احتفل كل الإعلامي الساخر باسم يوسف والدكتور عصام حجي بمرور عامين على اختراع جهاز القوات المسلحة لعلاج فيروس سي المعروف بجهاز “الكفتة”، حيث نشر “يوسف” -عبر تطبيق “إنستجرام”- صورة تجمعه بعصام حجي، المستشار العلمي السابق لرئيس الجمهوية، وعلق على الصورة قائلًا “مع الزميل الخاين العميل العالم الفاشل بتاع ناسا عصام حجي”.
وظهر الاثنان بالصورة مع منبه صغير حيث قال “يوسف” معلقا: “ما زلنا في الانتظار”، وذلك بمناسبة مرور عامين على إعلان جهاز علاج فيروس سي الذي أعلنت عنه القوات المسلحة، وعرف إلى الآن بـ”جهاز الكفتة”.
عامين علي اختراع الجهاز
وكانت القوات المسلحة قد أعلنت في مؤتمر صحفي في مثل هذا اليوم من عامين عن جهاز جديد يعالج مرضي “الإيدز” وفيروس “سي” بجهاز القوات المسلحة، حيث شهد الإعلام المصري ومواقع التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن هذا الجهاز موجة من الجدل حول مدى قدرته على العلاج، وسط ترقب حول وفاء الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، المشرفة على تصنيع الجهاز، بوعدها ببدء العلاج في 30 يونيو 2014.
وعرض التلفزيون المصري تقريرًا مصورًا عن نجاح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في ابتكار علاج جديد للمصابين بفيروسي “C” و”الإيدز” من خلال كبسولات تعمل على رفع كفاءة الجهاز المناعي للإنسان، إلى جانب جهاز “سي سي دي” للقضاء على الفيروسات من النوعين.
قمة الإعجاز العلمي
وكان صاحب الاختراع كما أعلنت القوات المسلحة هو اللواء إبراهيم عبد العاطي، والذي ظهر في الفيديو المذاع، وهو يفحص مريضًا بواسطة الجهاز، ويبلغه: “تحاليلك زي الفل قدامي، وكان عندك إيدز وراح”، مضيفا في حديثه للناس: “ثقوا أننا هزمنا الإيدز ولم ولن نستورد في يوم من الأيام علاجًا للإيدز”.
وتابع “عبدالعاطي” تصريحاته في المؤتمر قائلا: “باخد الإيدز من المريض وأغذي المريض بيه وأديله صباع كفتة يتغذى عليه باخد المرض وأديله غذا وده قمة الإعجاز العلمي”، مستطردا بقوله: “بدأت العمل منذ 22 عامًا عليه، والعلاج بدأ من داخل المخابرات الحربية سرًا.. أعلنها كاشفة، هزمنا الإيدز ولن ندفع مليمًا واحدًا للخارج لعلاج أي مريض، والفضل كله لرجالات القوات المسلحة، ساعدوني بقوة”.
وأضاف إنه عُرض عليه 2 مليار دولار مقابل بيعه في الخارج ولكنه رفض، مضيفا: “أنا عُرض عليّ 2 مليار دولار في هذا الجهاز وأنساه، فرددت وقلت لهم اكتبوا عالم عربي مصري مسلم يكتشف، فقالوا لأ تنسى الكلمة دي وتاخد الشيك ونحطهولك في أي دولة من دول العالم، قولت لهم طيب وماله وسافرت وهربت وجيت على بلدي، المخابرات حمتني هنا، المخابرات خطفتني وحطيتني هنا”.
بدوره، قال اللواء طاهر عبدالله، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال المؤتمر: “لن يتم تصدير الجهاز لمحاولة حماية الجهاز وبراءة اختراعه من مافيا شركات الأدوية والدول الكبرى المحتكرة لسوق الدواء العالمية”.
القوات المسلحة تحتفل بالجهاز
واحتفلت القوات المساحة بهذا الجهاز الجديد، حيث قال أحمد علي المتحدث العسكري على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “القوات المسلحة تحقق أول اكتشاف عالمي لعلاج فيروسات سي والإيدز”، مضيفا: “الرئيس (السابق) عدلي منصور والمشير عبدالفتاح السيسي (وزير الدفاع آنذاك) شاهدا أحدث المبتكرات العلمية والبحثية المصرية لصالح البشرية والمتمثلة في اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز.. دون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة، وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية”.
فضيحة لمصر
وهاجم الأطباء والعلماء جهاز الجيش حيث أكدوا أنه فضيحة لمصر، حيث قال المستشار العلمي السابق للرئيس، عصام حجي، في تصريحات صحفية، إن جهاز الإيدز فضيحة علمية لمصر، معتبرا أن الاختراع غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز، إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة.
وقال “حجي” في تصريحاته: “إن موضوعًا بهذه الحساسية في رأيي الشخصي يسيء لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمى، وتمنيت أن يكون هناك حذر أكبر حول ما قيل في نشر هذه المعلومات”، فيما تلا ذلك عاصفة من الهجوم على حجي من قبل مؤيدين للمشير عبدالفتاح السيسي.
غير علمي
ووصف الدكتور محمد عبد الوهاب مدير مركز زراعة الكبد بمستشفى الجهاز الهضمى والكبد بالمنصورة، جهاز علاج فيروس سى الذي أعلنت عنه القوات المسلحة بأنه غير علمى.
وقال “عبد الوهاب” في تصريحات صحفية: “اتصلت بالقوات المسلحة وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات العلمية لاختراعهم، وأن يثبتوا صدق هذا الاختراع عن طريق خوض سبل الطب العلمي العالمي، حتى لا نفتقد لاحترام العالم الغربي ونفقده الثقة فينا”.
وأشار “عبد الوهاب” إلى أن الجهاز لم يجر عليه أي أبحاث، أو يتم نشر إحصائيات أو معلومات علمية له، سواء في المجلات العلمية أو إجراء التجارب في المراكز الطبية والأبحاث والمؤسسات الطبية داخليا وخارجيا مع أخذ عينات من كبد المريض مما يفقده المصداقية العلمية.
وطالب القوات المسلحة بالكف عن نشر الأخبار الخاصة بهذا الاختراع، لحين إثبات الاختراع بالطرق العلمية وإجراء الأبحاث على المرضى ويتركوا الأمر للمراجعين.
تأجيل ظهور الجهاز
وقبل انتهاء المدة التي أعلنت عنها القوات المسلحة لظهور الاختراع قال العقيد الدكتور تيسير عبدالعال، استشاري المناعة بالقوات المسلحة، أحد أعضاء الفريق الطبي لاختراع “جهاز علاج فيروس سي”، إنه لن يتم استقبال مرضى من المواطنين في 30 يونيو 2014، وإنما سيتم استقبال عينة محددة لاستكمال البحوث.
وأضاف “عبدالعال”، خلال مؤتمر صحفي عقده الفريق الطبي بمجمع كوبري القبة الطبي العسكري، السبت، أن اللجنة الطبية المشرفة على الجهاز أوصت بضرورة توسيع العينة التي يشملها البحث، لمدة 6 أشهر أخرى، ومنذ ذلك الوقت ولم تعلن القوات المسلحة أي جديد عن الجهاز.