اشتعلت الأزمة بين “ائتلاف دعم الدولة” والأحزاب المنسحبة منه؛ حيث وصل الأمر إلى تهديد الائتلاف لهذه الأحزاب بحل البرلمان إذا لم يصلوا إلى صيغة توافقية.
دعم مصر يهدد بحل البرلمان
دعا ائتلاف “دعم الدولة” الأحزاب المنسحبة إلى إعادة النظر في موقفها والعودة مرة أخرى، محذرًا من خطورة الموقف؛ نظرًا للتحديات الدستورية التي تواجه المجلس وتنذر بحله.
وقال الائتلاف، في بيان صحفي: “عقد النائب سامح سيف اليزل رئيس ائتلاف دعم مصر اجتماعًا حضره عدد من أعضاء الائتلاف المستقلين وبعض رؤساء الأحزاب المشاركة فيه؛ للتفاهم حول بعض التطورات التي وقعت، وخطة العمل المستقبلية والتعديلات المقترحة في مشروع اللائحة الداخلية للائتلاف”.
وأضاف البيان: إن “النواب اتفقوا على أن الائتلاف ليس قيدًا على أي من المشاركين فيه، سواء من المستقلين أو أعضاء الأحزاب المنضمين له أو المشاركين فيه”، مشيرًا إلى أن الانضمام للائتلاف لا يعني بأي حال من الأحوال التجرد من الهوية الحزبية للمشاركين فيه كما حاول البعض الترويج له ولكن الائتلاف يحترم كل الأحزاب المشاركة ويحترم برامج هذه الأحزاب ولا يتدخل في المواقف الحزبية على الإطلاق.
وتابع: “إن المرحلة التاريخية التي مرت بها مصر والتي لا تزال مستمرة تقتضي من الجميع إنكار الذات والتكاتف من أجل مصلحة الوطن وانجاح البرلمان”، لافتًا إلى أن هناك قوانين إذا لم يتوفر لها التأييد بنسبة ثلثي الأعضاء على الأقل وهو ما ينذر بأزمات دستورية قد تنتهي بحل مجلس النواب”.
الائتلاف يدعو الأحزاب المنسحبة للعودة
وأعرب الائتلاف من خلال بيانه عن آسفه لانسحاب بعض الأحزاب التي أعلنت عن موقفها بشكل مفاجئ ودون إخطار، داعيًا هذه الأحزاب لإعادة النظر في القرار الذي يأتي في توقيت غير مناسب لطبيعة المرحلة”.
مستقبل وطن يعود للائتلاف بعد التهديد
وفي أول رد فعل على البيان وبعد 48 ساعة من إعلان انسحابة من الائتلاف، قرر حزب مستقبل وطن، العودة مرة أخرى إلى ائتلاف “دعم مصر.
وأوضح مستقبل وطن، في بيانه، اليوم الأربعاء، أن إعلان محمد بدران، رئيس الحزب، الانسحاب من ائتلاف “دعم مصر”، كان بهدف تأسيس دولة ديمقراطية تضمن التعددية السياسية والعمل الحزبي واحتراما لدولة الدستور والقانون، ولكن بعد خروج الائتلاف ببيان دعا فيه إلى “لمِّ الشمل” وإزالة النقاط الخلافية التي كانت من أهم العوائق أمامهم قرر الحزب العودة مرة أخرى.
وأضاف البيان أن الحزب تلقى الكثير من الاتصالات من أحزاب وشخصيات وطنية يثق في رؤيتها، لذا عقد اجتماعًا مطولاً مع أعضاء المكتب التنفيذي ونواب الحزب لمناقشة المستجدات السياسية، واتفقوا على عودتهم إلى الائتلاف مع إزالة النقاط الخلافية التي كانت عائقًا أمام انضمام الحزب، والتوقيع على ميثاق الشرف والذي يضمن أن “دعم مصر” ليس تنظيمًا سياسيًا أو حزبًا.
وأكد البيان أن عودة الحزب جاءت انطلاقا من ثوابته الوطنية وإعلاء لمصلحة الوطن والاهتمام بأن يكون هناك توافق حول الرؤى الوطنية، وذلك بعد ما تعهد به القائمون على الائتلاف من أن للحزب رؤيته المستقلة وكيانه المستقل داخل مجلس النواب.
واستنكر الحزب الانتقادات التي وجهها البعض لهم بعد قرار انسحابهم من الائتلاف، مشددًا على أنه لا يقبل أن يزايد عليه أحد، خاصة وأنه معروف بوطنيته وانتمائه واستقلاليته.
“المصريين الأحرار” يرفض التعليق
ومن جانبه رفض حزب المصريين الأحرار التعليق على قرار عودة “مستقبل وطن” للائتلاف بعد الانسحاب.
وكان الحزب قد رحب بقرار “مستقبل وطن” بالانسحاب من “دعم مصر”، وقال شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الاحرار أن الباب مفتوح للتنسيق مع حزب مستقبل وطن بعد الانسحاب من “ائتلاف دعم مصر”، مضيفًا: “نشيد بالموقف الوطني لحزب مستقبل وطن”.
الوفد لن يغير موقفة
وقال حسين منصور، نائب رئيس حزب الوفد: إن الحزب لن يغير موقفه تجاه “دعم مصر” بعد تعديل الائتلاف للائحته الداخلية، وعدول حزب مستقبل وطن، عن قرار الانسحاب، مؤكدًا أن ذلك شأن خاص بمستقبل وطن وليس للوفد صلة به.
وأكد أن “دعم مصر” يضم كتلة من الأحزاب والمستقلين، ويطمح أن يمثل الأغلبية في البرلمان، ليكون كيان داعم للدولة، وهذه عقبة أمام التعددية السياسية والأجواء الديمقراطية، كما أنه يعيد للأذهان ممارسات الحزب الوطني والاتحاد الاشتراكي.
وشدد على أن رغبة “دعم مصر” في الاستحواذ ستؤثر سلبيا في تفاعل الشعب مع البرلمان، بل ستؤدي إلى تحويله لهاجس لدى المواطنين بشكل يدفعهم لتوجيه أسهم النقد نحوه.
وأشار إلى أن “ائتلاف الأمة المصرية” ما زال قيد البحث والتشاور، ويركز الحزب خلال الفترة الراهنة على التواصل مع النواب المستقلين، للتوافق بشأن حزمة من القوانين.