لم يكن هناك مناسبة لخطاب السيسي اليوم هناك نصائح أمنية وإعلامية قدمت له كي يقوم بهذا الخطاب..
بغض النظر عن الكم غير المسبوق من السقطات التي جاءت في الخطاب، والتي سنسعرض بعضها لاحقا، إلا أنه أكد شعور السيسي بوجود تحركات ضده، وحمل خطابه تهديدا لمن يقود هذه التحركات أنه “حيشيلهم من على وش الأرض”.
بكل أسف فإن مريض البارانويا يزداد سوء بالسلطة، ويكون شفاؤه منها صعبا للغاية وربما مستحيلا!
جنون العظمة، الذي يعاني منه السيسي، والذي صور له سابقا أنه طبيب الفلاسفة وبيفهم في كل شيء، يطالب الشعب المصري الآن أن يسمعوا كلامه هو فقط!
حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الصحابة أطاعوه فيما هو وحي منزل من السماء وناقشوه فيما هو اجتهاده البشري صلى الله عليه وسلمن ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم على قول الصحابة أحيانا!
السيسي وضع نفسه في منزلة أعلى من الأنبياء ودون الآلهة بقليل، وهو ما نسميه “أنصاف الآلهة”،وهي مرحلة وصل إليها القذافي بعد 40 عاما من الحكم لكن السيسي وصل إليها بعد عامين فقط!
والسيسي يرى نفسه قامة كبيرة جدا، والبارانويا التي يعاني منها صورت له أنه عظيم لدرجة أنه لو باع نفسه فإنه سيحل مشكلة مصر! هذه الكلمة التي سخر منها المصريون جميعا أكبر دليل على سوء درجة البارانويا التي يعاني منها هذا المجنون!
***
تهم فساد غير عادية تم حصرها الفترة الماضية، وعلى رأسها تقرير رسمي من الجهاز المركزي للمحاسبات، قدر حجم الفساد بـ 200 مليار جنيه! وهو رقم ضخم للغاية مقارنة بالجنيه الذي يطلب السيسي من المصريين أن يتبرعوا به!
13 جهة سيادية لا تدفع الضرائب منها الرئاسة والمخابرات والداخلية والدفاع، وأعفى السيسي نواجدي القوات المسلحة من دفع الضرائب، وترك 14 مليار دولار ضرائب مستحقة لدى ساويرس، فهل يترك السيسي كل هؤلاء وينظر لجنيه من مواطن غلبان!
ويجب أن نستحضر هنا أيضا تسريب السيسي نفسه عن مليارات الخليج التي وصفها بالرز الذي تملكه دول سماها “أنصاف دول”.. اين هي، واين ذهبت، ومن أنفقها وفيم أنفقت؟؟
اختلفت لغة السيسي من إطلاق الوعود للمصريين أن مصر ستصبح قد الدنيا، إلى مطالبتهم بالتبرع، والحديث في نفس الوقت عن انجازات غير مسبوقة لم يسمع عنها أحد!
حكومة السيسي دأبت على التصريح أنهم سادة وأن الشعب هم العبيد، (قالها الزند، ونجلة النائب العام السابق، ومحافظ الشرقية الذي وصف الشعب بالمتسول) فلم يطلب السادة من العبيد أن يتبرعوا من أموالهم؟
وإذا كان وزير العدل في حكومة السيسي قد صرح أن المواطن المصري يستطيع الحياة بـ 2 جنيه، وهاهو يطلب منهم نصفهم الآن، مما يعني أن المواطن عليه ألا يعيش ببذخ ويكفيه جنيها واحدا في اليوم، يعني 30 جنيها في الشهر!
***
السيسي يعتمد على ضعف ذاكرة المصريين، التي يبدو أنها لم تكن ضعيفة بالقدر الكافي، فقال عن نفسه أنا لا بلف ولا بدور، بينما في حوار لصحيفة واشنطن بوست قال أنامش متدين واستطعت خداع مرسي !
ونسى السيسي أنه قال من سنة أن “مصر تستيقظ” واليوم يقول لنا صبحوا عليها بجنيه،
لو مشينا بهذا المعدل والله ما نلحق حتى 2063..
السيسي يقول أنه سينشئ أكبر مركز مالي في العاصمة الجديدة رغم تصريحات سابقة له في الأهرام الحكومية أنه لا توجد ميزانية لبناء هذه العاصمة أصلا!
ورغم كل ذلك، فإن تصريح السيسي عن تخوف الناس من سد النهضة مثير للانتباه فعلا! قال لهم، أنتم قلقانين، وأنا كمان قلقان! فكرني بسمير غام في مسرحية المتزوجون لما قال لحنفي: انت عاوز فلوس.. وأنا عاوز فلوس.. شوف حد يدينا.
***
مستعد أن أسمع كلام السيسي بشرط، أن يخبرنا أي كلام فيهم يقصد؟؟ ما قاله الآن أم ما قاله منذ عام؟؟ ما قاله في مصر أم ما قاله في أميركا؟؟ ما قاله على الملأ أم ما سرب له مع عباس كامل!
لا يوجد من يصدق السيسي إلا شخص منتفع من وجوده، وغير هذا لن تجد أحدا يصدق السيسي!
