في الوقت الذي اهتمت فيه وسائل الإعلام المصرية بإلقاء وزير الخارجية المصري أحمد شكري لميكروفون قناة الجزيرة، خلال المؤتمر الصحفي الخاص بمفاوضات سد النهضة وروجت للأمر، تجاهلت وسائل الإعلام فشل مفاوضات السد؛ حيث تقف مصر عاجزة أمام الجانب الإثيوبي الذي يستمر في البناء غير مهتم بالموقف المصري.
فشل مفاوضات سد النهضة
وأكد خبراء المياه والسياسيون فشل المفاوضات مجددًا في ظل عجز مصر أمام الجانب الإثيوبي وعدم قدرتها على اتخاذ أي موقف يحفظ حقوق مصر في مياه النيل.
وسخر المحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة من قيام سامح شكري وزير الخارجية بإلقاء ميكروفون الجزيرة.
وقال في تغريدة على موقع “تويتر”: “إذا ما فشل السيسي في وقف العدوان الإثيوبي على مياه النيل، ويبدو أنه سيفشل، فإن المسؤول الأكبر عن ذلك هو ميكروفون الجزيرة”.
مصر فرطت في حقوقها كاملة
وأكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والري وعضو لجنة حوض النيل بجامعة القاهرة، أن فشل المفاوضات أمر متوقع، مشيرًا إلى أنه يتوقع تأجيل المباحثات المقرر لها 27 ديسمبر المقبل.
وأكد “نور الدين” في تصريح خاص لـ”رصد” أن مصر هي من فرطت في حقوقها كاملة، مشيرًا إلي الاتفاقية التي وقعها السيسي في الخرطوم تعتبر تنازلا مصريا رسميا عن جميع حقوقنا في مياه النيل.
وأضاف “نور الدين” أن مصر اعترفت بسد النهضة من خلال هذة الوثيقة، حيث تعطي هذه الوثيقة لإثيوبيا السيادة الكاملة والمطلقة على النيل، كما أقرت مصر أيضًا في هذه الوثيقة في المبدأ الثاني أن نهر النيل هو نهر عابر للحدود وليس نهرًا دوليًا، وهو ما يعني إلغاء كل الاتفاقيات السابقة التي تحفظ حقوق مصر المائية المكتسبة.
ولفت إلى أن وزراء الخارجية والري الستة من الدول الثلاثة: مصر والسودان وإثيوبيا فشلوا في الوصول إلى أي توافقات بعد 5 ساعات من المشاورات أمس، وهو ما دعاهم للاجتماع في السابعة صباحًا، وذلك استجابة لوزير الخارجية الإثيوبي، الذي كان يريد مغادرة المباحثات مساء أمس.
وأشار نور الدين إلى أن إثيوبيا والسودان ترفضان مشاركة وزراء الخارجية في اجتماعات سد النهضة، ويصران على أنها مفاوضات فنية وليست سياسية خاصة أن إعلان المبادئ الذي تم توقيعه بين رؤساء الدول الثلاثة نص على أن خبراء المياه هم الذين سيحددون نظام الملء الأول لخزان سد النهضة.
إثيوبيا لا تعترف بحصة مصر في المياه
وأكد نور الدين أن إثيوبيا ترغب فى إزاحة مصر عن مكانتها في إفريقيا من خلال التحكم الاستراتيجي في مياه النيل من المنابع، وتلك قضية أمن قومي ستؤثر بشكل كبير على مصر، موضحا أن إثيوبيا لا تعترف بحصة مصر المائية، مؤكدًا أنه لا بد من تحديد التدفقات المائية التى ستخرج من السد بعد بنائه، بما لا يؤثر على حصة مصر المائية.
لا يوجد مرونة في الموقف
وقالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن سبب فشل المفاوضات حول سد النهضة أن كل دولة متمسكة بموقفها وغير مستعدة للتنازل عنه، ولا يوجد مرونة في المواقف.
وأضافت “عمر” في مداخلة مع الإعلامي محمد مصطفى شردي في برنامج “90 دقيقة” المذاع على قناة “المحور” مساء أمس السبت، أن “مصر لا تملك مرونة لأنها تتفاوض حول حصة أوصلتنا تحت خط الفقر المائي”، موضحة أن إثيوبيا تبحث عن مصلحتها فقط دون النظر إلى مصالح مصر.
وتابعت أن الدراسات حول سد النهضة لم تنفذ ولم يحدد حجم الضرر، مشيرة إلى أنه ليس من حق الجانب الإثيوبي أن يملأ الخزان الأول إلا بعد انتهاء الدراسات.