بعد ساعات قليلة تستقبل مصر الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، التي أنهت 30 عامًا من حكم محمد حسني مبارك و60 عامًا من الحكم العسكري، وبعد صمود أسطوري للشعب في الميادين المختلفة لمدة 18 يومًا.
ولعبت تكنولوجيا الاتصالات دورًا هامًا في الدعوة للثورة المصرية، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي استغلها النشطاء في مصر للتواصل مع بعضهم البعض، وطرح ونشر أفكارهم ومن ثم جاءت الدعوة إلى مظاهرة قويه في يوم 25 يناير الذي يوافق عيد الشرطة سابقًا، وكان لتحديد هذا اليوم تحديدًا بالغ الأهمية في المعنى والرسالة فقد كانت الرسالة موجهة خصيصًا لوزارة الداخلية والأسلوب القمعي الذي تتبعه.
الصحف العالمية
منذ اللحظة الأولى التي اندلعت فيها أحداث الخامس والعشرين من يناير، اعترف العالم بقدرة المصريين على التغيير وقوة إرادتهم، فقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية: “سيعُرف هذا الحدث في التاريخ باسم ثورة 25 يناير، وسيؤرخ على أنه اليوم الذي هب فيه شعب مصر”.
أما “الجارديان” وصفت الأحداث بأنها “انتهاء ثلاثين عامًا من الديكتاتورية في مصر خلال ثلاثين ثانية”؛ فبعد 18 يومًا من الاحتجاجات المتواصلة، استطاع الشعب المصري أن يوصل صوته في النهاية، مضيفة أنه مهما حصل بعد الآن، فإن ما حصل بالفعل يعد لحظة تاريخية مهمة أعادت ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي.
واعتبر “وول ستريت جورنال” أن “مصر الجديدة” هي أفضل فرصة تأتي منذ سبتمبر 2001 لتغيير العالم العربي المتحجر.
ووصفت “التايمز” الأحداث بسقوط جدار برلين لهذا الجيل؛ فمصر والشرق الأوسط والسياسة في العالم العربي تغيرت إلى الأبد.
وقالت “شبكة CNN” الإخبارية: “لأول مرة نرى شعبا يقوم بثورة ثم ينظف الشوارع بعد ذلك”.
رؤساء ووزراء ومسؤولون
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما: “يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر”، وقال مخاطبًا شباب مصر: “لقد سمع العالم صوتكم من ميدان التحرير”.
أما سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا فقال: “لا جديد في مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة”.
وصرح ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج قائلًا: “اليوم كلنا مصريون”.
وقال هاينز فيشر رئيس النمسا: “شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام”.
أما وزير الخارجية الألماني فستر فيله فقال: “أتطلع إلى زيارة مصر والحديث مع الذين قاموا بالثورة، وحين وصل إلى أرض مصر زار ميدان التحرير وحيا الناس هناك ومشى بينهم فرحا بزيارته للمكان الذي اشتعلت فيه الثورة”.
وقال رئيس المبادرة الإسلامية في بريطانيا محمد صوالحة: “جماهير مصر العظيمة تصنع اليوم التاريخ ليس فقط لشعب مصر بل للعالم العربي والإسلامي”.
الكتاب العالميون
قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقال له بعنوان “رحيل طاغية ونشوة شعب”، لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية: “هب المصريون ونفضوا عنهم خوفهم وطردوا الرجل الذي يحبه الغرب ويعتبره زعيمًا معتدلًا، نعم ليست شعوب أوروبا الشرقية وحدها القادرة على مواجهة الوحشية وتحديها”، وأضاف: “سيعرف هذا الحدث في التاريخ باسم ثورة 25 يناير، وهو اليوم الذي اندلعت فيه الثورة، وسيؤرخ له على أنه اليوم الذي هب فيه شعب مصر”.
وقال الأديب والمستعرب الإسباني خوان غويتيسولو: “المصريون شعروا في الميدان بأنهم ملاك مستقبلهم ومصيرهم وعليهم أن يقولوا كفى”.
أما الروائي البرازيلي الشهير بولو كويلهو والملقب بساحر الصحراء فقال: “العالم يتحول للأفضل لأن هناك شعوبا تخاطر بأرواحها لجعله أفضل، شكرًا يا مصريين، آن لأرواح الشهداء أن تهدأ، آن لنا أن نكرم أسرهم ليس أقل من نصب تذكاري لهم في ميدان التحرير، هم صنعوا المجد لنا، هم رسموا المستقبل لأبنائنا بأرواحهم ودمائهم، فحق لهم أن يبقوا أحياء عند ربهم وفي قلوبنا”.