حمّل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي “حركة النهضة” تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في تونس، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو من مخلفات تجربة حكم الإسلام السياسي، المتساهل مع الجماعات السلفية المتشددة.
وشدد السبسي في لقاء له مع عدد من وسائل الإعلام البحرينية خلال زيارته للمملكة الخليجية الخميس وتم نشر فحواه في تونس، على أن مخلفات حكم النهضة هي التي تقف وراء مخاطر اقتصادية واجتماعية وأمنية تواجهها تونس اليوم وتهدد أمنها واستقرارها.
وبين بخصوص التحركات الاحتجاجية الأخيرة التي شهدتها البلاد أن “أيادي تونسية خبيثة” كانت وراء الدفع نحو مزيد توتير الأوضاع والانحراف بتلك الاحتجاجات السلمية المشروعة نحو الحرق والنهب والتخريب، مؤكدًا أن “هذه الأيادي معروفة لدى رجال الأمن وسيقع تتبعها ومحاسبتها قضائيًا”.
ويتوقع سياسيون أن يقود تحميل قائد السبسي حركة النهضة مسؤولية تردي الأوضاع العامة في البلاد ومخاطر الجهاديين إلى ردود فعل من الحركة الإسلامية وخاصة رئيسها راشد الغنوشي الحريص على قيادة تحالف الحركة مع حزب “نداء تونس” ومؤسسه قائد السبسي العام 2012 لمواجهة الإسلاميين.
وردًا على هذه التصريحات، قال القيادي في حركة النهضة العجمي الوريمي: “نحن لا نعلق على تصريحات رئيس الجمهورية ولم نتعود على ذلك في حركة النهضة فهو رئيس كل التونسيين ويحظى بدعمنا”.
ورجح الوريمي أن يكون قد “حصل سوء فهم” لتصريح قائد السبسي، مؤكدا أن حزبه سيواصل دعمه؛ حيث قال: “ما يجمعنا معه أكثر مما يفرقنا”.
وتشهد مدينة القصرين في تونس حالة من الهدوء غداة احتجاجات استمرت منذ الأحد إثر وفاة أحد العاطلين عن العمل في حادثة صعق كهربائي.
وبدأ التوتر في المدينة يوم الأحد قبل الماضي إثر تشييع جنازة الشاب رضا اليحياوي الذي سقط من أعلى عامود كهربائي أثناء احتجاجه مع عدد آخر من العاطلين عن العمل ضد نتائج انتداب في الوظيفة العمومية، ويتهم المحتجون المسؤولين الجهويين بالتلاعب بقائمة المنتدبين، كما يطالبون بفرص عمل وبالتنمية في القصرين.
وأسفرت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن عن سقوط العشرات من الإصابات أغلبها حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بينما أصيب عنصران من الأمن وعنصر آخر من الجيش، بحسب مصادر طبية بمستشفى القصرين.
والقصرين الواقعة وسط غرب البلاد بمحاذاة جبل الشعانبي؛ حيث تتحصن جماعات مسلحة، كانت من بين المدن الأولى التي شهدت احتجاجات شعبية ضد حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في عام 2010، وترتفع البطالة في القصرين إلى نحو 40% مقابل 15.6% على المستوى الوطني، ما يجعلها من بين المناطق الداخلية الأكثر فقرًا في البلاد.