أعلن وزراء الداخلية العرب، اليوم الأربعاء، جماعة “حزب الله” اللبنانية، جماعة إرهابية واتهموها بزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، بينما تحفظ العراق على ذلك، كما انضمت دول مجلس التعاون الخليجي إلى القرار، بينما تحفظ لبنان، وانسحب ممثل العراق.
وأصدر المشاركون في الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، بيان تونس لمكافحة الإرهاب؛ وذلك في اختتام أعمال الدورة التي استضافتها تونس اليوم، تحت رعاية الرئيس التونسي محمد الباجي قائد السبسي.
وأفاد بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، بأن المشاركين سيناقشون أيضًا تشكيل لجنة أمنية عربية عليا، ومشروع الاتفاقية العربية لتنظيم أوضاع اللاجئين في الدول الأعضاء، وسيعمل الوزراء المجتمعون على وضع معايير إدراج الكيانات والأفراد على القائمة العربية السوداء لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية، التي تصدرها الأمانة العامة للمجلس.
الأزمة العربية مع حزب الله
وبدأت الأزمة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، مع جماعة حزب الله المتحصنة في جنوب لبنان، بعدما أعلن الحزب بشكل رسمي قتاله بجانب النظام السوري ضد المعارضة، ووقوفه مع ميليشيا الحوثيين ضد الثورة اليمنية، كما أن وقوفه ضد انتخاب رئيس لبناني حر لا يخضع للنفوذ السوري الإيراني، أزم الوضع بشكل كبير.
تطور الأزمة
(1) في 16 فبراير 2015 فاجأ حسن نصر الله الأمين العام لتنظيم “حزب الله”، مناصريه وخصومه خلال خطاب بذكرى قتلى الحزب القادة، وأقر بالحضور المتواضع لحزبه في العراق، القتال ضد “تنظيم الدولة”، مبررًا عدم الحديث في الموضوع سابقًا بالحساسيات الموجودة في العراق، وجاءت هذه التصريحات بعدما أعلن مشاركته في المعارك في سوريا بالقرب من الحدود مع لبنان، حيث كان مبرر التدخل منع انتقال النار من سوريا إلى لبنان، وحماية مقام السيدة زينب في دمشق.
(2) في 17 فبراير 2016 اتهم الأمين العام لجماعة حزب الله اللبناني حسن نصر الله، السعودية بتسليم اليمن إلى “تنظيم الدولة”، وادعى أن المملكة تتآمر مع تركيا و”إسرائيل” لمساعدة “الجماعات الإرهابية التابعة لهم” في سوريا، وذلك في خطاب له نقله موقع تليفزيون “المنار” التابع للحزب.
(3) في 27 فبراير 2016 كشف مصدر دبلوماسي في الرياض أن “حزب الله” نجح في تهريب كميات من صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع إلى الحوثيين في اليمن عبر البحر في الشهر الماضي، ولكن طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية استطاعت أن تكتشف المخابئ التي نقلت إليها بالقرب من العاصمة اليمنية، فقامت بغارات عنيفة عليها لتدميرها.
(4) في 3 يناير 2016 أدان وزراء جامعة الدول العربية، الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وتحفظ وزير الخارجية اللبناني على القرار، الذي أثار بالطبع دول الخليج ضد لبنان، وضد حزب الله الذي اتهموه بالسيطرة على الدولة اللبنانية، ورفض لبنان، الربط بين حزب الله اللبناني والإرهاب، وذلك في سياق تعليق وزير خارجيته جبران باسيل، على القرار المتضامن مع السعودية ضد الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية.
الرد العربي
(1) في 19 فبراير 2016 أعلنت السلطات السعودية أنها قررت قطع مساعدات بمليارات الدولارات عن لبنان بسبب مواقف “حزب الله”، مؤكدة في الوقت نفسه وقوفها بجانب الشعب اللبناني.
(2) قرر مجلس التعاون الخليجي في 2 مارس 2016 تصنيف حزب الله وقادته والتنظيمات التابعة له كـ”منظمة إرهابية” في عموم دول المجلس، وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني: “إن حزب الله جنّد شباب دول الخليج للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب المتفجرات وإثارة الفتن”.
وأضاف البيان أن “دول مجلس التعاون تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، والأعمال الاٍرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سورية واليمن والعراق، تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديدًا للأمن القومي العربي”.
(3) أقر مجلس وزراء الداخلية العرب في 2 مارس 2016 بعد التصويت، اعتبار “حزب الله” تنظيمًا إرهابيًا، وسط تحفظ لبنان، وانسحاب ممثل العراق الذي تحفظ على بعض فقرات البيان الختامي، من بينها تحميل العراق مسؤولية اختطاف قطريين.