الثورة قامت لأن الحشيش شح في البلد، سمعتها غير مرة، الحشيش مهم، خصوصا للمصريين، ولذلك، كانت الحكومة وما زالت تفوت بعض الأطنان، لتكييف الشعب، الحشيش يسطل، ويجلب السعادة الزائفة، مثله مثل فتاوى حرمة الخروج على الحاكم، والكلام عن مكانة الفقراء الذين يدخلون الجنة قبل الأغنياء، والدنيا الفانية الزائلة التي لا تستحق عناء الصراع عليها، والمشي جنب الحيط، والعيش تحت البطانية، وبقية خرافات الخطاب الطاهر، مثل الحشيش.
والله، الحشيش مظلوم في هذه المعادلة، الحشيش لطيف، مزاجه حلو، بشهادة كل من ذاق وعرف، وما أكثرهم، خصوصا في أوساطنا، الشعراء أغلبهم حشاشون، الصحفيون كلهم، تقريبا، حشاشون، “تعاطي” و”اتجار”، حشاشون في القعدات الزرقا، وتجار في الجرائد الصفرا، و”كفار” في البرامج الحمرا، وما خفي كان أحشش!!
ماركس قال إن الدين أفيون الشعوب، الله يرحمه، لم يكن يهاجم الدين، رغم موقفه النقدي منه، إنما من يزورونه، ويحولونه إلى أفيون طاهر على مذهب الإمام علي خميس، أو جمعة، حسب جودة الصنف، شد وصلي، من نخاشيشك!!
الإسلاميون سخروا من مفتي القتلة رغم معرفة أكثرهم بأن الكلام نظريا صحيح، السياق كله لا يسمح بغير السخرية، والبؤس، والمرارة، هشام عبد الله الممثل إخوان، زوجته غادة نجيب، عضو مؤسس في تمرد إخوان. محمد شومان الممثل الكوميدي الواعد، جيل هنيدي وعلاء ولي الدين، وسوبر ستار الجامعة أيامهم، إخوان. الشاعر الفذ صلاح عبد الله، صاحب البصيرة، إخوان. ماهينور الجدعة، ربنا يفك سجنها حكت لي قبل حبسها بأسبوعين أن “فلانة” ممسوكة بزجاجة البيرة في يدها، وكتبوا لها في المحضر إنها إخوان، قالت للضابط: تحب أجيب لحضرتك صوري ع البحر بالمايوه؟! قال لها لا خلاص، 6 إبريل بلاش وجع دماغ.. يا عم أنا مش 6 إبريل، هو بالعافية؟! إمال أعمل لك إيه يعني؟!!
أي حاجة في رغيف، والاسم مؤسسات الدولة، عندنا مؤسسات، وعندنا دولة، إي والله العظيم، كلهم إخوان، لماذا لا يكون الحشيش طاهرا؟، ولماذا لا نسخر من طهارته ونحن نعرفها، كله عند العرب حشيش، وكله عن الداخلية إخوان، يا رجل كبر مخك.
السعودية أعدمت 47 بني آدم، لحماية المذهب السني من الخطر الشيعي، وليس لأنهم معارضون، وإيران انتفضت من أجل دماء الشهداء، على اعتبار أن ثوار سوريا عباد أصنام، والناس في اليمن جراد، يجوز أكله. سؤال للشيخ علي جمعة: هل الجراد طاهر يا مولانا؟ لو سمحت يعني.. بعد إذنك.. هه؟
السلفيون، رواد نادي مركز شباب الحشيش الطاهر، بدورهم، رأوا في إعدام خلق الله خيرا كثيرا، حيث إنه يصعب التعايش مع الشيعة، كما أنهم خطر على البلاد والعباد، ولا ينبغي لنا أن ننجر، إلا في يد الحاكم، ولا يجوز لنا أن نكون خرافا، إلا في حظيرة الحاكم، ولولي الأمر أن يقتل ثلث الشعب، الذي لا يحشش، حتى يعيش الثلثان، ويستمتعوا بمزيد من “العرانيس”!!
الحشيش طاهر، لكنه حرام، ما يستحق الهجوم في هذه “البتاعة” هو نصفها الثاني، بصراحة، “حرام ليه؟”، يسألني صديقي، فأجيبه: لا أعرف!
لماذا الحشيش حرام يا مولانا، عم الشيخ، الحشيش حرام؟!! فعلا؟!!! عندك دليل؟! يُغَيب العقل؟! يا رجل؟ وهل تغييب العقل حرام؟ قل والمصحف، تغييب العقل فريضة وطنية يا مولانا، اتق الله ولا تحرم ما أحل السيسي، تشربه في “النهار”، وتتاجر به في “الليل”، ثم تحرمه في “cbc”؟!!
الحشيش رأس مالك يا مولانا، “القرش” فضيلة، و”الطربة” مكرمة، لو أن الحشيش حرام فحضرتك شخصيا حرام، إي والله، طاهر لكن حرام، أو نجس لكن حلال، حسب موقعك من الشؤون المعنوية، كما قال بذلك أهل “الجوزة”، وجمهور الحشاشين، أما نحن فليس لنا من الأمر إلا السمع والطاعة، واتباع “الكركرة”، والاستجابة لـ”كتم الأنفاس”، فهذه مسائل تمس الأمن القومي، وليس لأمثالنا الخوض فيها، “سموم العلماء ملحومة”، وربنا أمر بالستر!!
الحشيش حرام؟!!! ليه؟!!! ليه؟!!