توقع الكاتب التركي “رجب سويلو”، في مقال له نشرته صحيفة “ديلي صباح” التركية، أن ينشأ تحالف سعودي تركي، وتقارب تركي إسرائيلي، وتسوية تركية مع القاهرة؛ بسبب تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة وتأثير ذلك سلبًا على المصالح التركية.
وقال الكاتب: “إن الخطوات الأخيرة لأنقرة لإعادة التموضع في المنطقة تبدو بشكل متزايد وكأنها إستراتيجية شاملة لمواجهة القدرات الإيرانية والاعتداءات الروسية واللذين يقوضان معًا الاستقرار في المنطقة ويهددان المصالح التركية في سوريا”.
وذكر الكاتب أدلة التوجه التركي الجديد قائلًا: “أولًا: صعدت تركيا جهودها للتسوية مع إسرائيل فيما يتعلق بالاعتداء على سفينة الإغاثة التركية “مافي”، وللمرة الأولى خلال أعوام صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا تريد إسرائيل كصديق في المنطقة، ثانيًا: تقوية أردوغان لتحالف بلاده مع السعودية بإنشائه مجلس الشراكة الإستراتيجية بين البلدين”، مضيفًا أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية المتمثلين في السعودية وإسرائيل ودول الخليج ليسوا راضين عن السياسة الأميركية الحالية في الشرق الأوسط التي ينظر إليها على أنها نهج ضعيف يرتكز على إرضاء طموحات إيران النووية.
وأضاف “سويلو”، “تتوقع إدارة أوباما مساعدة إيرانية للحد من مخاوف إسرائيل من اعتداء نووي إيراني عليها، ودفع بشار الأسد إلى طاولة المفاوضات، ومع ذلك فإن المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين جنبًا إلى جنب مع مسؤولين من دول عربية أخرى غير راضين عن هذا النهج لأنهم يعتقدون أن الطموح الإيراني في المنطقة يقوض أمن بلادهم”، وبعد قطع السعودية للعلاقات مع إيران عبّر مسؤول سعودي في السفارة السعودية في أميركا، في تصريح لوكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية، عن غضب بلاده من دعم الولايات المتحدة لمواقف إيران، وجاء تصريح المسؤول السعودي بعد تراجع الولايات المتحدة عن تنفيذ موجة جديدة من العقوبات على إيران بسبب إجرائها تجارب لصواريخ باليستية في تجاهل تام لحظر الأمم المتحدة لمثل هذه الأعمال”.
واستطرد “سويلو” قائلًا: “حتى الدوائر الليبرالية في الولايات المتحدة بما في ذلك صحيفة “نيويورك تايمز” باتت تتساءل عن ما إذا ما زالت الولايات المتحدة بحاجة إلى السعودية كحليف إستراتيجي بينما أصبحت إيران الدولة الثيوقراطية التي ترتكب انتهاكات حقوق إنسان جسيمة متاحة لها وسهلة الانقياد، وبالتأكيد فإن من يعتقدون أن إيران ستجلب السلام إلى الشرق الأوسط قد فشلوا في إدراك المخاوف العربية والطموح الإيراني؛ إذ تقوم إيران بالفعل بدعم الطاغية السوري “الأسد”، وعلى نحو فعال اختطفت الدولة العراقية عن طريق جنرالاتها ومستشاريها، واليمن أيضًا في وضع صعب بسبب الاستفزازات التي تقودها إيران والتي دفعت السعودية للتدخل”.
وأكمل “سويلو” مقاله قائلًا: “انتهجت إيران سياسة تهدف لعرقلة تسوية تركيا للقضية الكردية عن طريق المفاوضات، وحاولت إثارة القلاقل في كردستان العراقية عن طريق تحريض أحزاب المعارضة الكردية ضد حكومة الإقليم التي يترأسها “مسعود برزاني” أحد الحلفاء الرئيسيين لأنقرة، كما أنها تسعى إلى سحق المعارضة السورية المعتدلة، ودعمت بشكل مطلق السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وأخيرًا دعاية طهران ضد أسرة أردوغان نفرت أنقرة منها”.
وأردف الكاتب: “الحكومة الإسرائيلية غير راضية عن التسوية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وقلقة من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، وهناك أيضًا وجود عسكري روسي مقلق في سوريا، وهو ما يمهد السبيل لنقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله المدعوم من إيران. هذا هو السبب الذي دفع أنقرة للتقارب ووضع الخلافات الأقل أهمية جانبًا مع السعودية وإسرائيل.
وتوقع الكاتب أن تكون الخطوة الثالثة لتركيا مع مصر؛ إذ أعرب نظام عبدالفتاح السيسي عن أمله في إصلاح العلاقات مع أنقرة، وقال وزير الخارجية المصري الأسبوع الماضي إنه يأمل في تطبيع العلاقات بين البلدين، وهو ما يمثل ضرورة، بالإضافة إلى قيام مصر يوم الإثنين بتخفيف أحكام الإعدام على كبار الشخصيات في الإخوان المسلمين، وهو مطلب رئيسي لأردوغان كأحد الشروط للتطبيع مع مصر.