صرح قيادي بارز في حلف الشمال الأطلسي، بأن النظامين السوري وروسيا يستخدمان أزمة الهجرة بشكل متعمد كاستراتيجية عدائية ضد أوروبا.
يقول الجنرال الأميركي جين فيليب بريدلوف إن “النظامين السوري وروسيا يستخدمان الهجرة “كسلاح” لزعزعة استقرار وإضعاف القارة الأوروبية”، مشيرا إلى أن المجرمين والمتطرفين والمسلحين يختبئون في صفوف اللاجئين.
ويستمر اللاجئون في التكدس داخل اليونان بعدما توقفت مقدونيا عن السماح إلا لعدد ضئيل جدا منهم بالدخول إلى أراضيها، فقد سمحت اليوم الأربعاء، لحوالي مئتي سوري وعراقي بالعبور، بينما لا يزال الآلاف عالقين على الجانب اليوناني من الحدود.
وتشير الأرقام الجديدة إلى أن المهاجرين البالغ عددهم مليون مهاجر وصلوا عبر البحر، العام الماضي وسوف يتم استيعابهم قبل نهاية العام، وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن “ما يقرب من ١٢٩٥٠٠ مهاجر قد وصلوا عبر البحر حتى الآن منذ بداية عام ٢٠١٦، بالإضافة إلى ١٥٤٥ وصلوا برا، وقالت أيضًا إن ٤١٨ شخصًا بين غرقى ومفقودين”.
وقد تبنت المفوضية الأوروبية حاليًا خططًا لإنفاق سبعمئة مليون يورو “أي ما يعادل ٧٦٠ مليون دولار” من صندوق تمويل العمليات الإنسانية الطارئة بين العامين ٢٠١٦م و٢٠١٨م، للمساعدة في حل الأزمة، وفق ما قاله مفوض المساعدات الإنسانية كريستوس ستليانيديس.
وقد تسببت الأزمة في تصاعد التوتر في أوروبا، حيث تحاول اليونان جاهدة التعاطي مع تدفق اللاجئين، بينما تنتقد المفوضة الأوروبية مقدونيا لاستخدامها الغاز المسيل للدموع في تفريق المهاجرين صباح الإثنين الماضي، حيث قالت المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارجاريتيس شيناس إن “المشاهد التي رأيناها لا تعبر عن فكرنا في إدارة الأزمة”.
وفي مخيم اللاجئين في كاليه بفرنسا، لا تزال عمليات الهدم مستمرة في الجزء الغربي من المخيم، في ما أسمته الحكومة عملية إنسانية، لكنّ متابعين يقولون إن ما سينتج عنها هو بقاء المهاجرين اليائسين بلا مأوى خلال أشهر الشتاء.
وصرحت متطوعة بإحدى منظمات الإغاثة للـ”بي بي سي” بأن “الأطفال تعرضوا للخطر داخل المخيم”، مضيفة أنها قد تحدثت إلى الأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب والذين كانوا يعملون بالجنس.
“على الطريق”
وفي ذات السياق، أخبر جين بريدلوف الذي يترأس القيادة الأميركية الأوروبية، بالإضافة إلى كونه القائد الأعلى الموحد لقوات أوروبا في حلف الناتو، لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أن الأزمة تتيح لروسيا استخدام وسائل غير عسكرية لإحداث انقسامات داخل حلف الناتو وأوروبا.
ويقول جين بريدلاف إن “روسيا وبشار الأسد كانا يستخدمان الهجرة بشكل متعمد كسلاح في محاولة لإغراق أوروبا باللاجئين وكسر عزيمة الأوروبيين”، وقد ألمح إلى استخدام البراميل المتفجرة ضد المدنيين في سوريا، ويقول بريدلاف إن “الهدف الوحيد من هذه الهجمات العشوائية هو إرهاب المواطنين السوريين، وإخراجهم إلى الطرق من أجل خلق مشاكل للدول الأخرى”.
وقد طالبت اليونان المفوضية الأوروبية بحوالي ٥٠٠ مليون يورو كمساعدة لرعاية مئة ألف من طالبي اللجوء، وتقول المتحدثة الرسمية باسم الحكومة اليونانية أولجا جيروفاسيلي: “نحن لا نستطيع تحمل عبء أفواج المهاجرين القادمة إلينا”.
وبالرغم من التزامات بإعادة توطين ٦٦٤٠٠ لاجئ من الموجودين في اليونان فإن دول الاتحاد الأوروبي قد تعهدت بألف وخمسمئة وتسعة وثلاثين مكانا فقط، وتم إعادة توطين ٣٢٥ شخصا فقط، حسب ما نقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم وكالة اللاجئين التابعة للاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يذهب دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، في زيارة إلى كرواتيا ومقدونيا، قبل التوجه إلى محادثات في اليونان وتركيا، قبل انعقاد قمة خاصة للاتحاد الأوروبي الإثنين المقبل.