حكى نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون وتاريخه بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، عن عدة مواقف حدثت له أثناء إجراء الامتحانات الشفوية لطلاب الدراسات العليا، والتي كان من المقرر أن يمتحن أمامه عدد من الطلاب؛ إذ إن عددًا من الشخصيات أرادوا التوسط لأقربائهم عنده لضمان نجاحهم.
تلك الواقعة تضمنت أربع مواقف حكاها “فرحات” -عبر منشور له على “فيس بوك”- وسجل ما يزيد على أربعة آلاف مشاركة، وأكثر من 10 آلاف إعجاب.
وبدأ “فرحات” بقص الواقعة قائلًا: “ذهبت إلى مكتبي بالكلية مبكرًا ساعتين قضيتهما كالتالي: زارني فلان الأستاذ بكلية أخرى والمرشح السابق بمجلس الشعب، دون سابق تعارف. قال: ابنتي ستمتحن أمامكم اليوم وأنا أستصرخ حق الزمالة، قلت إن احسنت ابنتك ستنجح وإن أساءت سترسب، صمت وانصرف بعد شرب القهوة. وهو على الباب التفت إلى وقال: على فكرة: اسمها كذا”.
وذكر واقعة أخرى، حدثت بعدها؛ إذ دخل شاب وعظم له تعظيمًا عسكريًا، وعرف نفسه بأنه نقيب شرطة، وأن زوجته ستمتحن أمامه وأنه يطمع في كرمه، فرد فرحات: “إن أحسنت ستنجح وإن أساءت سترسب”، مضيفًا أن الإجابة لم تقنعه؛ إذ قال له: “هل نتفق على كلمة سر تقولها لسيادتكم”، فرد “فرحات”: “إذن فقد حكمت عليها بالرسوب، المقابلة انتهت”، مشيرًا إلى أنه انصرف وهو غير مصدق، ومع ذلك أصر أن يصحبها إلى حجرة الامتحان ليريه نفسه.
وحكى “فرحات” موقفًا ثالثًا حدث معه بعد ربع ساعة مع رائد شرطة آخر، وقد طلب الطلب نفسه، فرد عليه بالإجابة نفسها، وبرد الفعل نفسه.
وأكمل “فرحات” موقفه الرابع قائلًا: “بدأ الامتحان، كل الطلاب مرتعشون خائفون مرتعدون، أخذت أهدئ من روعهم وأنتزع منهم الابتسام، ولكن القدرة على التفكير وعلى الإحاطة بأبسط المعلومات تكاد تكون منعدمة، دخل طالب أنيق المظهر قال لي: لقد أجريت عملية جراحية في عيني ولم أستطع المذاكرة طوال العام، سألته: اعط نفسك سؤالًا وأجب عنه. قال: لا أعرف ما هو محتوى المنهج أصلًا. قلت: لماذا أتيت إذن، قال: طمعًا في كرمك، قلت في نفسي لم يقتصر التسول على عمال النظافة”.
وعلق على ما سبق، بقوله: “مجتمع يؤمن تمامًا إلى حد اليقين بأحقيته في الحصول على ما لا يستحق .يا إلهي: إلى أين المفر؟”.