رحبت قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر بمبادرة الدكتور يوسف القرضاوي لحل أزمة الجماعة، في ظل وجود خلافات بين جبهتين داخل الجماعة؛ حيث كان القرضاوي قد أصدر صباح أمس الثلاثاء بيانًا أوضح فيه أنه أجرى عددًا من اللقاءات بقيادات الجماعة لحل الأزمة، ووضع خريطة طريق تفضي حال التزام الجميع بها إلى الخروج بسلام من هذه الأزمة الطارئة.
وكان لفيف من قادة الفكر الإسلامي قد رحبوا بمبادرة القرضاوي، داعين قيادات الجماعة إلى الالتزام بها، التي تدعو إلى إجراء انتخابات شاملة لمؤسسات الجماعة في الداخل والخارج، بأسرع وقت ممكن، وفق لائحة تنظيمية يجري التوافق عليها في مؤسسات الجماعة، لتعزيز ثقة الجماعة والتفافها حول قيادتها، وتطوير رؤيتها، وتفعيل أدائها.
ترحيب من القائم بالأعمال
وأصدرت الجماعة بيانًا على الموقع الرسمي “إخوان سايت” الذي يعبر عن القيادات التاريخية للجماعة، وعلى رأسها الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام والقائم بأعماله، تؤكد فيه أنه “انطلاقًا من جهود علاَّمة الأمة وعالمها الأبرز الدكتور يوسف القرضاوي وتثمينًا لجهوده وجهود إخوانه العلماء ودعوتهم إلى وحدة الصف والمحافظة على مؤسسات الجماعة والالتزام بالمسار الثوري السلمي الذي دعا إليه فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع، وأكده مجلس شورى عام الجماعة، والإعداد لانتخابات شاملة لمؤسسات الجماعة في الداخل والخارج، الذي جاء تأكيدًا لقرار مجلس شورى عام الجماعة بتشكيل لجنة لمراجعة وتطوير اللوائح”.
وتابع: “وعليه، فإن جماعة الإخوان المسلمين تهيب بالإخوان في الداخل والخارج إلى سرعة التجاوب مع لجنة تطوير اللوائح وإرسال آرائهم ومقترحاتهم بشأن التطوير وكيفية تذليل العقبات الأمنية والجغرافية من أجل إجراء انتخابات تتسق مع المؤسسية وتحقق المأمول من نهضة الجماعة وتطورها في هذه اللحظات الفارقة من حياة أمتنا وبما يساعد في تحقيق أهداف ثورتنا”.
وأكدت الجماعة أن كل التوصيات والنصائح الواردة من فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي وعلماء الأمة هي محل اهتمام وتقدير وتم إحالتها إلى الجهات المختصة في الجماعة لدراستها وأخذها بعين الاعتبار”.
اللجنة الإدارية تثمن المبادرة
من جانبها، دعت اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين داخل مصر جميع الإخوان للالتفاف حول مبادرة “القرضاوي”، والسعي لإنفاذها والتفاعل معها بإيجابية، مثمنة دور “القرضاوي”، وجميع علماء الأمة الذين شاركوا في إجراءات الوساطة والتقريب، مضيفة: “فهكذا عهدناهم نبراسا لنا وقادة”.
كما دعت -في بيان لها أمس- الجميع للالتزام والقبول بها، والتعاون على إنجاز ما فيها من بنود، ووقف أي إجراءات سابقة من شأنها شق الصف وتعميق الانقسام.
وقالت: “نؤكد على وحدة القيادة ووحدة مؤسسات الجماعة والالتزام بقراراتها ولوائحها ونظمها القائمة مع استمرار والتزام الجميع بإدارة أعمال الجماعة في هذه الفترة من خلال المؤسسات التالية: القائم بأعمال المرشد (د. محمود عزت)، ومجلس الشورى العام، واللجنة الإدارية العليا المشكلة في الداخل في أكتوبر 2015، والرابطة المصرية في الخارج، ومكتب الإخوان بالخارج”.
واستطردت قائلة: “سنمضي قدما في العمل على إجراء انتخابات جديدة شاملة لجميع المستويات والقيادات كافة، وهو أهم ما جاء في بيان فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وأقره عدد من أهل العلم وقادة الفكر، وفق لائحة تلبي طموحات الصف في وقت لا يتجاوز الأربعة أشهر”.
وتابعت: “ملتزمون بالمؤسسية والشورى والأسس النقية التي قامت على أساسها جماعة الإخوان المسلمين، وندعو أبناء الجماعة للحفاظ على جماعتهم والالتفاف حولها وحول قيمها وفكرتها، والبدء في مرحلة جديدة تسهم في نجاح الثورة ومواجهة الانقلاب والحكم العسكري”.
وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن “جماعة الإخوان المسلمين بتاريخها وجهادها العريض ومنهجها الإسلامي الأصيل ملك للأمة جميعا، وفي هذه اللحظة التاريخية التي تواجهها الأمة لا يجوز أن يطول أي خلاف بين أبناء الأمة الواحدة أو الجماعة الواحدة”.
مكتب الخارج يوافق على المبادرة
وثمن مكتب الإخوان المسلمين المصريين بالخارج لإدارة الأزمة كذلك جهود ووساطة “القرضاوي” وبيانه الأخير الذي قال إنه وافق عليه “كوكبة من أهل العلم والفكر”.
وقال -في بيان له أمس- إنه “على الرغم من أن مكتبنا المنتخب لم تنتهِ فترة ولايته، فإننا على أتم الاستعداد أن تشملنا هذه الانتخابات الشاملة وفق ما تقرره اللجنة الإدارية العليا في أسرع وقت ممكن، وخلال هذه الفترة الانتقالية القصيرة فإن المكتب قرر الاستعانة بعدد من الشباب للمشاركة في أداء المهام والملفات المطلوبة خلال هذه الفترة الانتقالية”.
من يرفض المبادرة لن يرحمه التاريخ
ومن جانبه قال أحمد رامي، القيادي بالجماعة، إن المبادرة جيدة، تحدثت كعادة الكبار عن الخطوط العريضة والمبادئ ويبقى أن تأتي التفاصيل تتسق مع هذا المسار، مع جدول زمني لتنفيذ تلك الإجراءات التي أوردتها من إعداد لائحة وإجراء انتخابات.
وأضاف “رامي” في تصريح خاص لـ”رصد” أن “من يرفض تلك المبادرة يعمل سواء بعلم أو بدون علم على تفاقم الأوضاع ولن يرحمه التاريخ.. لا تاريخ العمل الإسلامي ولا تاريخ الثورة المصرية”.