دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، كل الأطراف لوقف العمليات القتالية في سوريا، مشيرًا إلى رغبة بلاده في تحقيق وقف إطلاق النار في مناطق الاشتباكات.
جاء ذلك في خطاب ألقاه أمام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء، وأشار إلى أنّ طهران قدّمت سابقًا، مقترحات لوقف القتال في سوريا، إلّا أن “تلك المقترحات قوبلت بالرفض”.
وتأتي تصريحات ظريف متناقضة تمامًا مع التصريحات التي أطلقها قائد القوات الجوية، فرزاد إسماعيلي، حيث أكد أنّ طهران لن تألو جهدًا في تلبية طلب دمشق لأي مساعدة استشارية في المجال الجوي، وأكد أن إيران مستعدة للتدخل جوًا في سوريا “إذا ما طلب نظام بشار الأسد ذلك”.
وأكد إسماعيلي أن ما تقوم به إيران من تدخل في سوريا، هو امتثال لتوجيهات المرشد الأعلى على خامنئي، بأن “مساعداتنا هي مساعدة استشارية”، مضيفًا: “لذا فإننا على أتم الاستعداد لتقديم هذه المساعدة للحكومة السورية”.
يُذكر أن إيران دائمًا ما تستخدم عبارة “المساعدات الاستشارية” لوصف تدخلها العسكري في سوريا لقمع المعارضة، وحفظ نظام بشار الأسد من السقوط، منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011م.
كما دافع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عن التدخل الإيراني العسكري في سوريا، مثنيًا في الوقت نفسه على قوات الحرس الثوري التي تقاتل ضد المعارضة السورية، لدعم نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه منذ خمس سنوات.
وبحسب وكالة “مهر”، فقد أشاد خامنئي لدى استقباله عوائل قتلى “مدافعي حرم أهل البيت” -وهو مصطلح تطلقه إيران على قواتها المقاتلة في سوريا -بالمقاتلين الذين سقطوا في سوريا، وقال “إنهم ضحوا بأنفسهم هناك لكي لا يصل الأعداء إلى داخل البلد، ولولاهم لاضطررنا لمواجهة الأعداء في كرمنشاه وهمدان وبقية المحافظات الإيرانية”.
وتشير الإحصائيات الأخيرة لقتلى الحرس الثوري في سوريا، إلى أن عددهم وصل لحوالي 700 عنصر منذ التدخل العسكري الإيراني في سوريا لدعم نظام بشار الأسد منذ عام 2011م، وليست هذه المرة الأولى التي تنقل فيها الوكالات الإيرانية عن خامنئي إشادته بالمقاتلين في سوريا، حيث نقل مدير مؤسسة الشهداء في إيران نادر نصيري، عن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بأنه قال عنهم إن “مدافعي حرم أهل البيت لهم أجران: الهجرة والجهاد”.
وتؤكد إيران دومًا أنها وقفت إلى جانب نظام الأسد وحالت دون سقوط نظامه، وقدمت الدعم المالي والعسكري واللوجيستي بالمليارات على مدى السنوات الخمس الماضية، وذلك تحت شعار “الدفاع عن أمنها القومي” و”دعم محور المقاومة والممانعة”.
