عدد مدير الشبكة العربية للأبحاث والنشر، نواف القديمي، مميزات “جيش الإسلام” الذي قُتل قائده زهران علوش أمس الجمعة في غارة سورية روسية مشتركة على مبنى خاص بأعضاء التنظيم.
وقال القديمي، في منشور له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “جيش الإسلام فصيل كبير، تعداد مقاتليه يتجاوز الـ 15 ألف مقاتل – جميعهم سوريون حيث لا وجود لمهاجرين بينهم – ويتمركز في أكثر المواقع خطورة وأهمية وكثافة في سوريا “ريف دمشق”، حيث يحاصر العاصمة من جهتين”.
مشيرًا إلى أن معظم معارك التنظيم تجري داخل الأحياء والمدن الملاصقة للعاصمة، وهي المناطق التي تتواجد بها أعداد كبيرة من قوات جيش الأسد والميليشيات الشيعية المكلفة بحماية العاصمة، مما يعني أن قدرة جيش الإسلام على التمدد لمئة متر أو الدفاع عن مئة متر هو أمر بالغ الصعوبة ويسقط فيها عدد كبير من الشهداء”.
وأشاد القديمي بالقدرات التنظيمية للتنظيم قائلًا: “يتميز جيش الإسلام بالانضباط العالي لأفراده ومقاتليه، وتفتيته لكل مراكز القوى، ورفضه لانضمام أي فصائل له مع بقائها ككتلة واحدة حتى لا تُشكل مركز قوى داخل الجيش، بل يُجبر أي فصيل قبل الانضمام على تسليم سلاحه وتقسيم أفراده بين وحدات الجيش وألويته وجبهاته”.
وأضاف: “رغم أنه فصيل ينتمي للحالة السلفية، إلا أنه لا ينتمي للسلفية الجهادية، وبعيدٌ عن مسائل التكفير والتبديع، حتى أن بعضًا من الفصائل السلفية الجهادية تتهمه بالإرجاء لتشدده في رفض التكفير”، مضيفًا: “في الوقت الذي كانت فيه معظم الفصائل مترددة ومتورعه عن قتال الدواعش، يمكن اعتبار جيش الإسلام أول فصيل اتخذ قرارًا مبكرًا وصارمًا بقتال الدواعش ومنع تمددهم في مناطق نفوذه، وقد نجح في ذلك كما لم ينجح أي فصيل آخر”.
وعن الخطاب السياسي للتنظيم، يقول القديمي: “أبدى جيش الإسلام مرونة سياسية مرتفعة في مراحله الأخيرة، ونزعة عالية للتوحد مع الفصائل الأخرى، وخطاب مطمئن في مواضيع التشاركية في الحكم بعد سقوط النظام – مازالت لديهم الحساسية السلفية المعتادة من استخدام مفردة ديمقراطية- والتأكيد أن الشعب السوري هو من له الحق في اختيار شكل الحكم القادم، كما أنه في حوارات أجريتها مع بعض قادته أكدوا أنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من “الجيش الحر” ويرفضون أن يُطلق عليهم صفة “إسلاميين”، بل يصفون أنفسهم بأنهم “مسلمون فقط”.
وأنهى القديمي المنشور قائلًا: “وحين زرت أحد مقراته وجدت علم الثورة السورية معلقًا في كل المكاتب، ولهذا الأمر دلالة رمزية بالغة، فجيش الإسلام يؤكد هنا أنه جزء من “الثورة السورية” بجيشها الحر وشعاراتها ومطالبها وعلمها”.