اعتبر الكاتب البريطاني “إيان بلاك” التحقيق في أنشطة الإخوان أمر خاطئ منذ البداية ،وشكك في حيادية نتيجة التحقيقات .
وقال الكاتب في مقال لصحيفة “جارديان” إن الفكرة لم تبدو جيدة ، وحذر منها دبلوماسيون منذ البداية معتبرين أن التحقيق سيثير مشاكل لبريطانيا لاحقاً لكن ضغوط الدول الخليجية القمعية لم تمر مرور الكرام فيما يتعلق بقضية المنظمة الإسلامية في البلد الديمقراطي
وأضاف الكاتب أن القائد الفعلى لهذا اللوبي هو محمد بن زايد الحاكم الفعلى لدولة الإمارات التي تشكل المعارضة الإسلامية لها هاجس كبير ، وشاركت السعودية لكن بشكل أكثر تحفظاً ،وأيضاً حاولت مصر- التي أطيح فيها بالرئيس المنتخب ديمقراطياً بانقلاب عسكري – الضغط بشكل كبير لكنها لم تشكل ثقلاً اقتصادياً .
وتابع : لدى كاميرون أسباب تجعله قلق ففي عام 2013 بدا عليه علامات القلق بسبب عدم معرفة أحد في الحكومة بحدث كبير ينظمه الإخوان المسلمين في لندن، كما أن تقديم الربيع العربي للإسلاميين في مصر وتونس كان يمثل الأولوية للسياسة الخارجية وقبل ذلك كان فوز حماس قي الإنتخابات في فلسطين ،لكنها واجهت بعد ذلك الحظر كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة وأوربا .
و نقل الكاتب عن مسؤولين بالحكومة البريطانية قولهم : في حال اعتبار مراجعة نشاط الجماعة كان خطأ فإن نشر التقرير الصادر قد فاقم من هذا الخطأ، و هو ما يعني أنه سيتم تدقيق نتائج التحقيق ليس فقط من قبل الأنظمة العربية التي ستصدر تهديدات مبطنة في حال صدور نتائج غير مرغوب فيها بل أيضاً سيتم فحصها من قبل الإسلاميين البريطانيين وداعميهم الذين يشعرون بأن الحريات الأساسية في خطر .
و نقل عن “كريس دويلي” رئيس مجلس التعاون العربي البريطاني القول “الدول والأطراف التي طالبت بإلحاح الحكومة البريطانية بالتحقيق ستكون غاضبة بسبب عدم حظر الجماعة ، والمسلمون البريطانيون سيشعرون أنهم مضطهدون .
و أشار الكاتب إلى اختلاف وجهات نظر المسئولين البريطانيين فيما يتعلق بوجود الإخوان في بريطانيا إذ يعتبرهم مسئولي الداخلية البريطانية “مسيحيين ديمقراطيين بلحى” بينما ينتقد الدبلوماسيين العاملين في عواصم عربية تحول لندن إلى ملاذ للمخربين الخطرين –يقصد الإخوان المسلمين .
وشكك الكاتب في مصداقية السير ” جون جنكنز” عضو اللجنة- المستشرق صاحب المعرفة العميقة بالإسلام السياسي منذ ظهوره في مصر عام 1920- معتبراً أن عملة السابق كسفير لبريطانيا في المملكة يعزز من الإنطباع بأن الأمر برمته تم لإرضاء السعودية .
وختم الكاتب: ما خلص إليه التحقيق من أن أنشطة الجماعة يجب أن تبقى تحت الملاحظة من غير المرجح أن يكون نهاية القصة نظراً للحرب الدعائية المستمرة بين الإمارات وقطر المنافسة لها والمؤيدة للإسلاميين ولن ترضي “الإخوان” باللغة المستخدمة في التقرير ، بالخضوع للأصدقاء القمعيين وهو بالتأكيد جزء من الحلقة لكنه مازال هناك المزيد .