شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“جاك شيكنر” يحكي حال الصحافة في مصر بعد 25 يناير

“جاك شيكنر” يحكي حال الصحافة في مصر بعد 25 يناير
لطالما اعتبرت مصر مكانًا مملًا للصحفيين، كان الصحفيون يقولون هذا خلال ساعات فراغهم الطويلة في النادي اليوناني في الإسكندرية

لطالما اعتبرت مصر مكانًا مملًا للصحفيين، كان الصحفيون يقولون هذا خلال ساعات فراغهم الطويلة في النادي اليوناني في الإسكندرية أو على أحد مقاهي سيموندز في القاهرة إنه لا توجد أحداث لتغطيتها.

ومنذ خمس سنوات بدأت الجماهير تظهر في الشوارع مطالبة ببعض الأشياء التي تعتبر في الغرب من المسلمات: “فرصة لتغيير الحكومة، حق التمثيل، محاسبة الشرطة، وقضاء مستقل غير منحاز”.

فعادة ما يعتبر يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ بداية الاحتجاجات الشعبية التي بلغت ذروتها في ١١ من فبراير بمغادرة حسني مبارك وسوزان مبارك القصر الرئاسي، وقد قام جاك شيكنر بتغطية الثمانية عشر يومًا وما بعدها لصحيفة الجارديان. 

وأدت التغطية غير الكافية من قبل كثير من الصحفيين إلى تبسيط مفرط وخطير صور مبارك على أنه الشرير وأن جماهير ميدان التحرير هم الطيبون -عدا أولئك الرجال الذين اغتصبوا النساء في ميدان التحرير في ٥ يوليو ٢٠١٣ بعد رحيل الدكتور محمد مرسي- وتحدث عندها باراك أوباما قائلًا: “لقد ألهمنا المصريون.. فقد غيروا العالم”، كان الجيش المصري حينها جيدًا لأنه لم يمنع المتظاهرين “على عكس الأمن المركزي”، لكنه أصبح شريرًا عندما ساعد في تكوين نظام الحكم في نظام ما بعد مبارك. 

وقد تحولت مصر نفسها من ملهمة إلى مرعبة، حيث تغلبت الثورة المضادة على الثورة, وتحولت صورة الصراع من كونه بين الشعب والطاغية إلى شهداء إسلاميين ينتهجون العنف ضد قوات حفظ النظام، القصة الحقيقية أكثر غموضا وأكثر تعقيدا، ويقوم شيكنر بتوضيحها في هذا الكتاب المفصل والدقيق والرائع. 

وركزت معظم التغطيات الصحفية للحركة التي عزلت مبارك على الميدان، بالرغم من أن بعض المعلقين ذكر ما حدث قبلها في صيف ٢٠١٠ بالاسكندرية، عندما قامت الشرطة بسحل شاب يدعى خالد سعيد في الشارع وضربه رجال الشرطة له حتى الموت، ولم يكن رد الفعل الشعبي على هذه الجريمة والتستر عليها متوقعا بالنسبة لنظام مبارك او الصحفيين الذين كانوا يشعرون بالملل خلال عملهم في مصر، كان تأثير شعار “كلنا خالد سعيد” -الذي يشير إلى أن أي مصري ربما يتم سحله من قبل الشرطة وضربه حتى الموت- مبالغًا فيه لكنه كان أحد مظاهر اليأس المتزايد. 

لكن شينكر تتبع خطوط الصدع تاريخيًا حيث عاد إلى الوراء إلى ثورة عرابي عام ١٨٨١، عندما تدخل الانجليز لإبقاء نائب الملك في منصبه وإلى الحروب العربية الإسرائيلية عام ١٩٦٧ و١٩٧٣، والتي أصر بعدها عبدالناصر على أنه يجب على الشعب أن يترك للحكومة التصرف في كل شيء. 

النظرة التاريخية الطويلة هي ما يجعل هذا الكتاب مميزًا، فقد دمج شينكر تفاصيل الأحداث التي أودعت حسني مبارك وخليفته الإسلامي الدكتور محمد مرسي السجن بنظرته المباشرة للبلد منذ عودة عصر القوة – مع عبدالفتاح السيسي الذي كان وزير دفاع مرسي، وأصبح رئيسًا الآن.

وصرح السيسي بأنه إذا خرجت الجماهير التي خرجت ضد مرسي ضد السيسي فإنه سوف يتنحى عن الحكم، ولكن كما يوضح شينكر، قام السيسي بعد ذلك بالكثير لمنع هذه الجماهير من التجمع من خلال تغيير القانون وخنق المعارضة وحتى التخطيط لعاصمة جديدة تكون أسهل على الشرطة. 

هذا بالإضافة إلى العنف المستمر الذي يكمن وراء تبسيط الإعلام للأمر مدعين أن “مصر المسكينة” تعاني، وكما يعتقد شيكنر أن نظام السيسي أكثر قمعًا “من أي شيء مرت به مصر سابقًا”، فإنه أيضا يوضح أن أحد إنجازات النضال الذي أدى إلى ثورة ٢٥ يناير هو إصرار المصريين على أن لهم حقوق.

لذلك بالرغم من أنه ستكون هناك أيام كثيرة سوداء قادمة، يوضح هذا الكتاب المفصل سبب “إحباط أولئك الذين يسعون إلى تحييده، فهذا النضال لا يمكن احتواءه”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023