انتقد عمرو الشوبكي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات، ما اعتبره غياب دولة القانون والحياد السلبي للنظام حيال الأمر؛ حيث قال: “إن أسوأ ما تعاني منه مصر هو عدم بذل أي جهد يُذكر في بناء دولة القانون، واستمرار الحياد السلبي للنظام الحالي، وترك أبناء البطة السوداء من الناس العاديين يُستباحون ويُهانون دون حسيب أو رقيب، ودون أي نظام أو قانون”.

جاء ذلك في مقال مقال له نشر اليوم، أضاف فيه “إن هناك إحساسًا لدى قطاع يُعتد به من المصريين أنهم صاروا منتهكين ومستباحين من قبل مندوبي الأمن في الإعلام والسياسة دون أي رادع قانوني قادر على مواجهة الخصوم بالحجة والحملات السياسية، وليس بتلك الطريقة المتدنية التي تعكس عجزًا عن صياغة فكرة أو رؤية تواجه بها خصومك ومنافسيك”.

وأوضح -في المقال الذي يحمل عنوان “البطة السوداء”- إنه على مدار سنتين “اعتدنا أن نستمع يوميًا لشتائم وبذاءات كثيرة من رموز المرحلة الجديدة وقادتها المحصنين، دون أن يحاسبهم أحد؛ إذ إنهم اعتادوا أن يسبوا أي مواطن على الهواء مباشرة ويهينوه، وأن يسيئوا لأمه وكل فرد في عائلته وسط حياد كامل لأجهزة الدولة، ما دام المهان غير “محصن” بجهة عليا”.

وأفاد “الشوبكي” أن النائب توفيق عكاشة قام بشتم وسبِّ وتخوين مئات المصريين غير المحصنين، والذين لا يعملون فى الأجهزة والمؤسسات السيادية، على مدار أكثر من 3 سنوات، دون أن يحاسبه أحد، وتُرك بكل أريحية، بل ربما بتحريض من بعض أطراف داخل الدولة، يشتم الجميع دون أن يوقفه أحد ولو باتصال تليفوني من “جهة عليا” يحول دون تكرار هذه المهازل.

وأشار “الشوبكي” إلى أن الكثير اندهش من الانتقادات التي وجهها عكاشة للأجهزة الأمنية، من أنهم يتدخلون في كل شيء، ويحكمون البلاد من وراء الستار، معربًا عن دهشته من أن “عكاشة” صدق أن الدولة يمكن أن ترتب له الطريق لكي يصبح رئيس البرلمان؛ حيث إنه نجح في الانتخابات وهو متصور أنه مُفجِّر ثورة، على حد قوله، مضيفًا “حتى اكتشف أن الطريق مفقود للوصول لرئاسة البرلمان، فقرر أن يهاجم الجميع لأسباب ودوافع شخصية بالكامل، فتم وقف برنامجه بصورة رادعة وفورية لمدة 6 أشهر”.