أثار خطاب عبدالفتاح السيسي للشعب التونسي، أمس، تعليقًا على المظاهرات الدائرة هناك العديد من ردود الأفعال؛ حيث دعا السيسي الشعب التونسي إلى “الحفاظ على بلاده”، وقال خلال كلمته في احتفالية عيد الشرطة وثورة 25 يناير، السبت: “أنا لا أتدخل في الشأن الداخلي لأشقائنا في تونس، لكن بقول للشعب التونسي: الظروف الاقتصادية صعبة على العالم كله، حافظوا على بلدكم”.
تدخل في الشأن التونسي
ووصف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، خطاب السيسي بالتدخل غير المقبول بالشأن التونسي، مؤكدًا أنه يرفض تدخل أي رئيس دولة في الشأن الداخلي لتونس.
وأضاف “نافعة” في تصريح خاص لـ”رصد” أن النظام الحالي يخشى انتقال المظاهرات إليه، كما حدث في الربيع العربي، وأن تصريحات السيسي تظهر الدولة على أنها غير مستقرة.
ينصح نفسه أولًا
وقال الدكتور أحمد رامي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إنه أولى بالسيسي أن ينصح نفسه بعدما ارتقى 10 آلاف شهيد واعتقل 100 ألف بخلاف المصابين، فكيف ينصح تونس بالتعامل مع التظاهرات.
وأضاف “رامي”، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن سياسة السيسي أدت إلى انهيار العملة الوطنية وفرط في مياه النيل؛ فأولى به أن ينصح نفسه بعد أن قسم شعبه فعليًّا.
وأكد “رامي” أن السيسي يخشى من انتقال التظاهرات إلى مصر، موضحا أن يناير 2011 كانت بداية مرحلة في التاريخ تطوي صفحة الماضي وتفتح صفحة المستقبل ولن تعود الأمور لما كانت عليه، مشددا على أن الثورات تحتاج لزمن والشعوب حتما تنتصر.
ما يحدث في تونس قريب من مصر
وقال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي إن ما يحدث في تونس قريب من مصر وليس بعيدا عنها كما يردد البعض، مشددًا على أنه يجب أن نلتفت إلى احتمالات حدوث انفجار اجتماعي، وهو أمر وارد حدوثه وليس صعب المنال، مشيرًا إلى أن المظاهرات التي وقعت في تونس حدثت في المدن البعيدة وليس العاصمة، وبالتالي من الممكن أن تنشأ تلك الأمور في أماكن بعيدة في مصر، وليس شرطا أن تحدث في العاصمة، مثل المحلة أو كفر الدوار، على سبيل المثال، لذلك يجب أن نلتفت إلى خطورة البطالة وارتفاع الأسعار والعمل على تحقيق العدل الاجتماعي.
ولفت “السناوي”، في تصريحات صحفية، إلى أنه ليس قلقا بشأن ذكرى 25 يناير المقبل، موضحًا أن هذا اليوم سيمر مرور الكرام ولن يحدث شيء، قائلًا: “الإخوان لم يعودوا قادرين على الحشد، والشباب لن ينزل، والشعب مش عايز يشارك، أمال مين اللي هينزل؟”.
وأضاف أنه من المبكر للغاية نزول قوات الجيش إلى ميدان التحرير، قبل انطلاق ذكرى 25 يناير المقبل، موضحًا أن هذه الاحتياطات الأمنية زائدة على اللزوم ومبالغ فيها بشكل كبير.
تدل على قلق النظام
من جانبه، قال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: إن “الأوضاع تتداعى في دول الجوار، وما يحدث في أي دولة يؤثر في الدول المجاورة، ويعود ذلك للجغرافيا السياسية، والثقافات المتشابهة، والمشكلات التي تواجه الشعوب العربية”، موضحًا أنه حان الوقت لكي يوقف النظام الحالي الهجمة الشرسة على شعارات ثورة 25 يناير المتمثلة في العيش والحرية والكرامة الإنسانية، قبل أن تنفجر الأوضاع كما يحدث حاليًا في تونس.
وأضاف “الزاهد” أن حديث السيسي عن تونس في كلمته بعيد الشرطة تدل على قلق النظام، وشعوره بعدم رضا الشعب عنه؛ لانحيازه إلى طبقة رجال الأعمال.
وكالات إيرانية: خوف من انتقال المظاهرات
وعلقت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية على تصريحات السيسي التي ينصح بها الشعب التونسي بأن يلتزم العقل والتفكير في الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، وألا يخربوا دولتهم، بأنه تعليق ينمُّ عن خوف من امتداد التظاهرات الحالية في تونس لتصل إلى مصر مرة أخرى، خصوصًا مع دعوة بعض الشباب إلى إقامة تظاهرات، في ذكرة اندلاع ثورة يناير، غدًا الإثنين.
في حين أشار موقع “مشرق نيوز” الإيراني إلى انتشار دعوات للشباب المصري على صفحة تحمل اسم “انزلوا إلى الشوارع وأكملوا الثورة”، التي رد عليها بعض المواطنين والجماعات المصرية المعارضة بتعليقات تؤيد أهداف الثورة التي كانت “عيش حرية وعدالة اجتماعية” و”إخراج مصر من الظلام الديكتاتوري إلى نور الديمقراطية”.
كذلك أورد الموقع آراء بعض المحللين السياسيين الذين قالوا إنه في ظل الاخفاقات المتتالية للحكومة المصرية الحالية في كثير من المشاريع، وكذلك الأوضاع الاقتصادية المصرية ستكون ذكرى ثورة 25 يناير الحالية متخلفة كثيرا عن الأعوام السابقة.
وبحسب وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، فإن بعض النشطاء في جماعات حقوق الإنسان انتقدت النشاطات التي تمارسها الحكومة الحالية في مصر من أعمال العنف واعتقال الشباب؛ ما يؤدي إلى خلق جو من الرعب وانعدام الأمن.