سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الضوء على تزايد تهديد تنظيم القاعدة في أفغانستان في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة جهودها على محاربة طالبان وتنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة بينما تنشغل السعودية بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وطالبان يبدو أن هناك عدوا جديدا بدأ في الظهور إذ تم إنشاء معسكرات للقاعدة في أفغانستان، وهو ما دفع البنتاجون، وأجهزة المخابرات الأميركية إلى تقييم ما إذا كان التنظيم سيتحول إلى أرض خصبة للهجمات ضد الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن معظم هذه المعسكرات القليلة التي تم إنشاؤها ليست بنفس حجم المعسكرات التي أنشأها أسامة بن لادن في السابق، وبافتراض أن هذه المعسكرات تم إنشاؤها قبل عدة سنوات فإنها كانت ستشكل تهديدا محتملا للولايات المتحدة وكان الرئيس أوباما سيناقشها في اجتماع الاستخبارات اليومي.
وتابعت: مرونة القاعدة في أفغانستان أدهشت المسؤولين الأفغان والأفغان، وقبل ذلك كان المسؤولون الأميركيون منشغلين بمطاردة آخر قادة القاعدة المتبقين المختفين على طول الحدود الجبلية مع باكستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية صرحت بالقليل عن التحدي الجديد أو الاستراتيجية التي ستواجه بها التهديد القادم من القاعدة إذ إنها منشغلة في مساعدة الحكومة الأفغانية في مواجهة أخطار أخرى وشيكة مثل عودة الهجمات العنيفة لحركة طالبان وجماعة “حقاني”، وكذلك الفرع الجديد لتنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة عن “مايكل مورل” نائب مدير الاستخبارات الأميركية السابق القول “أنا قلق بالفعل حيال الولادة الجديدة للقاعدة” ويضيف “لماذا يجب القلق من هذا الظهور الجديد؟ لأنه كما كان في السابق ستوفر طالبان ملاذا آمنا للقاعدة”.
بينما طرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية وجهة نظر أخرى وهي أن العمليات العسكرية الباكستانية ضد القاعدة هي السبب الرئيسي للنشاط المتزايد للقاعدة في أفغانستان.
وذكرت الصحيفة أنه خلال أكتوبر الماضي قامت القوات الخاصة الأميركية والأفغانية مدعومة بالطيران الأميركي بالهجوم على معسكر تدريب للقاعدة جنوب البلاد، ويعد الأكبر الذي تم اكتشافه حتى الآن، واستغرق الهجوم على المعسكر البالغ مساحته 30 كيلو ميل مربع عدة أيام، وقتل فيه 200 من أفراد التنظيم بحسب المسؤولين الأميركيين.
واستطردت: على مدار شهور حذر الجنرال الأميركي ” كامبل” من القاعدة في إطار التهديد الأمني المعقد في أفغانستان، وأخبر الكونجرس في أكتوبر أن القوات الأفغانية أثبتت عدم قدرتها على سحق التنظيم، وقال “كامبل” “تحاول القاعدة إعادة بناء شبكة الدعم الخاصة بها، وتخطط لزيادة قدراتها من أجل القيام بهجمات ضد الولايات المتحدة وكذلك المصالح الغربية”.
وقال “كامبل” “الضغط على مقاتلي القاعدة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأفغان أجبرهم على التركيز على البقاء على قد الحياة أكثر من التخطيط لهجمات مستقبلية، وهذا الضغط المستمر كان ضروريا لمنع القاعدة من اكتساب مواطئ قدم”.
ولفت التقرير إلى إنشاء أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة فرعا جديدا يسمى تنظيم الدول في شبه القارة الهندية ردا على تصاعد نفوذ خصومه من تنظيم الدولة والذي يقول محللون إن لديها عدة مئات من المقاتلين في باكستان ويركزون نشاطهم في الهند، وباكستان، والدول الأخرى في جنوب آسيا.