شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ياشباب الإسلاميين الأحرار.. اطلبوا الإمارة يرحمكم الله

ياشباب الإسلاميين الأحرار.. اطلبوا الإمارة يرحمكم الله
عانت الحركة الإسلامية من حزمة من الأدبيات على مدار عقدها الأخير أثقلتها عن الحراك والفعل بشكل مزرى أثر فى أدائتها وممارستها فى البيئة المحيطة والحياة . وأخذت هذه الأدبيات شكلا من القداسة والهالة وسط فراغ منظومة القيادة من

عانت الحركة الإسلامية من حزمة من الأدبيات على مدار عقدها الأخير أثقلتها عن الحراك والفعل بشكل مزرى أثر فى أدائتها وممارستها فى البيئة المحيطة والحياة . وأخذت هذه الأدبيات شكلا من القداسة والهالة وسط فراغ منظومة القيادة من الكاريزما والإلهام.

تربينا طوال حياتنا أن طلب الإمارة جريمة منكرة ، وطلب تقدم الصفوف وتصدرها هو طلب منزلة فى نفوس الخلق، ولا يجرؤ أحد أن يطلب هذا إلا واُتهم بالرياء وضعفه التربوى وطلب الدنيا !

فنحرنا أنفسنا بأيدينا ، ففى الوقت الذى تمتلىء صفوف الحركة الإسلامية بالألاف من القيادات المؤهلة ولكنها تغرق فى ماكينات التنظيمات والتشغيل ، وهؤلاء الألوف لا يجرؤون البته أن يطلبوا موقع قيادى ، وعليهم فقط أن يعرضوا أنفسهم على استحياء واستجداء لمسئوليهم أملا أن يقدموهم ، وهو الأمر الذي لم يحدث أبدا ولن يحدث ! 

وظل هؤلاء فى معاناة الرجل المناسب فى المكان الغير مناسب ، يعانون ويواجهون جبلتهم وطباعهم ويضعونها فى غير موضعها ، حتى ماتت فى معظمهم تلك الطبائع والمواهب والقدرات شيئا فشيئا . 

ودُعمت تلك الأدبيات بتربية روحية جعلتنا حفنة من الدراويش والصوفية ، تجدنا جميعا تربينا على أن نكون صاحب النقب الذي نقب السور فى تلك الغزوة ولم يعرفه أحد ، فصرنا جميعا أصحاب نقب وفرغت خيمة الإمارة من رجالاتها بعدما تركها المؤهلون وذهبوا للسور ينقبون ! 

لن أتحدث عن التأصيل الشرعى والفقهى والتاريخى لهذا الأمر ، ولن أذكر مواقف الستة المرشحين بعد عمر ، وموقفهم وهم كبار الصحابة ، ولن أذكر كلمات ابن القيم وابن تيمية وغيرهما من كبار الأئمة فى هذا الصدد ، ولن أذكر أن هذه الفكرة هى نتاج تفكير رجعى وغير عملى لهذا الدين ودأبه وسعيه فى الحياة وتعامله مع النفس الإنسانية ومطالب النفوس الكبيرة ذات الهمم العالية ، والذين لا يتقنون الا التخطيط والقيادة وتوجيه الناس من قمرة القيادة وهذا طبعهم وشأنهم . 

ولكنى سأذكر أمرا واحدا وهو أكثر ما يثير حفيظتى ، وهو أن طلب التصدر فى هذه المرحلة العمرية من الحركة الاسلامية مغرما بكل ما فيها وليس لها من المغنم أي شيء ، إن الذي يطلب التصدر والامارة الأن شأنه شأن المحاربين فى المعركة لن يكون له بالسبق إلا التنكيل والقتل. فيجب أن يكون له تمثالا وينظر له بعين الأمتنان والعجاب وليست عين الإتهام والريبة !

وفى الوقت نفسه امتلئت صفوف القيادة بأناس غير مؤهلين وأثبتوا الإخفاق فى كل موطن وورثوا الحركة الإسلامية إرثا ومتاعا ، فك الله أسر الأسير منهم ، وأخذ الله الضال منهم .

أنادى شباب الإسلاميين الأحرار منهم فقط أن يتحرروا من تلك الأدبيات والمفاهيم ، وينتزعوا الإمارة انتزاعا من هؤلاء الذين ملئوا الدنيا فشلا واخفاقا ، اطلبوا الإمارة بل واستمتيوا عليها ، وتصدروا الصفوف رغم كل الأنوف ، وانتزعوا راية القيادة طوعا أو كرها . فوالله لن يصلح هذا الأمر إلا أن يُوسد أهله ويرحل العجائز بالورود والشكر أو بالعصا والزجر إن رفضوا وأبوا. 

علينا أولا أن نتحرر من أعباء الماضي وإرثه الثقيل ، ونتحرر منه بكل قيمه وتصوراته ومفاهيمه وشخوصه كذلك ، نأخذ منه الصالح وندع الطالح ، ثم بعدها سنكون جديرين بحق أن ندعوا الناس إلى ثورة الحرية …



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023