أكدت مصادر محلية سورية، أنّ “تنظيم الدولة” استطاع السيطرة على مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم “بـ ي د”- الذراع السوري لمنظمة بي كا كا التركية- وأشارت المصادر إلى أن الهجوم تم من مناطق غربي نهر الفرات وجنوب تل أبيض.
وكانت عناصر التنظيم تسللت إلى المنطقة على دفعات منذ فترة، مستعينة بعناصره الكردية، كما فعل سابقًا في عين العرب “كوباني”، في إشارة لإمكانية لعب بعض “الخلايا النائمة” دورًا في الهجوم، بحسب ما ذكرته وكالات أنباء.
وذكرت المصادر، أن الاشتباكات الواسعة التي اندلعت بين عناصر التنظيمين الإرهابيين في تل أبيض القريبة من الحدود التركية، انتهت بمقتل قرابة 50 عنصرًا من “تنظيم الدولة”، ولا تزال تسمع أصوات الاشتباكات في المنطقة الواقعة بين مركز المدينة وقرية عروس، إضافة إلى قريتي “سلوك”، و”حمام تركمان” في المحافظة.
وعقب الهجوم المفاجئ للتنظيم، زعم مسؤولو “بـ ي د”، أن مسلحي التنظيم دخلوا المنطقة من الأراضي التركية، إلا أن المصادر المحلية أكدت أن عناصر “تنظيم الدولة” تسللت إلى المنطقة من غربي الفرات، ومنطقة “شيخ حسن” الخاضعة لسيطرتها، والمقابلة لبلدة “عين عيسى” جنوب تل أبيض.
وكان تنظيم “بـ ي د”، قد سيطر على تل أبيض في يونيو الماضي، من أيدي “تنظيم الدولة، بدعم جوي من التحالف الدولي، وهجّر الكثير من سكان المنطقة من العرب والتركمان، حيث أوضحت منظمة العفو الدولية في تقريرها في (13 أكتوبر) الماضي، أن “بـ ي د” ارتكب انتهاكات ضد حقوق الإنسان وجرائم حرب، في المناطق التي يقطنها مدنيون عرب وتركمان شمالي سوريا.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل، لوكالة “رويترز”، إن مقاتلي “تنظيم الدولة” هاجموا بلدة تل أبيض الخاضعة لسيطرة الوحدات والواقعة على الحدود مع تركيا وبلدة سلوك، وأضاف: “وحداتنا وقوات الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) استطاعت دحر هذا الهجوم ومحاصرة المهاجمين وتطويقهم في نقاط محدودة”، وتابع “تم القضاء على المهاجمين” لكنه لم يذكر عدد القتلى.
ويأتي القصف بعد ساعات من بدء تنفيذ اتفاق لوقف الأعمال العدائية في سوريا منتصف ليل الجمعة/السبت بتوقيت دمشق، بموجب اتفاق أميركي روسي تدعمه الأمم المتحدة، وتعد هذه الهدنة الأولى من نوعها بهذا الحجم في سوريا، التي تشهد نزاعًا داميًا منذ نحو خمس سنوات، أسفر عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص.
ويستثني الاتفاق “تنظيم الدولة” الذي يحكم سيطرته على مناطق واسعة من سوريا وخصوصًا في شمال البلاد وشمال شرقها، فضلاً عن “جبهة النصرة” التي توجد في محافظات عدة.