انتقد نشطاء حقوقيون، السفير البريطاني بالقاهرة؛ بعد تغريدة له يستطلع فيها آراء مستخدمي موقع “تويتر” حول جدول أعماله، ولم يدرج حقوق الإنسان بين الاختيارات الأربعة التي طرحها.
وسأل السفير جون كاسون، عن ما إذا كان يجب أن تكون السياحة أم العملة أم الإرهاب أم الإصلاح السياسي على رأس جدول أعماله قبل زيارة أعضاء البرلمان البريطاني الخمسة إلى القاهرة يوم الإثنين.
يأتي هذا بعد أسابيع من تعذيب وقتل طالب الدكتوراه بجامعة كامبريدج، جوليو ريجيني، المواطن الإيطالي ذي الثمانية وعشرين عامًا، الذي كان يقوم بأبحاث حول الاتحادات التجارية، وهو موضوع حساس. ويعتقد معظم الخبراء أن جريمة قتل الطالب الإيطالي تحمل كل بصمات الخدمة السرية سيئة السمعة في مصر، والتي اتهمت باحتجاز وقتل المئات من المعارضين.
وقال مصدر مطلع داخل وزارة الخارجية الإيطالية، إنه كان هناك استياء داخل الأوساط الدبلوماسية الإيطالية من أن بريطانيا لم تلعب دورًا أقوى في قضية ريجيني؛ حيث إنه كان مقيمًا بالمملكة المتحدة لعشر سنوات وكان يتابع رسالة الدكتوراه في جامعة كامبريدج عندما قتل. وقد تم إرسال المبعوث التجاري البريطاني في مصر جيفري دونالدسون، إلى القاهرة بعد أيام من العثور على جثة ريجيني ملقاة داخل حفرة على الطريق الصحراوي. وخلال زيارته صرح المبعوث البريطاني بأنه توجد في مصر “فرصة حقيقية للشركات البريطانية”.
وقد قام نشطاء حقوقيون ومدافعون عن حرية الصحافة بالرد فورًا على تغريدة كاسون، وطالبوا السفير بوضع قضية مقتل ريجيني على رأس جدول أعماله.
فقامت تمارا كوفمان ويتس، مديرة أبحاث الشرق الأوسط بمركز أبحاث بروكنجز، بالرد على تغريدة السفير على موقع “تويتر”، معبرة عن قلقها حول مقتل ريجيني.
كما أثار آخرون قضايا حرية الصحافة، واعتقال الصحفيين والمعتقلين السياسيين الآخرين، ومعاناة المصور الصحفي المصري المعروف باسم شوكان، الذي تم احتجازه دون تهمة لما يقرب من ثلاث سنوات. قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” المدافعة عن الصحفيين المعتقلين، في خطاب أرسلته مؤخرًا إلى السيسي، إن وضع الصحفيين أصبح “غير مقبول”، وطالبت بالإفراج عن 32 صحفيًا على الأقل من المحتجزين أو من تم إصدار أحكام ضدهم.
وطالبت المديرة الأوروبية لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”، لوت ليخت، كاسون بإثارة موضوع قمع المجتمع المدني، والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وتحميل الحكومة مسؤولية عمليات القتل.
ويعمل “كاسون” كسفير في مصر منذ عام 2014، وكان وزيرًا للسكرتير الخاص بديفيد كاميرون للشؤون الخارجية من 2010 إلى 2014، كما عمل سابقًا كنائب للسفير البريطاني في الأردن، ووفقًا لسيرته الذاتية، فقد عمل أيضًا كباحث مساعد بجامعة كامبردج قبل التحاقه بالحكومة.
وعلى موقع “فيس بوك”، كان السفير يدعم السياحة المصرية بنشاط. وقد حضر “كاسون” مؤتمرًا، الشهر الماضي، عبر فيه عن رغبته في إعادة الرحلات الجوية من بريطانيا إلى شرم الشيخ للعمل. وقد تم تعليق الرحلات من وإلى شرم الشيخ في نوفمبر الماضي بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية.
ولم ترد السفارة البريطانية في مصر على أسئلة بشأن هوية أعضاء البرلمان الذين سيزورون مصر، وعما إذا كان مقتل ريجيني سيتم الحديث عنه في اجتماعاتهم مع المسؤولين المصريين.