أودعت محكمة جنايات الجيزة اليوم الأحد حيثيات حكمها بمعاقبة 8 متهمين من قيادات رابطة أولتراس “وايت نايتس”، بالحبس سنة مع الشغل، فيما قضت ببراءة 5 متهمين آخرين، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”اقتحام نادي الزمالك”، والتي شهدت الشروع في قتل أحد العاملين بالنادي، وإحداث تلفيات بالمبنى الرئيسي، بحسب اتهامات النيابة.
وقالت حيثيات المحكمة، التي كانت برئاسة المستشار معتز خفاجي: “إن الواقعة حسبما استقر في يقينها واطمأن وجدانها من مطالعة سائر الأوراق وما تم فيها من تحقيقات وما دار بجلسة المحاكمة، تتحصل في أنه بتاريخ 2-8-2014 تجمع أعضاء رابطة “الوايت نايتس” في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أفراد للدخول إلى نادي الزمالك عنوة، وبالقوة، والتهديد والترويع، بأن قام المتهمون سيد مشاغب، وياسر جوجو، وأحمد جمال الدين، وأحمد جوزيف، ومحمود بسيوني، ونصر نجاح، ومحمد حمدي، وآخرون “مجهولون” باقتحام بوابة نادي الزمالك، واستعرضوا القوة والعنف بالاشتراك مع آخرين “مجهولين” ضد المجني عليهم مرتضى منصور، رئيس النادي، وصلاح محمود مرسي، ومحمود خالد فتحي، وشهرته أحمد عبداللطيف، أحدهما عامل بالنادي، بقصد ترويعهم وتخويفهم وإلحاق الأذى بهم والحصول على منفعة وهي دخول النادي عنوة والتأثير في إرادتهم بفرض السطوة عليهم وحملهم وأعضاء مجلس إدارة النادي على القيام بعمل، وهو تمكينهم من حضور فعاليات نشاط كرة القدم والوصول إلى هذا الغرض بالقوة والعنف والتهديد والترويع وإلقاء الرعب في نفوس المجني عليهم، وتكدير أمنهم وسكينتهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر والمساس بشرفهم”.
وأضافت المحكمة في حيثياتها: “قاموا أيضًا بالاشتراك مع آخرين مجهولين بإتلاف البوابة وكسر وتهشيم زجاج إحدى لوحات العرض وزجاج أحد المطاعم وتدوين عبارات سبّ على جدران النادي في حق رئيسه مرديين عبارات نابية”.
وأضافت المحكمة: “أن الواقعة على هذا النحو قد استقام الدليل على صحتها وثبوتها في حق المتهمين وذلك مما تضمنته شهادة رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة وآخرين، وإقرار المتهميْن نصر نجاح، ومحمد حمدي، وما ثبت بمعاينة النيابة العامة وتقرير الأدلة الجنائية الذي أثبت وجود ثقب نافذ دائرى الشكل بالبوابة وكسر في زجاج البوابة، وتهشم زجاح إحدى لوحات العرض وزجاج أحد المطاعم، وتدوين عبارات سبّ على جدران النادي، وآثار حريق بأرضية شرفة إحدى غرف إدارة الشؤون القانونية بالطابق الثالث من المبنى الاجتماعي نتيجة إلقاء شمروخ”.
واستطردت قائلة: “وأثبت تقرير الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية أنه بفحص الأسطوانات المدمجة بالقضية تبين احتواء أحدها على مقطعي تسجيل مصورين بظهر فيهما تجمعات لأشخاص يرددون هتافات تتضمن سب رئيس نادي الزمالك، وأصوات إطلاق أعيرة نارية، كما ثبت بالتقريرين الطبيين الصادرين من مستشفى إمبابة العام الموقعين على الشاهدين الثالث والخامس المجني عليهم، وجود إصابات بهما”.
وأفادت المحكمة أنه بالنسبة لاتهام النيابة العامة للمتهمين محمد زكي عبدالعليم، وعبدالرحمن عادل سليمان، وأحمد وحيد محمد، وأحمد عبدالمنعم السيد وشهرته “شبرا”، بالاشتراك وآخرين “مجهولين”، في تجمهر من شأنه أن يجعل السلم العام في خطر، وكان الغرض من ذلك حرمان رئيس نادى الزمالك وأعضاء مجلس الإدارة من حرية العمل، فإن المتهمين لم يستجيبوا في التحقيقات ولم يحضروا جلسة المحاكمة.
وأضافت: “وتبين للمحكمة من تفحص أوراق الدعوى والأدلة التي ساقتها النيابة العامة أنها أدلة قاصرة عن حد الكفاية اللازم لإدانة المتهمين، وذلك لما شابها من شكوك وغموض علاوة على عدم مشاهدة المتهمين في أثناء ارتكابهم للجريمة، ولم يتم ضبطهم على مسرح الجريمة، كما أن التحريات التي قدمت ضدهم لا ترقى إلى مرتبة الدليل في الإدانة، ولا تعبر إلا عن رأى مجريها والذي يحمل الصدق والكذب ولا تصلح دليلاً مقنعًا للمحكمة لإدانة المتهمين، ما يتعين معه القضاء ببراءة المتهمين عما أسند إليهم عملاً بالمادة 304 من قانون الإجراءات الجنائية”.