حلل عدد من الخبراء في علم النفس في تصريحات لـ”رصد” شخصية أمناء الشرطة حيث اعتبروها أنها ضحية ثقافة سياسة الدولة منذ عشرات السنين، والتي حولت أمناء الشرطة إلى مجرد مرتزقة يتحركون بأهوئهم التي لا يستطيعون التحكم فيها.
لا يتحكم في نفسه
في البداية أكدت الدكتور هبة العيسوى، أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس ، إن الثقافة السياسية للدولة المصرية منذ عشرات السنين، صنعت فجوة بين أمين الشرطة ونفسه، وذلك بسبب منحه صلاحيات التحكم في المواطن لإرضاء السلطة ورغباته فقط دون التحكم في تصرفاته.
وقال “هبة” أن أمين الشرطة تحول بفضل هذة السياسة إلى مرتزق يعتمد في حياته على الانتهاك وخرق القانون لتمرير عملياته في العمل أو خارج العمل، ولا يستطيع التحكم في أفعاله مها تغيرت الأنظمة، فالسلوك الغير منضبط هو بناء على ثقافة منحطة تأسس عليها.
معقد
ولف الدكتور جمال فيرزو، أستاذ الطب النفسي الى أن أمين الشرطة يعاني مع عقدة الجهل والمستوى الأقل في الدولة، وذلك نتيجة لنظرة الرأي العام له وهذا ما نشاهده في الأعمال الدرامية والسينمائية والتي وصفت أمين الشرطة بالـ “فتوة” والشحاذ..
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى إن امين الشرطة يرى أن أصحاب المؤهلات العليا أفضل منه لذلك فهو يكره المتعلمين ويتعامل معهم بقوة السلاح لإشباع النقص التعليمي لديه، مؤكدًا أن منظومة أمناء الشرطة فاشلة لأنها جمعت الأفراد أصحاب المجموع المتدني جدًا في الدراسة، معتبرا أن نظام الأمناء فاشلًا ويجب تصليحه، قائلًا “شيء غريب، ليس ضابطًا، وليس عسكريًا”.
وطالب “فيروز” بتخصيص دورات تدريبية في كيفية التعامل مع المجتمع لأمناء الشرطة، حتى يتم تأهليهم على اتعامل الجمهور، وتمنع بالتالي الجرائم والحوادث والرشاوى، وجميع الأفعال غير الصحيحة التي تخرج منهم.
إستغلالي
وقالت سوسن فايد أستاذ علم النفس، أن أمين الشرطة يحب السيطرة فبعد إهانته من قبل قاداته الضباط، يتحول إلى استغلالي يحاول استغلال منصبه في التربح من قوت الناس مقابل خرق القانون.
وأكدت “سوسن” أن أمين الشرطة بفضل النظام المصري أصبح هو الوحيد المواجهة للمواطن وبيده تنفيذ الأمر، وبالتالي وجد نفسه صاحب أمر مباشر ويعتبر نفسه حامي الديار والأمر الناهي الأخير لذلك فحصوله على المال من المواطنين يراه أمر طبيبعا لأنه يرى الضابط يعمل أقل منه ويحصل على عائد أكبر.
متمرد على الأخلاق
واوضحت الدكتورة رحاب عبد العال، أن أمين الشرطة يعاني من تدني الأخلاق، ولا يحترم المحترمين و يحاول أن يتعامل مع الأخرين بأساليب غير مشروعة قذرة، لافتة إلى أن البيتئة الاجتماعية، وتكوين الأسرة يعد سببًا قويًا في طريقة تعامل فرد الشرطة، إضافة إلى الفروق الأخلاقية والوظيفية والشخصية،
وشددت على ضرورة وضع آليات للمحاسبة أكثر فعالية وأقوى من الموجودة في الوقت الحالي، حتى لا تحدث الأخطاء الجسيمة الحالية، بالإضافة إلى نشر الثقافة الدينية لدى جهاز الشرطة بالكامل.