مضايا بلدة سورية تقع في محافظة ريف دمشق، ويبلغ عدد سكانها 16,780 نسمة حسب تعداد عام 2015، بالإضافة إلى نحو 7 آلاف من النازحين من مناطقهم بسبب تداعيات الحرب الأهلية السورية في البلاد أثناء الثورة السورية ضد بشار الأسد.
يحاول الجيش السوري، في الفترة الأخيرة، العمل على ضم مضايا إلى سيطرة الدولة مثلما يحاول في الزبداني وما جاورها، وقد أدت هذه المحاولات المتكررة إلى تدمير الكثير من البنية التحتية في مضايا بسبب إسقاط البراميل المتفجرة ومقتل العديد من المدنيين؛ حيث يذكر أنه ومنذ بداية الحرب على مضايا في شهر يونيو من عام 2011 حتى 25 يناير 2015 قد قتل أكثر من 200 شخص بين مدني ومقاتل معارض من أهالي البلدة بل من بينهم العديد من الأطفال والنساء جراء القصف العشوائي الذي يقوم به النظام السوري.
وتحاصر قوات النظام السوري وحزب الله، البلدة منذ نحو سبعة أشهر، تم خلالها منع أي شخص من الخروج لإحضار مواد غذائية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حالات الوفاة خاصة بين الأطفال، ومن بقي على قيد الحياة أصبح هيكلًا عظميًا نتيجة سياسة الحصار والتجويع التي يمارسها النظام السوري ضد البلدة.
واضطر سكان البلدة إلى المخاطرة بحياتهم بحثًا عن طعام في مناطق قريبة قامت قوات النظام بزرع ألغام فيها، ما أدى إلى حدوث حالات بتر أطراف للبعض منهم، واضطروا مؤخرًا إلى أكل لحوم القطط والكلاب وأكل الحشائش والبحث في مكبات النفايات، وذلك بسبب انعدام الطعام والأغذية في البلدة التي تضم نحو أربعين ألف مدني.
وبلغ سوء الأوضاع بمضايا في الأيام الأخيرة حدًا كبيرًا؛ حيث وصل للمستشفى ثلاثون حالة تسمم نتيجة أكل أوراق شجر الزيتون، وهي المادة الخضراء المتبقية في البلدة بعد تساقط الثلوج، فيما تشير التقديرات إلى أن مضايا تشهد نحو مائتي حالة إغماء يوميًا بسبب سوء التغذية.
ويتعاون حزب الله مع النظام السوري في حصار سكان مضايا واستخدامها كورقة ضغط علي المقاومة؛ حيث تداول نشطاء جملة كتبت على أحد الجدران في المدينة: “الجوع أو الركوع”، والتي كتبت من قبل جنود الأسد وحزب الله.
ولا يكتفي حزب الله بحصار أهل مضايا الذين لم يجدوا أمامهم غذاءً إلا أوراق الشجر، بل قام المنتفعون والتابعون لحزب الله بتوفير كميات محدودة من السلع الغذائية وبيعها بأسعار باهظة جدًا؛ حيث بلغ سعر كيلو جرام من حليب الأطفال 150 دولارًا أميركيًا، وكيلو جرام من السكر أكثر من 153 دولارًا.
ونُقل عن سكان في مضايا، أن مقاتلي حزب الله وضعوا تسعيرة للمبادلة التي تطبق على مضايا، بحيث تتم مبادلة بندقية مقابل عشرة كيلو جرامات من الطعام، ودراجة نارية مقابل عشرة كيلو جرامات أخرى، وسيارة مقابل 15 كيلو جرامًا.