حالة من الانخفاض الشديد تشهدها أسعار النفط خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي دفع دول الخليج لتخفيض دعم الطاقة.
ومؤخرًا التحقت قطر بركب تخفيف الدعم الحكومي عن أسعار الوقود بعد خطوات مماثلة اتخذتها جميع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وأعلنت شركة قطر للوقود أنه تمت زيادة سعر البنزين السوبر بنسبة 30 بالمئة ليصل سعر اللتر إلى نحو 0.36 دولار، كما رفعت سعر لتر البنزين العادي بنسبة 35 بالمئة ليصل إلى نحو 0.32 دولار، ورغم ذلك لا تزال الأسعار من بين الأرخص في العالم.
وقالت الحكومة القطرية الشهر الماضي إنها تتوقع أن يبلغ عجز ميزانية العام الحالي نحو 12.8 مليار دولار، وهو أول عجز تسجله قطر منذ 15 عاما.
وتدرس قطر مثل دول خليجية أخرى خفض الدعم لعدد واسع من المنتجات النفطية والكهرباء والمياه والسلع الأساسية.
وتزايدت الضغوط على دول الخليج لخفض فاتورة الدعم الحكومي، من أجل التأقلم مع واقع هبوط أسعار الطاقة، إضافة إلى ترشيد الاستهلاك الذي يصل إلى أضعاف المعدلات العالمية.
وأدى نجاح تجربة الإمارات في تحرير أسعار وقود السيارات، وفقا للأسعار العالمية منذ مطلع أغسطس الماضي، إلى تشجيع دول الخليج الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة.
وقد أشادت المؤسسات المالية العالمية بتلك الخطوة وقالت إنها ضرورية بغض النظر عن ظروف انخفاض أسعار النفط من أجل بناء الاقتصاد على أسس مستدامة وزيادة قدرته التنافسية.
وأعلنت البحرين، الأسبوع الماضي، رفع أسعار البنزين بنسبة تزيد على 50 بالمئة، بعد أن خفضت الدعم الحكومي في وقت سابق من الشهر الجاري عن الديزل والكيروسين، وقالت إنها ستوجه الدعم إلى مستحقيه فقط.
وقررت السعودية في نهاية الشهر الماضي، رفع أسعار وقود السيارات بنسبة 50 بالمئة في إطار خطط أوسع لخفض الدعم الحكومي عن المنتجات النفطية والكهرباء والمياه، إضافة إلى خطط لفرض ضرائب جديدة.
كما أعلنت سلطنة عمان عن إجراءات واسعة لخفض الدعم الحكومي. وقررت تحرير أسعار الوقود وفقا للأسعار العالمية اعتبارا من اليوم، وحددت تجربة الإمارات كمعيار لتجربتها.
وأخذ سعر نفط خام برنت في الهبوط، الثلاثاء، حيث بلغ سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم فبراير للعقود المرجعية 29 سنتا، 36.10 دولار في المبادلات الإلكترونية في آسيا.
أما سعر برميل البرنت نفط بحر الشمال، الخام المرجعي الأوروبي تسليم فبراير أيضا فقد ارتفع 21 سنتا إلى 36.56 دولار.
وقال برنادرد آو المحلل في مجموعة آي جي في سنغافورة إن “أسعار النفط تعزز مواقعها، ربما قبل نشر الأرقام الأسبوعية حول المخزون الأميركي الذي يتوقع أن يسجل ارتفاعا”.
وتراجعت أسعار النفط بمقدار الخمس منذ 4 ديسمبر، عندما رفضت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الحد من مستويات الإنتاج رغم العرض المفرط للذهب الأسود.
وخسرت أسعار النفط أكثر من 60% من قيمتها منذ صيف 2014 عندما كان سعر البرميل يتجاوز المئة دولار.
وقال إبراهيم زهران، الخبير البترولي، إن تراجع أسعار النفط جاء نتيجة زيادة المخزون النفطي لدى الغرب خاصة الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي لا تزال فيه أرض العرب مليئة بالذهب الأسود، لذلك فإن الطلب عليه أصبح قليلا.
وقال زهران في تصريح لـ”رصد” إن دول الخليج ستواجه مشاكل مالية على المدى الطويل وهذا ما استدعى بعضها لخفض الدعم الذي تقدمه لقطاعات كثيرة مثل العلاج والتعليم والإسكان، الأمر الذي قد يؤثر على مستوى المعيشة في هذه الدول.
وأكد زهران ضرورة أن توقف هذه الدولة تصدير النفط، واستثمار أموالها في مشروعات صناعية وزراعية كبرى، لأن الفترة القادمة لن يكون هناك إقبال على نفطهم، على حد قوله.
ونستعرض لكم في هذا الإنفوجرافيك أسعار النفط من يناير 2009 إلى 2016.