شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هوس ديمقراطية الرأى الواحد

هوس ديمقراطية الرأى الواحد
أتعجب كثيرا عندما أجلس أتابع الآراء المختلفة سواء من خلال البرامج الحوارية المتلفزه أو من خلال الأحاديث الجانبية بين المواطنين فى العديد من الأماكن

أتعجب كثيرا عندما أجلس أتابع الآراء المختلفة سواء من خلال البرامج الحوارية المتلفزه أو من خلال الأحاديث الجانبية بين المواطنين فى العديد من الأماكن 

ولكن الأهم هو أنى ألاحظ أن ديمقراطية الرأى الواحد دائما هى السائدة فتجد أنه بإمكانك أن تختلف لكن من خلال نفس الرأى و لا أعلم كيف ذلك ولكن هذا حادث بالفعل و هذا هو العجيب و الأعجب هو اقتناع الناس بهذا الفكر فالوطنية عبارة عن صك تأخذه إذا ما اقتنعت بأفكار السُلطة وتواجهتها و فى هذه الحالة يُسمح لك بالحديث و تُفتح لك كل الشاشات وكل الأماكن و الأوراق لكى تكتب و تتناول و هذا الصك ليس صك دائم و لكنه مرهون بطريقة تعاملك مع السلطة فلا بد أن تكون دائما مصدق و مبرر لكل تصرفاتها و تحمل كل أفكاره مع هامش صغير يسمح لك فيه الاختلاف و لكن فى ظل ديمقراطية الرأى الواحد فهذا أقرب إلى الأفكار الشمولية 

و إذا ما نظرنا إلى دول العالم الحر المتقدم و تركنا حالنا قليلا سنجد شئ هام جدا لا بد أن نتعلمه و هو أن الاختلاف هو الفكر السائد فى كل دول العالم الحر تجد أن الكل له فكره و آراءه و إعتقاده و هذا لا يتعلق بوطنيته لأن الوطنيه لا تحكم و لا تقيم لأنك تقتنع أو ترى فكر معين هو الأنسب بل هذا يفيد الوطن فالتعددية الفكرية تثرى المجتمع و تزيد من فعاليته و حيويته و تساعد على خلق جيل مفكر فيستطيع أن يفيد بلاده أكثر 

فكثيرا من دول العالم الحر تجد فيها أديان متعددة و أجناس متعددة و أفكار متعددة و لكن لن تسمع من يتهم الآخر فى وطنيته أو انتماءه و لكن الأمر يقتصر فقط على إنتقاد فكره مع الاقتناع بحق الآخر فى إعتناقها و عرضها على المجتمع و لكن ذلك من خلال آليات معروفة بحيث إذا ما نالت هذه الفكرة التأييد تأخذ فرصتها فى إدارة الوطن و لا تتغير سوى بنفس الآليه الديمقراطية و هذل هو الضامن الوحيد لاستمرار التقدم و الحفاظ الفعلى على الاستقرار 

ولكن مجتمعنا تبنى ديمقراطية الرأى الواحد رافضا أن يفكر و يتعلم من الشعوب الأخرى هو لا يريد أن يتحمل عناء التفكير و الاختلاف هو لا يريد سوى نظام شمولى يحدد له أفكاره و آراءه و طريقه و للأسف كما جاء فى رواية 1984 لجورج أورايل النظام الشمولى لديه شعار واحد فقط و هو

العبوديه هى الحرية

الحرب هى السلام

الجهل هو القوة

و يبقى المواطنين دائما لا يعتقدوا سوى بديمقراطية الرأى الواحد و التى نستطيع أن نسميها الديمقراطية الشموليه



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023