خرج العديد من الإعلاميين المحسوبين على النظام، عقب أحداث 30 يونيو، عن الرسالة السامية للإعلام بتوعية الرأي العام؛ وذهب الكثير منهم إلى الاستخفاف بعقول المشاهدين؛ في محاولة لصرف الأنظار عن المشاكل المحدقة والأخطار التي تمر بها مصر منذ انقلاب 3 يوليو على الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا.

شاهدنا “موسى” يعرض فيديو لـ”لعبة”، عبر فضائية “صدي البلد”، على أنه مشهد من مشاهد الحرب في سوريا.

وراحت ريهام سعيد، من خلال برنامج “صبايا الخير”، تركز على قصص الجن والعفاريت، وتنشر صورًا خاصة لإحدى الفتيات في أوضاع خاصة، وذهبت أخرى للفت الأنظار عبر تقديم برنامجها من داخل البانيو، وبالتأكيد الكل لا ينسى ظهور مراسل للتليفزيون المصري بـ”البيجامة”.

مذيع بالبيجامة

في مشهد أثار سخرية الجميع، ظهر مراسل التليفزيون المصري، في شهر سبتمبر عام 2013، وهو يرتدي “بيجامة”، أثناء حواره مع وزير الداخلية في ذلك الوقت، محمد إبراهيم.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المشهد، في استياء وسخرية حول ما وصل إليه حال الإعلام ليس الخاص فقط وإنما الرسمي أيضًا.

القرموطي يسكب على نفسه التراب والمطهر

اشتهر “الإعلامي” جابر القرموطي، والذي يقدم برنامج “مانشيت” على فضائية “أون تي في”، بقيامه بمواقف غريبة؛ مثل قيامه بفتح أزرار قميصه على الهواء؛ تقليدًا لما يقوم به الشباب، وقيامه مرة أخرى بإهالة التراب على رأسه؛ وذلك للتعبير منه عن سوء حالة الطقس التي صاحبتها عواصف ترابية اجتاحت معظم محافظات الجمهورية.

وكان آخر ما قام به، هو استخدام مطهر صناعي، وسكبه على نفسه، على الهواء مباشرةً؛ محاولة منه لتوصيل رسالة لزملائه من الإعلاميين بتطهير أنفسهم، معلقًا: “أنا هاطهر نفسي وهابدأ بنفسي الأول علشان ابدأ على نظافة، واحنا محتاجين تنقية”.

ريهام سعيد

اعتادت “الإعلامية” ريهام سعيد، على “الفرقعة” والسير في الاتجاه المعاكس؛ فتارة تستضيف فتيات يدعين أنهن ملبوسات من الجن، وتارة أخرى تدافع عن سيدة سبت أحد ضباط المطار في واقعة تم تصويرها ونشرها في كل وسائل الإعلام؛ في خطوة منها للبحث عن الاختلاف.

وفي آخر حلقاتها، والتي كانت سببًا في وقف البرنامج، قامت “ريهام” بفضح فتاة حاولت الثأر من متحرش بها؛ حيث لجأت لها “سمية عبيد” لتروي قصتها الخاصة حول محاولة أحد الأشخاص التحرش اللفظي بها، وعندما هددته بالأمن قام بصفعها في أحد المراكز التجارية بحي مصر الجديدة.

ولكن المفاجأة التي نزلت على الفتاة والجميع كالصاعقة، هي أن “ريهام” ساندت المتحرش، بل فضحت الفتاة ونشرت صورًا خاصة جدًا بها، وهو ما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يشنون حملة عنيفة ضدها، وأعلن عدد من الشركات سحب رعايتها من البرنامج.

أحمد موسى يعرض لعبة باعتبارها الحرب

وفي استخفاف واضح بعقلية المشاهدين، عرض “الإعلامي” أحمد موسى، في برنامجه “على مسؤوليتي” الذي يعرض على فضائية “صدى البلد”، لعبة من ألعاب الفيديو، ووصفها بأنها مقاطع حقيقية من الحرب التي تقوم بها روسيا ضد “تنظيم الدولة” في سوريا، وقال إنها التقطت عبر الأقمار الصناعية.

وقال “موسى” أثناء عرضه لفيديو “اللعبة”: “روسيا بتواجه الإرهاب بالشكل ده، روسيا زي ما أنتم شايفين في الفيديو بتقضي على الإرهاب”.

مذيعة في البانيو

فوجئ المشاهدون، أمس الجمعة، بمذيعة تقدم برنامجها من داخل “البانيو”، في آخر “مهزلة” يعرضها لنا الإعلام المصري.

فقد ظهرت “الإعلامية” دعاء صلاح، خلال برنامجها “دودي شو”، والمُذاع على قناة “النهار”، داخل “بانيو”، قائلة: “البانيو حاجة جديدة، والحياة بتبقى حلوة لما نعيشها ببساطة ولما تبقى البساطة في مشاعرنا وأسلوبنا وأخلاقنا”.

وتابعت: “أنا مستعدة للناس الذين سينتقدوني، وطبعًا هاخد شتايم علشان هيقولوا مذيعة طالعة في البانيو”، مستطردة: “العبرة بالنهاية، اللبس اللي أنا لبساه ممكن أنزل أروح بيه أي كافيه أو عيد ميلاد”.

وأثار هذا المشهد الاستفزازي، حفيظة المشاهدين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول الدكتور حسام شاكر، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر: “إن هذه المواقف الاستفزازية لا تليق بالإعلام”.

وأضاف -لشبكة “رصد”- أنه حتى في البلاد الأجنبية تحرص الدول على أن يحترم إعلامها القيم والعادات السائدة في المجتمع، مشيرًا إلى أن هذا هو الحال في البلاد غير المسلمة، فكيف يسمح لمذيعة أن تطل على جمهورها في هذا الوضع.

وأوضح “شاكر” أن السبب في وصول الإعلام لهذا المستوى، هو عدم الاعتماد على المتخصصين؛ فمعظم من يقدمون البرامج في الفضائيات لا يمتون للإعلام بصلة، وكل ما يشغلهم هو عمل شيء مختلف يثير انتباه المشاهدين.