شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رجل عسكري .. لدولة مدنية؟؟

رجل عسكري .. لدولة مدنية؟؟
فمنذ زيارات السيسي الكثيرة إلى الخارج، والتي بدأت بزيارة إيطاليا وفرنسا، وغيرها من الدول التي استقبلته، أو تلك التي خاف أن يزورها خشية الاعتقال، لم يفهم أحد ما عاد على الوطن والمواطن من تلك الزيارات؟؟

لم يهتم قطاع عريض من المصريين بزيارة السسيسي إلى اليابان وكوريا الجنوبية وكازاحستان، وحق لهم ألا يهتموا!

فمنذ زيارات السيسي الكثيرة إلى الخارج، والتي بدأت بزيارة إيطاليا وفرنسا، وغيرها من الدول التي استقبلته، أو تلك التي خاف أن يزورها خشية الاعتقال، لم يفهم أحد ما عاد على الوطن والمواطن من تلك الزيارات؟؟

على العكس، ما أصبح واضحا للجميع، حتى للمواطن البسيط غير المهتم سياسيا، أننا نفقد علاقاتنا بدول العالم واحدة تلو الأخرى. بدء بسقوط الطائرة الروسية، وإجلاء روسيا وبريطانيا لرعاياهما من مصر، وهما الدولتان المصدرتان لأكبر عدد من السائحين لمصر، وانهيار قطاع السياحة الخارجية بالكامل، وليس انتهاء بمقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني!

سبب آخر لعدم اهتمام المصريين بزيارة السيسي هو أن الرأي العام كان منشغلا بقضايا داخلية مثيرة، أهمهما مسلسل الإطاحة بعكاشة الذي يصف نفسه بـ “مفجر ثورة 30 يونيو”.

وحسبما نقلت صحيفة العربي الجديد، فإن عباس كامل مدير مكتب السيسي هو من أشرف بنفسه على مسلسل الإطاحة بعكاشة، وأن السيسي طلب أن يتم ذلك بعيدا عنه، وأثناء تواجده خارج مصر، ردا على تجاوز عكاشة لعدة خطوط حمراء، أولها مطالبته بانتخابات رئاسية مبكرة، وانتهاء بإفشائه بعض أسرار العلاقة بين الكيان الصهيوني وانقلاب 3 يوليو.

***

كانت زيارة السيسي الأخيرة مليئة بالمواقف الطريفة. فالزيارة لم تخلو كالعادة من عدة صور فكاهية للسيسي، بالإضافة إلى زي فكاهي هذه المرة.

في اليابان؛ واجه السيسي عدة مواقف محرجة أبرزها، عندما رفض الإمبراطور الياباني لقاء السيسي بحجة إصابته بانفلوانزا، وكذلك رفض رئيس البرلمان الياباني مصافحة السيسي، قبل إلقائه كلمته.

لكن الموقف اللافت حدث للسيسي في كوريا، حين أجرى السيسي مقابلة مع التلفزيون الكوري. رفض السيسي في هذا الحديث وصفه بالدبلوماسي، باحتقار وفوقية واضحة، قائلا بفخر يتناسب مع حالة البارانويا التي يعيشها: أنا رجل عسكري، “مش دبلوماسي”!

لسوء الحظ فإن هذه الجملة أتت في نهاية الحوار، ولم نسمع رد المذيعة الكورية على هذه الجملة! ولو قدر لها أن تتحدث لقالت أن الحكم العسكري لم يجلب على كوريا الجنوبية إلا الويلات، وأنها لم تعرف طريق النهضة والرخاء إلا بعد أن ودعت عصر الانقلابات العسكرية الغابر منذ عقود طويلة.

كوريا الآن من الدول المترسخة ديمقراطيا، فرأينا نتيجة ذلك طفرة صناعية في العشرين سنة الأخيرة، تمثلت في كبريات الشركات الصناعية التي تغزو العالم، وعلى رأسها سامسونج و LG ، ودايو، وهيونداي، و KIA، وغيرها.

***

لقد انتقلنا من مرحلة “علم اليقين”، بالوصول إلى حقائق الأمور بالإيمان بها وبشواهدها العقلية والنقلية من الشريعة، إلى مرحلة “عين اليقين” التي نرى فيها حقائق الأمور رأي العين. وكلا النوعين مذكورين ببلاغة في سورة التكاثر.

كنا نقول بعلم اليقين أن السيسي قام بانقلاب عسكري، وكانوا يقولون أن ما تم كان ثورة شعبية.

كنا نقول بعلم اليقين أن ما يجري انتقال لحكم العسكر، وكان السيسي يقسم بالله أنه “لا والله ما حكم عسكر” وأنهم ليس لهم مطمع، وحتشوفوا!

كنا نقول بعلم اليقين أن الانقلاب سيجلب على مصر الخراب، وكانوا يقولون أن مليارات الخليج ستغدق على الشعب المصري!

كنا نقول بعلم اليقين أن قناة السويس الجديدة ليست إلا تفريعة لا طائل منها في ظل انكماش الاقتصاد العالمي، وقالوا أنها ستجلب على مصر مئات المليارات من الدولارات!!

كنا نقول بعلم اليقين أن باب الديمقراطية أغلق، وكانوا يقولون ميدان التحرير موجود، وإذا لم يعجبهم السيسي فالميدان موجود!

كنا نقول بعلم اليقين أن عكاشة صهيوني، و كانوا يقولون أنه يحارب مخططات الإخوان الماسونية، ثم رأوا بعين اليقين عكاشة وهو يستقبل السفير الصهيوني في بيته!

ماذا كانت النتيجة بعد عامين من الانقلاب؟؟

ظهر للجميع بعين اليقين وليس فقط بعلم اليقين حقيقة ما جري! رأوا بعين اليقين السيسي يقول أن بين المصريين وبين الديمقراطية 25 سنة، وأن عليهم أن يسمعوا كلامه هو فقط!

رأوا بعين اليقين انخفاض عائدات قناة السويس، وتراجع إيرادات السياحة، وارتفاع سعر الدولار، ورفع أسعار الوقود والسلع الغذائية، ونقص السلع التموينية…إلخ.

رأوا بعين اليقين السيسي يصف نفسه بأنه “رجل عسكري مش دبلوماسي”، بعد أن دافع عنه المنتفعون، وبعض المغفلين، ممن قالوا أنه لن يترشح للرئاسة، وانتظروا من رجل عسكري أن يؤسس لدولة مدنية!!

***

دفعت مصر ثمنا غاليا خلال العامين الماضيين، تأكد الجميع خلالها أننا نعيش حكما عسكريا مستبدا، لا يخجل من إعلان ذلك والتصريح به. حكم عسكري أغلق جميع منافذ الحريات، ووصل بالمسار السياسي إلى طريق مسدود، وجعل الاقتصاد ينهار بشكل لا يجادل فيه أحد في مصر أو خارجها! رأى الجميع ذلك عين اليقين، ولعل هذا من بشريات قرب انتهاء هذه المرحلة من مراحل الصراع!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023