شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رسالة أم أمريكية: لن أسمح باستغلال أولادي في الدعايا الانتخابية!

رسالة أم أمريكية: لن أسمح باستغلال أولادي في الدعايا الانتخابية!
ليلة الثلاثاء الماضي ظلت طفلتاي البالغتان من العمر سبعة أعوام مستيقظتان لمشاهدة النقاش الجمهوري. ولا داعي للقول بأنني تلقيت الكثير من الأسئلة التي كان علي الإجابة عليها. ظلوا يطرحون الأسئلة مثل:

ليلة الثلاثاء الماضي ظلت طفلتاي البالغتان من العمر سبعة أعوام مستيقظتان لمشاهدة النقاش الجمهوري. ولا داعي للقول بأنني تلقيت الكثير من الأسئلة التي كان علي الإجابة عليها. ظلوا يطرحون الأسئلة مثل:

“أمي, لماذا يكره كل هؤلاء الناس هيلاري كلينتون إلى هذا الحد؟ وهل ستكون كلينتون الرئيس القادم؟”

“أمي, هل هذا هو دونالد ترامب؟ أنا لا أحبه. ولماا قد يحبه أحد ما؟”

الأطفال لديهم آراؤهم الخاصة. ويقولون أعقد الأشياء, وهم يعنون ما يقولون. لكن نظرتهم هذه يأخذونها عن والديهم. ولا تزال خبراتهم الحياتية وقدرتهم على تحليل القضايا الحكومية والسياسية والقانونية المعقدة محدودة. أنا أؤمن تماما بأننا يجب أن نشجع الصغار أن يتعلموا عن العملية السياسية وأن يشاركوا في النقاش الدائر حول مكانتنا الثقافية. وأن نوقظ داخلهم رغبة في معرفة بلدنا ودورهم في هذا البلد هو أهم الأدوار الأساسية للوالدين. 

هم سيختارون ما نضعه أمامهم نحن الوالدان. ولا يمكننا أن نكون موضوعيين طوال الوقت. ولكننا نرسي فقط أساسا يمكن لأطفالنا أن يكبروا وينضجوا انطلاقا منه على النحو أفضل. وبالنسبة لعائلتي, فهذا عالم لا يشمل دونالد ترامب كرئيس جمهورية.

لذلك عندما رأيت ثلاث فتيات صغار, بالكاد تكبرن بنتيًّ الصغيرتين, تنشدن بصوت عال أناشيد مناصرة لدونالد ترامب أمام جمهور يتجاوز عدده العشرة آلاف شخص, كنت أقدر تماما حقهن في أن يكون لهن رأيهن الخاص. ولكن هناك فرق كبير جدا بين الحديث السياسي بالمنزل والسياسة من أجل التباهي الذي يعبر عنه والد إحدى الفتيات, جيف بوبيك الذي يعمل بشبكة بوب الإعلامية. 

والفتيات الثلاث جزء من مجموعة مكونة من خمس فتيات يطلق عليهن “فتيات الحرية”, ويقول بوبيك أن الفتيات “مخلصات ووطنيات بشدة”. أعمار الفتيات تتراوح بين الثامنة والثانية عشرة. هل تعرف ماذا تعني “الوطنية” بالنسبة لهن؟ هل لديهن آراء ثابتة عن أي من المرشحين سوف يخترن بناء على خبراتهن الحياتية؟ هل يفهمن ما يقلنه؟ هل يفهمن تبعات ما تم اقحامهن فيه؟ هؤلاء الفتيات لسن في عمر يسمح لهن بالتصويت, ربما بعد عقد كامل!!

يقول بوبيك أنه “استمتع بإعطائهن فرصة” وكان سعيدا جدا عندما رآهن “يغتنمن هذه الفرصة”. لقد منحهن الفرصة ليغنين أغان سياسية, وبالطبع سيكون هناك معجبين بهذه المجموعة وسوف يتلقين ردود أفعال إيجابية. ولكنه أيضا عرضهن للسخرية والتعليقات الوضيعة وإطلاق الألفاظ السخيفة عليهن علنا. هل هن كبيرات بشكل كاف كي يوافقن على هذا؟

 

لا

لا يمكنك استخدام الأطفال كرموز للحركات السياسية أو الاحتجاجات. فهم صغار جدا ليوافقوا على ذلك, وربما تعرضهم بذلك للخطر. فمن يعلم إذا كان هؤلاء الأطفال سيتعرضون للملاحقة من قبل شخص ما, أو يصبحوا ضحايا للبلطجة أو التحرش بسبب رأي متطرف هم فعليا لم يتخذوه بأنفسهم. 

ومع ان هؤلاء الفتيات موهوبات بشكل واضح, إلا أن تعريضهم لردود الفعل الغاضبة التي يثيرها ترامب من الطرفين ليس أمرا عادلا بالنسبة لهن أبدا. فكلمات الأغنية عبارة عن اتهامات. “أبها الجبان, هل أنت جاد؟ نعتذر للحرية, لا يمكنني التعامل مع الأمر!” ليس من العدل تحميل الاطفال مثل هذه الرسالة, أن يواجهوا الجمهور بغناء لا يعرفون معناه ولا إلى من يوجهونه. 

هذا ينطبق عليك أيضا حتى إذا كنت توافق على هذه الرسالة. لقد أحببت الرئيس باراك أوباما كثيرا عندما تم انتخابه للرئاسة عام ٢٠٠٨. ولكن طفلتيًّ لن يغنوا باسمه أمام الناس حتى اجني بعض المال. فهذا أمر خاطئ أخلاقيا. فتلاميذ المدرسة الذين ظهروا في مقطع فيديو مناصر لأوباما تم استغلالهم بنفس الطريقة التي تم استغلال “أطفال الحرية” بها – إلا أن الفرق الكبير هو أن المعلمين والمنتجين الذين شاركوا فيه لم يتقاضوا أي مال في المقابل. ولكنهم وجهوا مجموعة من الأطفال الذين لا يستطيعون اتخاذ القرار بأنفسهم لالقاء خطاب سياسي تم عرضه في جميع أنحاء البلاد. 

وكان هذا خطأ أيضا. 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023