– الاحتلال الصهيوني يحاول طمس هوية فلسطين العربية والإسلامية
– الدول الاستعمارية سرقت وثائق ومخطوطات نادرة ومهمة
– هناك مؤامرة على هوية الأمة وذاكرتها بسرقة وثائقها ومخطوطاتها
– التجربة التونسية تمثل نموذجا في نجاح التجربة الثنائية لاستعادة وثائقها
– الجزائر وليبيا أكثر الدول المتضررة بعد فلسطين
– الكيان الصهيوني وفرنسا أكثر الدول التي سطت على الوثائق والمخطوطات العربية
– اجتماع وزاري بالجامعة في مارس القادم لمناقشة قضية استعادة الوثائق
– إدارة الوثائق بالجامعة تحاول الحفاظ على ذاكرة الجامعة والعرب
– نحتفظ بكتب ومخطوطات نادرة منها وثائق تخص الأمم المتحدة
– مكتبة الجامعة مفتوحة للجميع ونقدم كل التسهيلات للباحثين والقراء
قالت هالة جاد، مديرة إدارة الوثائق والترجمة بجامعة الدول العربية: إن “اجتماعا سيعقد في مارس القادم بجامعة الدول العربية لمناقشة آليات وسبل استعادة الوثائق والمخطوطات المسروقة والمنهوبة من جانب الدول الاستعمارية والتي تمثل ذاكرة الأمة وهويتها، خاصة أن هناك تجارب ناجحة في هذا المجال من خلال التفاوض الثنائي، وهي التجربة التونسية مع فرنسا؛ حيث استطاعت تونس أن تستعيد وثائقها”.
وأضافت في حوارها مع “رصد” قائلة: “هناك استراتيجية جماعية تتبناها جامعة الدول العربية في هذا الصدد، والتي بدأت خطواتها الأولى بالفعل بتشكيل لجنة لهذا الغرض بقرار وزاري على مستوى الجامعة لاستعادة هذه الوثائق، خاصةً أن هناك دولا تتعرض لمخاطر شديدة، ولا بد من التحرك لحمايتها واستعادة ما فقدته”.
وحذرت “جاد” من المؤامرة التي تمارس على هوية وذاكرة الأمة العربية بالسطو المستمر على الوثائق والمخطوطات من جانب الدول الاستعمارية والاحتلال الصهيوني، في محاولة لطمس الهوية وتحديدًا ما يحدث في فلسطين ومن قبلها في العراق عقب الاحتلال الأميركي، وكذلك ما جرى أثناء الاحتلالين الفرنسي والبريطاني على باقي الدول العربية.
وتناولت في حوارها العديد من القضايا الأخرى التي تتعلق بعمل الإدارة وأقسامها ودورها والجهود المبذولة من جانبها لحفظ ذاكرة الجامعة والتعاون بين الدول العربية، وكذلك التعاون مع باقي الدول في هذا المجال، وما تحتويه مكتبة الجامعة من مخطوطات وكتب نادرة وتطرق الحوار إلى نقاط أخرى، فإلى تفاصيل الحوار:
** نبدأ بالملف المهم والخطير والمتعلق بالوثائق العربية المنهوبة والمسروقة.. ما هي خطواتكم فيه؟
– هذا موضوع خطير للغاية؛ حيث إن هناك مؤامرة تمارس على ذاكرة الأمة وهويتها وتولية الجامعة أهمية خاصة منذ فترة طويلة؛ حيث بدأ وضع آلياته عام 2013 بالتعاون مع الفرع الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف.
** ماذا عن الدول المتضررة من هذا الأمر؟
– طبعًا يأتي على رأس هذه الدول فلسطين؛ حيث يقوم الاحتلال الصهيوني بسرقة وثائقها باستمرار، وكذلك الجزائر وباقي البلاد التي وقعت تحت الاحتلال بشكل عام، ومنها مصر وليبيا التي تعاني معاناة كبيرة أيضًا في هذا المجال، وهناك العراق أيضًا والذي عانى من قضية سرقة الوثائق بعد تعرضه للاحتلال البريطاني الأميركي.
** وهل هناك دول استطاعت أن تسترد وثائقها ولها تجربة مميزة في ذلك؟
– هناك التجربة التونسية، وهي تجربة رائدة وناجحة بامتياز، واستطاعت أن تسترد وثائقها بالكامل تقريبًا، ونحن في الجامعة وباقي الدول العربية نحاول أن نستفيد بها.
** وما أبرز هذه الوثائق التي تم سرقتها ونهبها؟
– المخطوطات التي كتبت باليد وكذلك الوثائق المتمثلة في الصور الفوتوغرافية والتسجيلات والميكروفيلم والصحف القديمة والسجلات الخاصة بالأفراد، وهذه الأشياء ربما تتعلق إلى حد كبير بفلسطين؛ حيث قام الاحتلال بسرقة كل ما يتعلق بفلسطين في هذا الجانب، وتشمل الأرشيفات أيضًا معلومات عن السكان والمنشآت، وهناك وثائق ذات صفة سياسية وخرائط تتعلق بالحدود وترسيمها.
** وما أبرز الدول التي قامت بسرقة هذه الوثائق؟
– تعد فرنسا من أبرز الدول التي قامت بسرقة كمية كبيرة من الوثائق الخاصة بدول شمال إفريقيا؛ حيث إنه من المعروف أن الاحتلال الفرنسي لهذه الدول كان يعتبر أن هذه الدول جزء من فرنسا وليست مجرد دول محتلة، من هنا كان اهتمامه بهذا الجانب؛ حيث سرق أكبر قدر ممكن من الوثائق والمخطوطات المتعلقة بتاريخ هذه الدول.
ويأتي الكيان الصهيوني في هذا الإطار أيضًا؛ حيث قام بسرقة كل ما يتعلق بهوية وذاكرة الشعب الفلسطيني؛ في محاولة لطمس هذه الذاكرة كذلك الاحتلال البريطاني بمصر فلسطين وباقي الدول التي قام باحتلالها، سواء العراق أو الأردن.
** وما الاستراتيجية التي تتبعها الجامعة لاستعادة هذه الوثائق؟
– هذه الاستراتيجية تتمثل في عدة نقاط؛ منها رصد الأرشيفات المنهوبة وتحديد طرق ووسائل استعادة أصولها أو صور منها على الأقل، وكذلك وضع ميثاق شرف عربي يتضمن الأهداف والمقاصد من هذه الاستراتيجية، وجارٍ وضع إطار زمني وتنفيذي سيتم صياغته والإعلان عنه خلال الأيام القادمة، وسيتم وضع صياغات نهائية كي تأخذ الجامعة وإدارة الوثائق علي عاتقها محاولة تنفيذها، واستعادة هذه الوثائق لأنها تمثل ذاكرة أمة.
** وماذ عن الخطوات المستقبلية في هذا الشأن؟
– سيتم طرح ما توصلت إليه اللجنة على اجتماع جامعة الدول في مارس القادم وسيكون اجتماع اللجنة على المستوى الوزاري، وهي المرة الأولى التي ستناقش الجامعة هذه القضية على المستوي الوزاري، كما قامت الجامعة أيضًا في إطار هذه الجهود بتوقيع مذكرة تفاهم مع المكتب التنفيذي للفرع العربي للمجلس الدولي للأرشيف في محاولة لبذل كافة الجهود لاستعادة هذه الوثائق والمخطوطات من الدول التي استولت عليها.
** وهل هناك استجابة من الدول الاستعمارية التي سطت على الوثائق؟
– بخصوص الجامعة حتى الآن لم نبدأ في عملية التفاوض؛ لأن الاسترتيجية لم تفعّل بعد ولم نبدأ في التفاوض الجماعي، ولكن هناك تفاوض ثنائي، وهناك تجارب ناجحة مثل التجربة التونسية وأخرى تواجه صعوبات شديدة كما هو بالنسبة للجزائر وليبيا.
** نريد أن نعرف ما هي طبيعة عمل إدارة الوثائق والترجمة بجامعة الدول العربية؟
– هي القيام بتوثيق وحفظ وثائق جامعة الدول من محاضر اجتماعات ووثائق وخلافه وترجمة ذلك إلى لغات أخرى، وتنقسم الإدارة إلى قسمين: القسم الأول، وهو قسم التوثيق ومنوط به تنفيذ أهم مشروع، وهو الحفاظ علي ذاكرة الجامعة العربية من الاندثار والطمس، وبالتالي الحفاظ علي الذاكرة العربية أيضًا، وبالفعل تم في عام 2014 تفعيل هذا المشروع تحت عنوان “توثيق جامعة الدول العربية “، وهذا يعني رصد وتجميع ورقمنة كل ما تقوم به جامعة الدول العربية، فقد تم لأول مرة بالجامعة إنشاء معمل رقمي لهذا الغرض وهو حفظ الذاكرة ووتشمل الصور والميكروفيلم وغيره.
** وماذا عن القسم الثاني؟
– القسم الثاني، وهو قسم المعلومات ومنوط به تنفيذ واحد من أهم المشروعات، وهو “الشبكة العربية للمعلومات “والذي كان حلما قديما منذ أواخر السبعينيات وبداية إنشاء اول مركز له علاقة بهذا الشأن بمقر الجامعة بتونس عام 1978 وصدور قرار بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ولكنه توقف.
ثم حاولنا إحياء هذا المشروع مرة أخرى وبالفعل تم عقد اجتماع في يناير 2014 بين ممثلي المنظمات العربية المتخصصة والتي لديها شبكات معلومات خاصة بها لتفعيل وإعلان “الشبكة العربية للمعلومات”,
** ما أهم الوثائق التي يتم الحفاظ عليها؟
– وثائق الجامعة منذ نشأتها وحتى قبل تأسيسها منذ 1942 وحتى الوثائق الخاصة بالدول السبع المؤسسة وكذلك الدول التالية لها أيضًا وثائق مجلس الجامعة وكذلك وثائق المجالس الوزارية ووثائق الأمم المتحدة والخاصة بتأسيسها، وهنا أشير إلى شيء مهم وهو أنه عندما فقدت الأمم المتحدة بعض الوثائق حصلت على نسخ منها من مكتبة الجامعة.
** وما أبرز الأشياء النادرة التي تحتفظ بها إدارة الوثاق بالجامعة؟
– لدينا مجموعة من المخطوطات النادرة بالعربية والفارسية والعثمانية، وتحديدًا أندر مخطوط لدينا يرجع للقرن الـ13 الميلادي كذلك لدينا نسخ أصلية من كتاب ألف ليلة وليلة الذي طبع في القرن الـ19، وكذلك أول ترجمة لقصة الحضارة.
** وهل الاطلاع على هذه الوثائق متاح للقارئ العربي أو الطلاب والباحثين؟
– طبعًا مكتبة الجامعة متاحة للجميع خاصة الطلاب والباحثين والعاملين في المجال السياسي والدبلوماسي، ولكن بالنسبة لمن هم خارج الجامعة يكون هناك إجراءات معينة يتم اتباعها تتعلق بأمن الجامعة.
** وهل هناك مشروعات مستقبلية للإدارة قريبًا؟
– هناك احتفالية يوم 28 أكتوبر القادم بمناسبة يوم الوثيقة العربية وفي يناير القادم اجتماع لرؤساء المكتبات العربية لإصدار أول دليل شامل للمكتبات العربية.
** ماذا عن نشاط الترجمة لديكم؟
– تقوم الإدارة بترجمة وثائق ومحاضر اجتماع الجامعة على مستوى الرؤساء، وكذلك على المستوى الوزاري وكل الفعاليات بالجامعة وفي المقابل لو هناك أي كتب أو مواد تخص الجامعة نقوم بترجمتها إلى العربية.