انتقد تقرير لموقع “إنترسبت” الأميركي، زيارة رئيس المخابرات المركزية الأميركية “سي.آي.إيه”، جون برينان، لمصر ولقائه بالسيسي في ظل أجواء القمع التي تشهدها البلاد؛ حيث قال التقرير إن “برينان” قام بزيارة استغرقت يومين؛ حيث اجتمع بعبدالفتاح السيسي والمسؤولين الأمنيين لمناقشة التطورات الإقليمية والإرهاب.
ولفت التقرير إلى الدور المثير للجدل الذي لعبه “برينان”؛ ففي 2001 دعم الإجراءات الاستثنائية التي تلت تفجير مركزي التجارة، وبصفته المهندس الرئيسي لبرنامج أوباما للطائرات دون طيار، فإنه يطلق عليه “قيصر الإغتيالات”، كما أنه دعم بشكل علني استخدام “سي.آي.إيه” للتعذيب أو ما يطلق عليه “تعزيز أساليب الاستجواب”، ودافع بشدة عن سياسة الحكومة الأميركية للمراقبة الجماعية، بحسب ما قاله التقرير.
وتابعت الصحيفة تقريرها قائلة: “يتطلع “برينان” إلى دعم علاقات مكافحة الإرهاب مع مصر التي كانت الدولة الأكثر تورطًا فبرنامج “التسليم الاستثنائي” الذي يتم بمقتضاه تسليم الولايات المتحدة للإرهابيين المشتبه بهم إلى دولة أخرى لتعذيبهم عن طريق وكالات استخبارات هذه الدولة، كما دعم “برينان” هذا البرنامج بشدة واصفًا إياه بأنه “وسيلة حيوية لإنقاذ الأرواح”.
وأشار التقرير إلى توقيت الزيارة؛ حيث تأتي في وقت تشهد فيه مصر انتهاكات حقوقية غير مسبوقة، خاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية قبيل ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، مستطردًا بقوله: “خلال الأسابيع الماضية ألقت قوات الأمن القبض على النشطاء السياسيين، ومديري صفحات “فيس بوك”، واقُتِحَمت المنافذ الإعلامية ومئات الشقق في منطقة وسط البلد المحيطة بميدان التحرير، وحكمت محكمة بالسجن على أربعة صحفيين لنشرهم أخبارًا كاذبة والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
ونقل التقرير تصريحًا لأحد ضباط أمن الدولة لوكالة “رويترز” قال فيه: “قمنا بالعديد من الإجراءات للتأكد من أن النشطاء ليس لديهم مساحة للتنفس وغير قادرين على التجمع، وأغلقنا العديد من المقاهي وأماكن التجمع الأخرى، وألقينا القبض على بعض منهم لتخويف الباقي”.
وذكر التقرير بعض انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها نظام عبدالفتاح السيسي؛ حيث أشار إلى أنه وفقًا لتقارير حقوقية محلية، فإن عام 2015 شهد مقتل 500 شخص على أيدي قوات الشرطة، وتعذيب 600 آخرين في أماكن الاحتجاز في حين تم إخفاء مئات الأشخاص قسريًا، وهناك الآلاف يقبعون في السجون بسبب الحبس الاحتياطي، وهي الطريقة التي تسجن بها السلطات المصرية من تشاء دون محاكمة.
وأضاف التقرير، أنه على الرغم من استخدام نظام السيسي للإرهاب كتبرير للإجراءات شديدة القسوة، إلا أنه منذ قدومه للسلطة تواجه مصر العنف الموجه للدولة بشكل أكبر من ذي قبل؛ حيث بلغ عدد الهجمات الشهرية في 2015 أكثر من 100 هجمة والتي استهدف بعض منها العاصمة والمناطق السياحية.
ولفت التقرير إلى ثناء “برينان” على العلاقات الأمنية بين البلدين وتهنئته السيسي على استكمال خارطة الطريق بانتخاب البرلمان الجديد الذي تم انتخابه بنسبة إقبال بلغت 30 بالمائة وسط ادعاءات بتدخل رئاسة الجمهورية والمخابرات للتاكد من الحصول على كتلة أغلبية مؤيدة للسيسي.
