يعاني الكثير من المصريين ،وشعوب المنطقة ،فهم حقيقة ما يحدث بسيناء، ولعل أبرز المحطات، وأهمها ملف قطاع غزة والحصار الإسرائيلي الذي بدأ عام 2006 .
وكانت رفح المصرية خارج سيطرة الاحتلال الإسرائيلي ،فلم يكتمل الحصار كما تريد الدولة المحتلة فكانت الانفاق بمثابة المتنفس الوحيد للقطاع المحاصر ، ولكن سرعان ما اتخذ الجيش المصرى سياسة التهجير واستغل عملية كرم القواديس وأعلن عن منطقة عازلة بعمق 500 مترا وصلت بعد ذلك الى 2 كيلو مترا فى بعض المناطق .
ومن عمليات التهجير التى قام بها الجيش المصرى ..
التهجير القسرى
التهجير القسري هو مصطلح يُشير إلى إبعاد شخص أو أشخاص عن موطنهم أو المنطقة التي ينتمون إليها بالإكراه، إما بمبادرة ذاتية منهم خوفًا على حياتهم أو هربًا من عنف أو تضييق ممارس عليهم .
لذلك فإنّ التهجير القسري ممارسة مخالفة للقوانين الدولية والمحلية، ويصل إلى درجة الجريمة التي لا تسقط بالتقادم، فعلى سبيل المثال تنص المادة 63 من الدستور المصري الحالي على أنّه “يحظر التهجير القسري التعسفي بجميع صوره وأشكاله، ومُخالفة ذلك جريمة لا تسقط بالتقادم”.
بداية التهجير فى سيناء
أعلن الجيش ازالة المنازل على الشريط الحدودى فكان اعلانا رسميا ولكن سبق ذلك تهجير للسكان قبلها بعام فى مناطق اخرى .
فمنذ ان بدأت العمليات العسكرية فى سيناء ،وبدأت فعليا عمليات التهجير وهدم المنازل فى مناطق مختلفه جنوب رفح والشيخ زويد ،حيث دمر حتى الان نحو 5 الاف منزل تقريبا وتم تهجير نحو 25 الف مواطن من هذه القرى.
المناطق التى تم تهجيرها
بدأت فعليا عمليات التهجير فى سيناء ،منذ الاطاحه بالنظام السابق فى عام 2013 ،حيث تم قصف قرى وتجمعات سكنية فى جنوب رفح والشيخ زويد .
ويبلغ عدد القرى التى تم تهجيرها بالكامل بجنوب الشيخ زويد نحو 13 قرية وهم”القريعه –الفيتات-الخروبة-الزوارعه-الجورة-ابو العراج-التومه-قبر عمير-الشلاق-الظهير-المقاطعه-العكور”حيث أكدت مصادر ان جميع السكان بها هاجروا الى مناطق العريش وبئر العبد.
هذا بالاضافة الى قرى جنوب رفح والتى يبلغ عدد القرى التى هجرت بالكامل نحو 7 قرى وهم”الكيلو 21 ،وشيبانه،المهدية،جوز أبو رعد،الخرافين،الوفاق،وبعض سكان قرية الحسينات”.
وتشير مصادر ان عدد المهجريين من هذه القرى تجاوز الـ25 الف مهجر .
تعويضات الدولة للمهجرين
كل المعطيات تشير أن المهجرين من المناطق الشمالية الشرقية من سيناء حيث القرى الجنوبية ،لم يحصلوا على اى تعويضات نهائيا من الدولة المصرية ،اما المواطنين المتواجدين حاليا ولم يغادروا المنطقة ،فيحصلوا على مبالغ ماليه من تنظيم الدولة بشكل شهرى ،وهو ما ينبىء بخطورة كبيرة على الدولة المصرية .
المنطقة العازلة
بدأت قوات الجيش المصري عملية إزالة للمناطق السكنية على الحدود المصرية مع قطاع غزّة المحاصر ،بعد حادثة كرم القواديس والتى أودت بحياة 30 مجند ؛ بغية تأسيس منطقة عازلة على طول 14 كيلومترًا وبعمق نحو 1000متر بشكل عام، مع وصول العمق إلى نحو كيلومترين في بعض المناطق، وتأتى خطة هذه المنطقة العازلة ضمن ما يسميه الجيش بحربه على الإرهاب.
أجبر الجيش المصري نحو 3000 عائلة مصرية على الإخلاء القسري لمناطقهم السكنية التي تصادف وقوعها ضمن منطقة الشريط الحدودى. تلك العائلات الاغلبية العظمى منها لم تُعوّض بشكل عادل، فبعض التقارير تفيد بأنّ التعويضات لم تتجاوز عن كل منزل حوالى 20 الف جنيه وهناك منازل اخرى لم تحصل نهائيا على تعويضات بحجة وجود انفاق بها .
الأحياء السكنية التى دمرت فى رفح
الاحياء السكنية التى دمرها الجيش داخل نطاق المنطقة العازلة هى “كندا،حى النور،الحمادين،البراهمه،صلاح الدين،البرازيل،الصرصورية،الشلالفه،حى المعبر،الدهنيه،واجزاء من حى الصفا والامام على”.
ويبلغ عدد السكان الذين هجروا من هذه المنطقه نحو 15 الف مهجر،وما تبقى من سكان رفح حوالى 11 الف ويسكنون بمناطق مختلفه “بأحياء الأحراش ،والفريات،والامير،والرسم،والصفا،والمدينه،والامام على “اما المهجرون ذهبوا الى مناطق مختلفة بالعريش وبئر العبد ويعيشون فى ظروف قاسية .
وتعاملت الحكومة المصرية فى ملف التعويضات بعنصرية ،فمن له علاقات مع الجيش اخذ تعويضا مبالغا فيه ومن ليس له علاقات لم ياخذ حقه الكامل .
وذكر أحد الموظفين فى لجنة الحصر فى مجلس مدينة رفح ،ويدعى “ج.ب” أنه حصل على مبلغ يتعدى المليون جنيه ، فى حين أن منزله لا يستحق أكثر من 200 الف جنيه.
وضع المنطقة والتهجير المستمر
ما زال التهجير فى مناطق رفح والشيخ زويد وقراهم مستمرا حتى الان،حيث تقوم قوات الجيش المصرى بعمليات عسكرية شبه يوميه وتقوم بقصف المناطق والتجمعات السكنية فى سيناء ،حيث تستمر فى هدم المنازل وتفجيرها ،وتقوم ايضا باعتقالات عشوائية وهو ما يدفع بعض المواطنون للرحيل عن هذه المناطق.
وتعانى المنطقة الحدودية الان من انهيارات أرضية ،بعد عمل قناه مائية ،حيث يقوم الجيش المصرى بشكل يومي بضخ المياه فى تلك القناه مما يؤدى الى انهيارات تؤثر سلبا على المنطقة والتربة وحتى على الشريط الحدودى من الجانب الفلسطينى.
ومن أهم المخاطر التى سببها التهجير القسرى فى القرى الجنوبية للشيخ زويد ورفح،هو انضمام بعض المواطنون الى تنظيم الدولة الاسلامية.