حملت لجنة الأسرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة السلطة الفلسطينية ووزارة خارجيتها وسفارتها ببلغاريا مسئولية اغتيال الأسير المحرر عمر النايف، داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا، والذي يحتمي فيه منذ شهرين بعد طلب الاحتلال من السلطات البلغارية تسليمه.
وقالت اللجنة في بيان أصدرته اليوم الجمعة ووصل لـ”رصد” نسخة منه: “ان اغتيال الشهيد عمر النايف الذي تم ذبحه بالسكاكين والأدوات الحادة داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا دون وجود أي علامات خلع أو كسر في أبواب السفارة يقطع الشك باليقين دون أي مواربة عن دور التخاذل بل والتواطؤ من قبل طاقم هذه السفارة في عملية الاغتيال”.
وأضافت اللجنة في بيانها: “وأننا في هذا السياق إذ نحمل قيادة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة على هذه الجريمة ممثلة بشكل مباشر برئيس السلطة محمود عباس وسفيرها في بلغاريا ووزير خارجيتها وجهاز المخابرات الفلسطيني المسؤول عن أمن السفارات، ونؤكد على أن هذه الجريمة النكراء، لا يجب أن تمر دون عقاب مؤلم وموجع للإحتلال الصهيوني وأذنابه، بالإضافة لوضع الأمور في نصابها دون أي خجل فالتنسيق الأمني خيانة والصمت عنه وعن ممارسيه هو مشاركة في ملاحقة المناضلين وتصفيتهم داخل الوطن وخارجه”.
وتابع البيان قائلا: “إن هذه الجريمة تفتح الباب على مصراعيه في المواجهة مع كل المتخاذلين وتضع ملف السفارات وفسادها على الطاولة فلا مزيد من الصمت ولن ننتظر ان يكون هناك عمر النايف آخر وآخر ولتصمت كل الأبواق التي هاجمتنا عندما حملنا شخص السفير الفلسطيني في بلغاريا المسؤولية المباشرة عن مصير عمر النايف، فإننا كنا نحذر من أن يلقى رفيقنا هذا المصير الذي توقعه وتوقعناه منذ اللحظة الأولى في ظل وجود سفير وطاقم للسفارة ومن خلفه وزارة الخارجية الذين كانوا على استعداد لتسليم المطارد والشهيد عمر النايف منذ اللحظة الأولى لولا وجود الضغط الشعبي والرسمي عليهم ووضع الأمور امام الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي مما دفع الجميع للتحرك الخجل تبريرًا لذاتهم لا أكثر ولا أقل”.
وكانت المخابرات الإسرائيلية قد لاحقت النايف “52 عاما”، وهو من مواليد جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد رفضه تسليم نفسه للاحتلال عام 1985، وجرت مطاردته إلى أن تم اعتقاله في كنيسة القيامة بمدينة القدس في أبريل عام 1986.
وقضت محكمة “إسرائيلية” بإنزال عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة على النايف، على خلفية قومية.
وبعد مكوثه في السجن لأربع سنوات، أعلن الأسير النايف خوصه إضرابًا عن الطعام دام أربعين يومًا، نُقل عقبها إلى إحدى المستشفيات في مدينة بيت لحم. ليتمكن في تاريخ 20 مايو 1990، من الهرب من المستشفى والاختفاء والسفر خارج الأراضي الفلسطينية.
وعاش النايف متنقلاً بين الدول العربية منذ هروبه من الأسر حتى عام 1994، حيث سافر إلى بلغاريا التي استقر فيها منذ ذلك الوقت، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال يحملون وزوجته الجنسية البلغارية، في حين أنه يحظى بإقامة دائمة في البلاد.
وتوجّهت “إسرائيل” إلى بلغاريا بطلب تسليمها المواطن الفلسطيني عمر نايف زايد النايف قبل أن يعتصم داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا.