استطاعت وزارة الداخلية تحقيق المساواة بين فئات الشعب المختلفة، فمن الواضح أن الشرطة المصرية ترفع شعار “المساواة في الظلم عدل” في تعاملاتها مع الشعب، فلا تفرق في اعتدائها بين مصري وأجنبي، غني وفقير، فنان أو طبيب، عضو مجلس شعب أو سائق، فالجميع تحت مقصلة التعذيب.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية اعتداءات متزايدة من الشرطة على جميع فئات الشعب، نرصد بعضها في سياق التقرير التالي:
الاعتداء على الفنانين
ألقت قوات الشرطة القبض على الفنانة ميرهان حسين، وتعرضت للضرب خلال عودتها من العمل؛ حيث اتهمت الفنانة ميرهان ضابط الكمين أنه تعدى عليها بالضرب، بعد أن طلب منها النزول من السيارة؛ وذلك لأنها أخطأت بدلا من أن تعطيه رخصة القيادة أعطته البطاقة الشخصية لها.
ولكن الاتهام الأكبر جاء من الفنانة ميرهان للنيابة؛ حيث اتهمت ضابطا برتبة ملازم بأنه قام بهتك عرضها داخل الحجز، وأن سجينات اعتدين عليها بالضرب، وأوضحت أنها صفعته على وجهه بعد أن هتك عرضها داخل الحجز، وأثبتت ميرهان ذلك في اعترافها أمام نيابة الهرم.
وكانت ميرهان نشرت صورا لها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تظهر بعض أماكن من جسدها عليها آثار الاعتداء عليها داخل قسم شرطة الهرم، وتبين من الصور وجود كدمات بمنطقة الذراع اليمنى وإصابة في الفم.
وروى أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، ما وصفها بـ”وقائع الاعتداء على الفنانة ميرهان حسين من بعض ضباط شرطة قسم الهرم”، لافتا إلى أنها سردت له تفاصيل ما تعرضت له من ضرب وإهانة، بجانب بعض المشاهد التي رآها بعينه عقب زيارته لها داخل القسم، والتي كان أبرزها خروج الفنانة من الحجز مبلولة، وعندما سألها عن سبب ذلك، أخبرته أن “الضابط أدخلها حمام الحجز ثم ألقى عليها جردل بول”، حسب قوله.
الاعتداء على الأطباء
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية أكثر من اعتداء على الأطباء؛ كان أبرزها الاعتداء على أطباء المطرية وسحل الأطباء؛ لرفضهم كابة تقرير مزور، وآخرها اليوم الأربعاء؛ حيث سجل مستشفى الأميري الجامعي في الإسكندرية واقعة تعد جديدة لأمين شرطة بإدارة الترحيلات، يدعى “هاني. م”، على طبيب بقسم الطوارئ والاستقبال، يدعى “محمد طارق”، وتسبب في كسر ذراعه اليسرى، وخلع في إصبعه، وذلك بعد أن حاول الطبيب الدفاع عن طبيبة زميلته، بعد رفع أمين الشرطة السلاح في وجهها.
تعذيب الأجانب وقتلهم
تناولت الصحف الإيطالية مقتل الطالب جوليو ريجيني، الذي وجدت جثته وعليها آثار تعذيب ملقاة بمدينة أكتوبر في مصر، عقب اختفائه يوم 25 يناير الماضي بمنطقة وسط البلد.
وأشارت أصابع الاتهام إلى تورط الشرطة في قتل الطالب في ظل وجود أدلة تشير إلى ذلك وآثار تعذيب قوية على جثته.
و”ريجيني” هو طالب إيطالي في جامعة كمبريدج يبلغ من العمر 28 عامًا، ويقيم في القاهرة للدراسة وتحضير رسالة دكتوراه عن الأوضاع الاقتصادية بالقاهرة، إلى جانب ذلك يداوم على إرسال تقارير صحفية يتم نشرها في صحيفة “المانيفستو” الإيطالية، لكنه حرص دائمًا على الكتابة باسم مستعار هربًا من أية ملاحقات أمنية.
وأوضح سيمون بريني، المسؤول عن القسم الخارجي بالصحفية، كاشفًا عن تفاصيل تخص “ريجيني”، قائلًا: سيتم نشر أعماله السابقة بالصحيفة اليوم “الجمعة”، بما في ذلك قطعة مكتوبة قبل وقت قصير من وفاته، ومن الطبيعي أن يعلم القراء أن “ريجيني” كان يكتب باسم مستعار خوفًا من الملاحقات الأمنية بالقاهرة.
الاعتداء على المحامين
اعتدى نائب مأمور على محام بعدما بدأت مشاجرة بينهما بمشادة كلامية بين عماد فهمي، المحامي بالنقض وبين الرائد “أ.ع”، نائب مأمور مركز شرطة فارسكور في دمياط، أثناء نوبتجية الأخير، وتدخل أحد الضباط لدى المحامي للاعتذار لنائب المأمور الذي دخل مكتبه غاضبًا، وعندما دخل المحامي لتقديم الاعتذار قال للضابط: “أنا مبعرفش أنام وحد زعلان مني”، خلع المأمور حذاءه من قدمه وألقاه في وجه المحامي قائلًا: “انتو ما بتجوش غير بضرب الجزم”.
بعد ذلك نُقل المحامي إلى مستشفى فارسكور المركزي؛ حيث تم علاج الجرح القطعي الذي استلزم عمل 4 غرز.
ضابط يعتدي على نائب برلماني
أصدر النائب محمد عبد الغني، عضو مجلس النواب، بيانا اتهم فيه أمن المطار بالاعتداء عليه لفظيا، واختطاف كارنية العضوية الخاص به، بعد اعتراضه على ما جرى معه بالمطار.
وروى النائب تفاصيل ما حدث معه في بيان قال فيه: “إنه أثناء تواجده لاستقبال ابنته العائدة من رحلة مدرسية من إسبانيا، فجر السبت، وعند وصوله لحدود الدائرة الجمركية أوضح رجال الشرطة أن هذا الخط هو آخر نقطة مسموح بدخولها، وعدم إمكانية تجاوز هذا الخط دون تصريح، وهو ما استجبت له على الفور، ولكن وجَّهت نظرهم لتجاوز عدد من الأفراد إلى هذا الخط، وعدم تطبيق القاعدة على الجميع”.
وتابع النائب: كانت النتيجة تعدَّى أحد أفراد الأمن بالقول عليَّ، طالبا مني بشكل غير مقبول أن أغلق فمي، لكن الأفراد الآخرين تولوا إبعاده.
وأضاف النائب: “بعد وصول ابنتي وعند باب الخروج وبعيدا تماما عن الدائرة الجمركية، توجهت للضابط المسؤول لطلب توجيه الأمين الذي تعدى عليَّ بالقول بحسن معاملة الجمهور، إلا أنني فوجئت باستمرار هذا الأمين في رفع صوته، والاعتداء اللفظي بل وانضمام الضابط إليه في نفس الاتجاه الذي لا يصون كرامة المواطن، فاعترضت على هذا الأسلوب غير المقبول”.
قتل سائق
قام رقيب من قوة شرطة النقل والمواصلات، بصحبة أحد معارفه، بشراء بضائع من محيط مديرية الأمن وأوقف السائق وركب سيارته، وحدثت مشادة كلامية أثناء تحميل تلك البضائع بسيارة ماركة سوزوكي يقودها “محمد عادل إسماعيل” الشهير بـ”دربكة”، قام على إثرها رقيب الشرطة بإخراج سلاح ناري “عهدته” لفض الاشتباك، إلا أن طلقة خرجت منه بالخطأ واستقرت في رأس السائق.
تجمع الأهالي للنيل من رقيب الشرطة وتعدوا عليه بالضرب، إلا أنه تمكن من الإفلات، وتجمهر الأهالي أمام مديرية أمن القاهرة، معبرين عن غضبهم من الحادث بهتافات ضد “الداخلية”، منتظرين حق سائق “السيارة الأجرة”.
الاعتداء على سيدة مسنة
تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” فيديو يوضح اعتداء أفراد شرطة على سيدة في شارع الجراج بمنطقة حدائق القبة.
ويظهر الفيديو أفراد الشرطة بزى مدني يلقون القبض على سيدة، وأحدهم “يمسكها من شعرها”.