نشرت الصحف الأجنبية، اليوم الخميس، متابعتها حول أسعار النفط وتداعيات الانخفاض؛ حيث تصدر العناوين الأجنبية عنوان “البترول سيصبح أرخص من الماء”، في إشارة منهم لاحتمالية تراجع أسعار برميل البترول لأقل من مستويات 10 دولارات للبرميل الواحد.
وعدد موقع “بي بي سي عربي” الصحف وبدأ بمقال “التايمز” الأميركية، الذي تم التوقع من خلاله أن تصبح أسعار وقود البنزين والديزل أرخص من “قنينة ماء”؛ إثر الانهيار الحاصل في أسعار النفط الخام؛ حيث نقلت عن شركة (RAC) المختصة بالسيارات والتأمين عليها، قولها إن أسعار الوقود من المحتمل أن تنخفض إلى نحو 86 “قرشًا” للّتر الواحد، وهو أكبر انخفاض منذ سبع سنوات على الأقل.
ويشدد المقال على أن بحوثًا، في الأسبوع الماضي، أظهرت أن انخفاض مجمل أسعار النفط يصل إلى نسبة الربع عن العام الماضي، بينما زادت أرباح الشركات “بصورة ملحوظة”، مستدلًا على ذلك بتخفيض عدد من البنوك الكبرى، ومن بينها ستاندرد تشارترد وجولدمان ساكس وآر بي إس ومورجان ستانلي، من سقف توقعاتها لأسعار النفط لعام 2016 ليصل إلى توقع منخفض يصل إلى نحو 10 دولارات للبرميل وهو أقل تقدير منذ 18 عامًا.
وأشارت صحيفة “التليجراف”، إلى أن أسعار خام برنت انخفضت إلى 29.96 دولار بعد ارتفاع مؤقت خلال تعاملات اليوم؛ بسبب أنباء عن أن روسيا قد تخفض مستوى إنتاجها النفطي؛ حيث قالت وكالة الطاقة الدولية إن مجمل الإنتاج النفطي الروسي قد وصل في عام 2015 إلى أعلى ذروة له في حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي.
وتضيف الصحيفة، أن المملكة العربية السعودية حضت موسكو، وهي ليست عضوًا في الأوبك، على خفض إنتاجها النفطي للمساعدة في إعادة التوازن للسوق النفطية التي تعاني من وفرة كبيرة في العرض.
وتنقل الصحيفة عن وكيل وزارة المالية الروسي، ماكسيس أوريشكين، قوله، أمس: “قد تؤدي أسعار النفط الحالية إلى إغلاق سريع وصعب تمامًا لمنتجين نفطيين معينين خلال الأشهر المقبلة”؛ حيث ترى الصحيفة في ذلك إشارة مهمة إلى أن انخفاص أسعار النفط بدأ يؤذي شركات الإنتاج الروسية.
أما “الجارديان”، فنشرت مقالًا تتناول به تداعيات انخفاض سعر النفط الخام؛ حيث أوضحت من خلاله آثار انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد العالمي والبيئة، فاقتصاديا، تُذكّر الصحيفة بالافتراض النموذجي الغربي عن أن انخفاض أسعار النفط هو نعمة، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار النفط كان يسبق في الغالب الركود الاقتصادي بوقت قصير كما هي الحال في الأعوام 1973 و1979-1980 و1990 لكنها ترى، في الوقت نفسه، أن انخفاض أسعار النفط قد يكون نتيجة أو سببًا للضعف الاقتصادي، كما كانت الحال في عام 2008، عندما أصبح مجرد عرض من أعراض الركود الاقتصادي الكبير.
وتستدرك الافتتاحية بالقول: لكن الشيء الجيد الذي يمكن قوله عن انخفاض أسعار النفط اليوم هو أن التباطؤ الاقتصادي العالمي سيكون أكثر حدة من دون هذا الانخفاض.
وعلى جانب آخر، تقول الصحيفة إن أسبابًا أخرى تدعو للتفاؤل، منها سعر برميل النفط الرخيص والذي سيؤدي إلى عدم تشجيع الاستثمار في مجالات استخراج الوقود الأحفوري، كما هي الحال مع إعادة تقييم شركة بريتش بتروليوم لعملياتها في بحر الشمال.