمي المؤتمر في تنفيذ طلبه، قام بنفسه، وبتلقائية، برفع الميكروفون ووضعه على الأرض أسفل الطاولة.
وشهد العام الأول لما بعد أحداث 30 يونيو اتهامات لقناة “الجزيرة”، بأنها تهاجم السلطات المصرية وتتدخل في شؤون الداخلية للبلاد، وهو ما نفته القناة القطرية التي تؤكد أن تغطياتها مهنية وتعرض وجهتي النظر.
وكانت السلطات المصرية قد أغلقت مكتب “الجزيرة مباشر مصر” عقب إلقاء عبدالفتاح السيسي بيان الثالث من يوليو 2013 ، قبل أن تستأنف عملها من مكتب جديد في الدوحة.
وفي ديسمبر العام الماضي وبعد مبادرة قادها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصلح بين مصر وقطر، تم وقف قناة “الجزيرة مباشر مصر” آخر مواجيزها من الدوحة الساعة الخامسة مساء اليوم.