تحل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير والتي قامت أساسًا لتكريس مفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية وسيادة دولة القانون وتدعيم قيم المواطنة الحقيقية، وإن كانت الثورة مستمرة، ولم تتوقف منذ بدء انطلاقها، فالاحتجاجات مستمرة، وتعبير الثوار عن رفضهم للدولة الديكتاتورية القمعية مستمر.
أدت هذه الثورة إلى تنحي محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011، ففي السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان مقتضب تخلي الرئيس عن منصبه، وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة محمد حسين طنطاوي بإدارة شؤون البلاد.
الذكرى الأولى للثورة 2012
في الذكرى الأولى لثورة يناير عام 2012 كان المطلب الأساسي للثوار ضرورة تسليم السلطة للمدنيين عن طريق صناديق الاقتراع، وطالبت قوى سياسية أخرى بتسليم السلطة من المجلس العسكري إلى المدنيين في شكل مجلس رئاسي مكون من بعض الشخصيات المحسوبة على كل التيارات.
كما نظم عدد من النشطاء مظاهرات أمام مكتب النائب العام للمطالبة بإنهاء فترة حكم المجلس العسكري، والاحتجاج على حملات غلق مكاتب منظمات المجتمع المدني، التي اعتبروها تصفية حسابات.
وفي ذكرى جمعة الغضب 28 يناير 2011 انطلقت العديد من المسيرات والمظاهرات، رافعين صور الشهداء، مُطالبين بالقصاص لهم، وفوق كوبري قصر النيل احتشد الآلاف لأداء صلاتي العصر والغائب على أرواح الشهداء، ونظم المئات منهم مسيرة إلى ماسبيرو، رددوا خلالها هتافات ضد المجلس العسكري، وطالبوا بتشكيل محكمة ثورية لمحاكمة قتلة الثوار.
وهدد العديد من النشطاء بالدخول في اعتصام مفتوح لإجبار المجلس العسكري على تسليم السلطة للمدنيين، كما طرحوا عدة مبادرات بأن يسلم السلطة لرئيس مجلس الشعب أو لرئيس ينتخبه المجلس التشريعي.
في ٢٤ يناير ٢٠١٢، وقف المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري السابق، المسؤول حينها عن إدارة شؤون البلاد، متحدثًا في الذكرى الأولى للثورة، قائلًا: في هذا اليوم نذكر بكل الفخر والإجلال أرواح شهداء ثورة يناير، الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم الطاهرة، وأن ما تشهده مصر من تغييرات نتيجة تضحيات شعبه العظيم وتقديم أجسادهم الطاهرة في سبيل رفع رايات الوطن.
وكان أبرز ما جاء في حديثه إلغاء قرار الحظر في جميع محافظات الجمهورية، ودعوة الشباب الذي فجر الثورة إلى تأسيس كيان حزبي، وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيدعم كل ما يقوم به الشباب لخدمة الوطن.
الذكرى الثانية للثورة 2013
في الذكرى الثانية للثورة، تحدث أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير الدكتور محمد مرسي، ووصف الثورة بأنها أصبحت علامة فارقة في حياة الأمة المصرية، التي نقلت مصر من عصر الفساد وحكم الاستبداد إلى عهد جديد لا مجال فيه للظلم والاستبداد، وقال خلال كلمة ألقاها في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف: “إن الشعب المصري حقق وسيحقق الكثير من أهداف الثورة”.
وشهدت عدة مدن مصرية اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص في السويس والاسماعيلية وإصابة 476 آخرين بحسب وزارة الصحة، وأفاد التلفزيون المصري بانتشار قوات الجيش في شوارع السويس لتثبيت الأمن.
بينما جاء الخطاب الإعلامي موجهًا وبشدة ضد نظام الحكم الذي جاء إليه الرئيس محمد مرسي، بانتخابات شهد العالم أجمع بنزاهتها، ولعبت القنوات الخاصة دورًا مهمًّا في تأجيج الأوضاع.
الذكرى الثالثة للثورة 2014
في الذكرى الثالثة للثورة، تحدث الرئيس المؤقت عدلي منصور عن الذكرى قائلًا: “نحتفل اليوم بذكرى ثورة يناير وعيد الشرطة المصرية معًا، اليوم، يوم فريد في حياتي وأظنه أيضًا فريد في حياة أبناء هذا الوطن، فسعادتي غامرة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، بالوقوف أمامكم اليوم مخاطبًا إياكم احتفالًا بعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير وعيد الشرطة معًا، وكما تعلمون شهد يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 بداية كسر جدار الخوف لدى المصريين؛ الجدار الذي سرعان ما انهار خلال الثمانية عشرة يومًا التالية”.
وبحسب سياسيين فإن الذكرى الثالثة للثورة جاءت وسط حالة من الترقب، مع تجدد المخاوف من إمكانية العودة لسياسات الدولة القديمة، وأوضح كثيرون أن حضور الجيش داخل تشكيلة الحكم الحالية مثّل خطرًا على المؤسسة العسكرية نفسها وحيادها المفترض بابتعادها عن العمل السياسي واستقلالها عن تأثير أي رغبات سياسية، وذكروا أن الدعوة لترشح وزير الدفاع المصري مخالفة لمبادئ وفلسفة ثورة قامت ضد دولة شبه عسكرية، تلعب فيه هذه المؤسسة الدور الأكبر.
وجاءت الذكرى الثالثة في 2014، بها بعض المناوشات؛ إذ شاركت الآلاف في الاحتفالات التي أقيمت في الميادين المختلفة، عدا بعض الحركات الشبابية المعارضة للرئيس السابق عدلي منصور، كما شهدت بعض الاشتباكات بين أنصار الإخوان والشرطة في بعض المحافظات أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين، وتكرر الأمر ذاته في الذكرى الرابعة عام 2015، فيما لم تتضح معالم الذكرى الخامسة بعد.
الذكرى الرابعة للثورة 2015
وفي الذكرى الرابعة للثورة، بدأ عبد الفتاح السيسي حديثه بنعي رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، قائلًا: إن رحيله أفقد الإنسانية رجلًا مخلصًا، وأفقد العالم رجل الحكمة والمواقف، وأن الملك سلمان قادر على استكمال مسيرة السعودية نحو المستقبل.
وأضاف: “الذكرى الرابعة للثورة تمثل لنا جميعًا شعلة جديدة للأمل والتحضر، وأن يناير كانت ثورة للتغيير، وعنما أراد الشعب مرة أخرى تصويب التغيير استطاع ذلك”، موضحًا أنه كان لا بد من تهنئة الشعب المصري بذكرى ثورة يناير، لافتًا إلى أن الذكرى تدفعنا دائمًا بقوة نحو التغيير لأنفسنا بالعمل والمدرسة والمصنع، فنحن نحتاج إلى ثورة بداخلنا تدفعنا للتحرك الإيجابي، لتحقيق أهداف هذه الثورة.
الذكرى الخامسة للثورة 2015
وفي الذكرى الخامسة للثورة، قال عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بها: “إننا نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، التي ضحى فيها مجموعة من الشباب بأرواحهم فداء للوطن، وأكد السيسي أن ثورة 30 يونيو جاءت لتستعيد إرادة الشعب الحرة لتعيد طموحاته المشروعة، مشيرًا إلى أن أي عمل إنساني يخضع للتقييم، وما اعترى ثورة يناير من انحراف عن مسارها لم يكن خطأ، ولنتذكر معا عظمة ما أنجزه شهداؤنا من أجل مصر وشعبها.
وتباينت أراء القوى السياسية والثورية المختلفة، حول المشاركة في مظاهرات الإثنين 25 يناير 2016، وهي الذكرى الخامسة لثورة يناير؛ حيث أعلنت بعض القوى مشاركتها بفعاليات كبرى في الشوارع والميادين، بينما رفضت قوى أخرى المشاركة واعتبرتها مظاهرات تخريبية، فيما فضلت حركة السادس من أبريل أن يكون احتجاجها هذ العام عن طريق الاتشاح بالزي الأسود وليس بالنزول في مظاهرات غاضبة بالشوارع.