بعكس الترحيب الواسع لإقالة المستشار أحمد الزند وزير العدل، من قبل نشطاء على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، برزت ردود فعل مستنكرة لقرار إقالته من قبل سياسيين وإعلاميين محسوبين على السلطة، معتبرين أن إقالة الزند هو انتصار لجماعة الإخوان المسلمين على حساب معسكر 30 يونيو.
وحاول نادي القضاة المصري التمسك بالمستشار أحمد الزند بإبقائه في منصبه على أساس أن تصريحاته بشأن الرسول مجرد زلة لسان، إلا أنه النادي لم يكن بمعزل عن الأبواق الإعلامية وغيرها المعتاد تهليلها والتي عرفوا بـ”المطبلاطية” حيث لم يكفوا عن إلصاق أي تهم للإخوان.
وكان رئيس مجلس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، قد أقال مساء أمس الأحد وزير العدل، المستشار أحمد الزند، من منصبه، على خلفية تصريحه المسيء للرسول -صلى الله عليه وسلم- والذي قال فيه “إنشالله يكون النبي صلى الله عليه وسلم.. المخطئ أيًا كانت صفته سيحاسب”.
الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، كان أول من تحدثوا باستنكار عن إقالة المستشار أحمد الزند وزير العدل من منصبه.
وكتب “شاهين”، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مساء أمس الأحد: “أقولها بصدق.. إقالة المستشار الزند انتصار للإخوان وليس للإسلام”.
واعتبر الصحفي والإعلامي خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، قرار المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء بإعفاء المستشار أحمد الزند وزير العدل من منصبه، انتصارًا للإخوان بمعركة الدين منها براء.
وقال خالد صلاح عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “اللي حصل مع الزند مخيف، إحنا بنسيب الناس في زلة لسان، أسجل فزعي من هذا القرار، شريف إسماعيل انتصر للإخوان في معركة الدين بريء منها”.
ورأى الإعلامي وائل الإبراشي، خلال برنامجه “العاشرة مساءً”، المُذاع على قناة “دريم ٢”، أن “إقالة المستشار أحمد الزند تؤكد لنا أن كتلة ٣٠ يونيو تتآكل، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة صدامات كبيرة بين رموزها”.
وأشار الإبراشي إلى أنه بمجرد الانتهاء من محاربة جماعة الإخوان المسلمين، بدأت الحرب بين رموز الدولة التي ساهمت في الإطاحة بالإخوان، والتي كان المستشار أحمد الزند أبرز من وقف في وجه الإخوان، وفق قوله.
وتابع: “الزند وضع المسمار الأول في نعش نظام الإخوان المسلمين بمحافظته على استقلال القضاء، وكان يواجه الإخوان أثناء فترة حكمهم دون خوف”.
كما وصف الإعلامي أحمد موسى، قرار إقالة المستشار أحمد الزند، من منصبه كوزير للعدل، بـ”الخطأ الكبير”، مؤكدًا أن السيسي أخطأ بقبوله إقالة الزند من منصبه.
وأكد موسى، خلال برنامجه “على مسؤوليتي”، المذاع عبر فضائية “صدى البلد”، أن الزند يملك مواقف وطنية كثيرة، تغفر له خطأه، موضحًا أن هناك العديد ممن أخطأوا، ولم يحاسبوا حتى الآن.
وأضاف موسى، “اليوم يوم حزين على العدالة المصرية”، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيكون سببا في فرح الإرهاب والخونة والطابور الخامس، وفق قوله.
واختتم حديثه مستنكرًا “لا أرى دولة في العالم تدار من الفيس بوك، وتتحرك عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وعلق المستشار رفعت السيد، رئيس محكمة الاستئناف الأسبق على إقالة الزند، بقوله “مبروك لجماعة الإخوان نجاحها في إزاحة أسد قضاة مصر من منصبه”.
وأضاف “إمام”، في مداخلة هاتفية لبرنامج “هنا العاصمة”، المذاع عبر “سي بي سي”، الأحد، أن جماعة الإخوان نجحت في الحشد لإزاحة أكبر عدو لهم من منصبه، والتصيد له.
وأوضح أن وزير العدل المقال، لم يخطئ كي يعاقب بالإقالة، مؤكدًا أن “الزند” اعتذر عن زلة اللسان في وقتها، وأن هذا القرار جائر على حقه.