أكد الدكتور عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، إن النظام مستمر وسيستمر في معركته الصفرية، ولن يترك أحد يمكن أن يشكل خطرًا عليه.
وأشار -عبر منشور له على “فيس بوك”- إلى أن أسلوب النظام الحالي يختلف عن أسلوب المخلوع مبارك والذي كان يترك البعض ليتكلم أو يتحرك، وفي النهاية يشعره بعجزه بما يعني “خليهم يتسلوا”.
وقال “شاهين” إن “النظام الحالي يعتمد على القمع الأعمى والترويع وزرع الخوف من جديد، ونهايته إن شاء الله ستأتي من مأمنه؛ بسبب قمعه وفساده؛ لأن دائرة بطشه تتوسع وأصبحت تمس أفراد الشعب العاديين، وهذا ما يصنع حراكًا حقيقيًا يرهب هذه الأنظمة ويضطر وزير داخليته إلى اللجوء لتمثيلية رخيصة يقبل فيها رأس والد الشاب الذي غدروه بدم بارد”.
وأضاف “النظم القمعية لا تستمر بسبب قدرتها على القمع أو حتى لنجاحها الاقتصادي ولكن بسبب تشتت معارضيها وعدم امتلاكهم خطة لكسرها، وبسبب سوء التوقيت سواءً في بطئهم الشديد أو حرقهم للمراحل”.
وأعرب “شاهين” عن دهشته قائلًا: “هذا النظام بالذات أخطاؤه كثيرة، أين سنجد نظامًا قمعيًا على هذا القدر المدهش من الغباء، يستعدي الشباب ويخلق بينهم وبينه ثأرًا أبديًا، ويقبض على الناس ثم يعود ويقبض عليهم مرة ثانية وثالثة، ويحكم بالإعدام على أناس أموات، وينتهك كرامة المواطن أمام زوجته وأولاده وأمام أهل الحي الذي يسكن فيه، ويسحل طالبات الجامعات ويدهسهم بالسيارات، ويقتل باحثًا بعيون زرقاء وشعر أصفر، ويفشل في تأمين طائرة روسية حليفة فتنفجر فوق سيناء، وتتسبب هستيريته في قتل سياح، ويحكم على طفل يكاد يحسن المشي بالمؤبد، ويطلق الداخلية على الشعب، أخطاء تسقط عشرة أنظمة وليس نظامًا واحدًا”.
وتابع: المشكلة في أن معارضي هذا النظام لا يزالون غير قادرين على اقناع الناس العاديين أن يتحولوا من حالة التعايش مع نظام السيسي إلى حالة رفضه والانتفاض ضده، وهذا لن يكون إلا بخطاب يمس الناس العادية الذين يعانون يوميًا من القمع والظلم والفساد، ويجعلهم يفقدون أي أمل في “صيغة المستبد القوي” الذي يوفر لهم الحماية والأمن والأمان”.
واختتم: “والله ممكن أن نخرج من هذه المفرمة وبسرعة، ولكن ليس دون وحدة ورؤية وحشد منظم وتوقيت صائب”.
