أكد الكاتب الصحفي والمتخصص في الشئون الأميركية محمد المنشاوي أن هناك حالة من القلق مسيطرة على واشنطن فيما يتعلق بمستقبل المملكة السعودية، مشيرًا إلى أن هوية الملك السعودى القادم تعد المصدر الأهم للقلق الأميركى على المملكة التي تعتبر أحد أكبر حلفائها فى الشرق الأوسط .
يقول المنشاوي في مقاله بصحيفة “الشروق” تحت عنوان ” حيرة واشنطن بين بن نايف وبن سلمان” :” وعلى الرغم من أهمية السعودية للولايات المتحدة، فهي لا تستطيع فك طلاسم سياسات قصور المملكة التى تختلط فيها الاعتبارات العائلية والقبائلية، باعتبارات الزواج والإنجاب، وهوية الأمهات”.
وأضاف : “ومنذ وصول الملك سلمان لسدة الحكم قبل عام، واتخاذه قرارات دراماتيكية خلال أشهر حكمه الثلاثة الأولى، والتى تضمنت تعيين محمد بن نايف “56 عاما” وليًا للعهد، إضافة لمنصبه الهام كوزير الداخلية، وهيمنته على أجهزة المخابرات السعودية، إلا أن القرار الأهم تمثل فى تصعيد محمد بن سلمان “30 عاما” ليصبح وليًا لولى العهد، ووزيرًا للدفاع، ورئيسًا لمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية”.
وتابع : ” تعرف واشنطن جيدًا محمد بن نايف، فالرجل درس فى إحدى جامعات ولاية أوريجون، وتدرب كذلك فى مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، وخلال سنوات خدمة والده كوزير للداخلية، خدم محمد كنائب له، واقترب من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأميركية نتيجة إشرافه على ملفات شديدة الحساسية كمواجهة تنظيم القاعدة داخل السعودية، وتبنيه لبرامج إعادة تأهيل وإصلاح للإرهابيين”.
وأشار المنشاوي إلى أن جورج تينيت، المدير الأسبق لـ “السى آى إيه” قال عن محمد بن نايف “الأهم من بين الأشخاص الذين تحدثت إليهم، فهو شاب نسبيًا، وقد وضعنا فيه قدرًا كبيرًا من الثقة وأوليناه احترامًا عظيمًا”، وأشاد ليون بانيتا، المدير السابق للمخابرات الأميركية، بقدرات محمد بن نايف قائلًا عنه “إنه الأذكى والأكثر خبرة فى أبناء جيله”.
وأوضح المنشاوي أنه خلال الأشهر الأخيرة مثل صعود نجم محمد بن سلمان مفاجأة كبيرة لواشنطن، ودوائر صنع القرار بها، وأضاف : “ولا تعرف واشنطن بن سلمان، فهو قد تلقى تعليمه داخل السعودية، ولم يعش التجربة الأميركية كغيره من الأمراء السعوديين”.
ويكمل المنشاوي: “تتعرف واشنطن على محمد بن سلمان من خلال مقالات كبار كتاب الرأى عنه بعد عودتهم من لقائه بالرياض وقضاء ساعات معه، أو من خلال الالتقاء به خلال زيارته السابقة لواشنطن منذ شهور قليلة، لذلك من الصعب التنبؤ كيف ستجرى عملية الخلافة السياسية فى السعودية، وأعتقد أن واشنطن لن يكون لها دور فى هذا الموضوع، وسترحب واشنطن بلا تحفظ بوصول محمد بن نايف لسدة الحكم، ولن تتوقع منه واشنطن أى مفاجآت، فهى تعلم أنه يدرك توازنات القوة بدقة داخل وخارج المملكة، وتعرف كذلك أنه شخصية محافظة متزنة، ولن تتوقع منه تغيرات جذرية لا فى السياسة الداخلية ولا فى السياسة الخارجية”.
وختم المنشاوي : ” ومع ما يبدو أنه حالة مستمرة من التهميش المستمر لبن نايف، قد تجد واشنطن نفسها مضطرة للترحيب بوصول محمد بن سلمان لسدة الحكم رغم ما لديها من عوامل قلق وتحفظات ترتبط بقراراته المتسرعة وقلة خبرته ومن ناحية أخرى، عدم معرفتها به وعدم معرفته هو بأميركا”.
