قال الباحث السياسي علاء بيومي: إن ما يحدث في تونس هو موجة من موجات الثورة وانقلاب على الثورة المضادة.
وكتب في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”: “مظاهرات تونس تطيح بأهم ركنين من أركان الثورة المضادة، وهما الاستقطاب الأيدلوجي والمخاوف الأمنية، فالمظاهرات التونسية شبابية واقتصادية الطابع، هي إعادة تذكير بأسباب ثورة 2011 ومطالبها”.
وأضاف: “فمنذ الثورة وقوى الثورة المضادة عبر العالم العربي وفي تونس تحاول تصوير الربيع العربي على أنه مؤامرة إخوانية أو مؤامرة من التيارات الدينية، ومن ثم أصبح الاستقطاب الأيدلوجية أداة رئيسية من أدوات الثورة المضادة”.
وتابع: “مظاهرات تونس الحالية ليست ضد الإخوان أو التيار الديني هي ضد الفساد والمحسوبية وغياب الوظائف وإهمال الشباب والفقراء والأقاليم”.
وأردف: “على الجانب الآخر كان صعود الجماعات العنيفة الفرصة الثانية لقوى الثورة المضادة لتأجيل الإصلاحات والانقلاب على الثورة بدعوى مواجهة العنف، ورغم أن الهجمات العنيفة لم تتوقف في تونس، فإن المظاهرات الحالية تعيد أجندة الثورة لصورتها الأولى الشابة غير المؤدلجة”.
وأكمل: “مظاهرات تونس تنقلب على أجندة الثورة المضادة والتي صعدت في العالم العربي بقوة منذ منتصف عام 2012 والتي حاولت إجهاض الربيع العربي باعتباره صراعا أيدلوجيا وأمنيا مع التيارات الدينية”.
واستطرد: “شباب تونس ملَّ من صراعات نخب العاصمة وخلافاتهم الأيدلوجية وأطماعهم على خلافة حزب السلطة والرئيس.. شباب تونس لم يعد يهمه الصبر على الحزب الحاكم حتى يحل الخلاف داخل أروقته بين أنصار الرئيس ومعارضيه.. هو يريد برامج سياسية فورية لعلاج مشاكله، يريد أيضا حكومة غير مشغولة إلا بتلك المشكلات”.
ولفت إلى أن المظاهرات التونسية تتم أيضا في سياق إقليمي ودولي زاد فيه الوعي بحقيقة الثورة المضادة وتوغل الاستبداد، وأن الثورات المضادة تقود شعوبها للمنطقة لكوارث اقتصادية وسياسية، وأن مصيرها الفشل، وهو ما يعزز فرص نجاح حركة الاحتجاج الراهنة.
وأشار إلى أن ضغط المظاهرات من شأنه تعميق الديمقراطية التونسية بتنحية نخب الأمن والاستقطاب الإيديولوجي والدفع بنخب جديدة مشغولة بمصالح الناس الاقتصادية.
ورأى أن تونس مقبلة على تقاسم جديد للسلطة يدفع للمقدمة أحزابا أكثر ثورية وقربا من الجماهير، وهو درس مهم لمصر كرره كثيرون على أسماع أقطاب الصراع السياسي، وهم العسكر وفلول النظام والمؤسسات الأمنية من ناحية، والتيار الديني من ناحية أخرى، لن يثور الناس لعودة مرسي والإخوان أو الشرعية، يجب حشد الناس حول مطالب الثورة الأولى، العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
وأوضح أن موجة مصر المقبلة يجب أن ترفع شعارات تمكين الشباب ومحاربة البطالة والفقر والقضاء على الفساد الاقتصادي والسياسي.
وأكد أن الموجة الثانية للثورة المصرية قد تكون أقرب مما نتصور لو ركز الجميع بما يكفي على الاقتصاد والشباب والفقراء وحقوقهم في الوظائف والكرامة والحرية.
(function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) return; js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = “//connect.facebook.net/en_US/sdk.js#xfbml=1&version=v2.3”; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));
مصر والموجة الثانية للثورة التونسية ما يحدث في تونس هو بمثابة موجة من موجات الثورة وإنقلاب على الثورة المضادة، مظاهرات…
Posted by Alaa Bayoumi on Friday, January 22, 2016