تحل، اليوم الإثنين 14 ديسمبر 2015، الذكرى الـ28 لتأسيس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”.
واكتفت الحركة بالاحتفال بهذه المناسبة من خلال فعاليات ونشاطات في المحافظات الخمس لقطاع غزة، في حين تمنع السلطة أي احتفال لها في الضفة الغربية.
الاحتفالات بالصور
ألغت الحركة المهرجان المركزي الذي كانت تنوي إقامته احتفالًا بهذه المناسبة، واكتفت بمسيرات جابت شوارع محافظات قطاع غزة.
امتلأت الشوارع بالمشاركين في الاحتفالات، حاملين أعلام الحركة وشعاراتها، كرمز للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال “الإسرائيلي” الغاشم.
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خالد مشعل، إن حركته أضافت “بصمة مميزة” للعمل الفلسطيني المقاوم.
وأضاف “مشعل”، في مقطع فيديو له بموقع “يوتيوب”، اليوم الإثنين “حركة حماس قدمت نموذجًا يُحتذى به وأصبحت ملهمة لشعوب الأمة في التضحية والنضال والثبات وكيف جمعت بين المقاومة والسياسة وبين المرونة والثبات”.
أما إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، فقال، في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للحركة: “أنا مطمئن بعد 28 عامًا أن حماس حركة أصيلة متجذرة، وفي الوقت ذاته حركة واعدة لديها القدرة على التعامل مع المستجدات”.
وأضاف “هنية”، إن حركة حماس تحتفل اليوم في ذكراها، وعيونها ترنو إلى “القدس”، “والتحرير”، مؤكدًا أن “انتفاضة القدس” تعد أكبر تحول إستراتيجي في المنطقة.
تاريخ الحركة
تأسست حركة “حماس” في 14 ديسمبر 1987، على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.
وانتشر نفوذ الحركة بشكل كبير، بعد انخراطها القوي في مقاومة الاحتلال “الإسرائيلي” للضفة الغربية وقطاع غزة.
لا تؤمن حماس بأي حق لليهود الذين أعلنوا دولتهم “إسرائيل” عام 1948 باحتلالهم فلسطين، ولكن لا تمانع في القبول، مؤقتًا وعلى سبيل الهدنة، بحدود 1967، ولكن دون الاعتراف لليهود الوافدين بأي حق لهم في فلسطين التاريخية.
وتعتبر صراعها مع الاحتلال “الإسرائيلي” “صراع وجود وليس صراع حدود”، وتنظر إلى “إسرائيل” على أنها جزء من مشروع “استعماري غربي صهيوني” يهدف إلى تمزيق العالم الإسلامي وتهجير الفلسطينيين من ديارهم وتمزيق وحدة العالم العربي.
وتعتقد بأن الجهاد بأنواعه وأشكاله المختلفة هو السبيل لتحرير التراب الفلسطيني، وترى أن مفاوضات السلام مع “الإسرائيليين” هي مضيعة للوقت ووسيلة للتفريط في الحقوق.
وقررت حركة “حماس” حمل السلاح، منذ بداية تأسيسها، وأسست جهازًا عسكريًا أسمته “المجاهدون الفلسطينيون” عام 1987، ثم أسست جناحها المسلح الحالي “كتائب عز الدين القسام” عام 1992.
وفي 1 يناير 1992، أصدرت كتائب القسام، بيانها الأول، وعممته إثر عملية قامت بها خلية تابعة لها بقتل حاخام “مستوطنة كفارداروم” “دورون شوشان”، وفي هذا البيان تم الإعلان رسميًا عن هوية الكتائب كجناح مسلّح لحركة “حماس”.
وعملت حركة “حماس”، خلال الانتفاضة الثانية التي بدأت نهاية عام 2000، على توسعة جناحها العسكري، وحولته إلى مليشيا كبيرة ومنظمة، خاصة في قطاع غزة.
وتطور تصنيع كتائب “القسام” لسلاحها بشكل كبير؛ حيث بدأت بصناعة العبوات الناسفة، البدائية، ثم تطورت قدراتها، لتتمكن من تصنيع “صواريخ” قادرة على ضرب كبريات المدن “الإسرائيلية”.
وقامت حركة “حماس” بتنفيذ العديد من عمليات أسر الجنود، كان من بينها الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليط، الذي أسرته في عام 2005، وبعد صفقة تبادل للأسرى أبرمتها هي و”إسرائيل”، في أكتوبر عام 2011، برعاية مصرية، أفرجت السلطات “الإسرائيلية” آنذاك عن 1050 أسيرًا، مقابل تسليم حماس للجندي “شاليط”.
وفي 23 إبريل 2014، وقعت حركتا “فتح” و”حماس” -أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية- عقب قرابة 7 سنوات من الانقسام “2007-2014″، على اتفاق للمصالحة، نص على تشكيل حكومة توافق لمدة 6 شهور، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
وتشكلّت حكومة التوافق في الثاني من يونيو 2014، لكنها لم تتسلم مهامها في القطاع؛ بسبب استمرار الخلافات السياسية بين الحركتين.
وتبرر حكومة التوافق، عدم تسلم مهام عملها، بتشكيل حماس لـ”حكومة ظل”، في غزة، وهو ما تنفيه الحركة.
وتحاول حركة حماس أن تنسج علاقات جيدة مع الدول العربية والإسلامية.