رأى الدكتور وائل هدارة كبير مستشاري الدكتور محمد مرسي أن هناك خمسة دروس مستفادة لا بد للمصريين أن يدركوها بعد خمس سنوات من الثورة المصرية.
وقال الكاتب إن تأمل المصريين والغرب في فشل الثورة المصرية هو الطريقة المفضلة لإلقاء اللوم على الآخرين، وأعتقد جازماً أن أحداث الخمس سنوات الماضية هي مقدمة لفصل هام في تاريخ مصر الحديث، وربما في تاريخ الشرق الأوسط الذي سيكتب، ومن الضروري أن لا نلقي اللوم أو نعلن الحداد بل يجب أن نتعلم ونفهم.
وحاول الكاتب استنباط خمسة دروس مستفادة مما حدث في الخمس سنوات السابقة هي:
1- نحن من نصنع مصيرنا وليس المؤامرات
قال الكاتب إن ثقافة نظرية المؤامرة وإلقاء اللوم على الآخرين أصبحت العذر الجاهز لمواجهة وتبرير أوجه القصور والفشل، وتجاهل المصريون العوامل التي لا تعد ولا تحصى للأسباب التي أدت إلى النتيجة الحالية مثل فشل الثوار من التحول من عمل الشارع إلى العمل السياسي المؤسسي، والفشل في إدراك طبيعة الثورة المضادة، وعدم وجود اتفاق على نهج موحد تجاه القوى الإقليمية المعادية للديمقراطية، والمواقف والمزايدات التي يقوم بها كل طرف ضد الآخر مثل الدعوة إلى انتفاضة ثالثة في غضون أسابيع من الإطاحة بحسني مبارك ورؤية العديد من الإخوان المجموعات الشبابية كسذج وغير منظمين، واتهام هذه المجموعات الشبابية للإخوان بكل عيب يمكن تخيله.
2- الإدراك الخاطئ والمبالغ فيه لسلطة ونفوذ الرئيس
أدى الحكم السلطوي لفترة طويلة في مصر إلى الفهم الخاطئ لسلطة الرئيس وتضاعف مقولة “مصر بحاجة إلى رجل عسكري قوي” من هذا المفهوم الخاطئ، وربما كان محمد مرسي هو الشخص الوحيد المدرك أن القوة لا تساوي النفوذ وأن السلطة لا تضمن النفوذ فخلال العام الذي قضاه في الرئاسة كان مطالبا بالحلول السريعة، وكما اتضح في ما بعد فإن الجيش كان الأقل فهماً لمسألة السلطة فبالرغم من تحذيره مرات عديدة من أن المصريين لن يسمحوا بالعودة إلى الحكم الديكتاتوري خلال عامي 2012 و2013 لكن الاعتقاد السائد بين قادته وحلفائهم من القوى الإقليمية هو أنه في حال تولي رجل قوي للسلطة فإن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه في السابق وهو ما ثبت أنه خرافة عندما تولى السيسي السلطة.
3- العالم الحر لن يساعد الشرق الأوسط في التخلص من الاستبداد
أشار الكاتب إلى ما قاله السيناتور الأميركي “ليندساي جراهام” “جون ما كين” من أن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري وأنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تتبرأ مما حدث لكن على الجانب الآخر صرح جون كيري وزير الخارجية الأميركي بأن الجيش استعاد الديمقراطية، ووصف أوباما حكم مرسي بأنه حكم شمولي وبعدها بعام التقى السيسي، وكذلك البنك الدولي الذي رفض منح قرض لمصر أثناء فترة حكم مرسي بذريعة عدم استقرار الظروف السياسية في البلاد ووافق على إعطاء السيسي قرضا في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة للغاية.
4- التعايش بين الجميع أمر حتمي
أثبتت تجربة الثورة المصرية زيف الادعاء بأن الديمقراطية لا تتواجد في المجتمعات الفقيرة فأصحاب الامتيازات هم من طالبوا بعودة الديكتاتورية، وحسب الكاتب فإن أحد اليساريين أخبر صديقا له أنه يفضل أن يرى البلاد تشتعل أفضل من أن يراها تحت حكم الإخوان المسلمين وذكر “هج روبرت” أن مشكلة النخبة السياسية مع مبارك لم تكن الديكتاتورية بل حرمانهم من امتيازاتهم، وهذه النخبة حسب الكاتب هي من ساعدت في انقلاب الثالث من يوليو.
5- أي تقدم مرتبط بالماضي
رأى الكاتب ضرورة أن تكون هناك ذاكرة جماعية للشعب المصري فبدونها لن يستطيع المصريون أن المضي قدماً إذ إنه في مصر الآن يكاد لا يوجد ذكر لأحداث الخمس أعوام السابقة.