يروى الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق عبد الناصر سلامة قصة الجاسوس “الإسرائيلي” إلياهو بن شاؤول كوهين، الذي عاش في سوريا باسم كامل أمين ثابت، وأكد أنه كلما تذكر قصة هذا الرجل الذي كان يمكنه الوصول لرئاسة سوريا، أيقن إلى أي مدى كان ولا يزال عالمنا العربي مخترقًا، إلى الحد الذي قد يصبح فيه رئيس هذه الدولة “إسرائيليًا”.
وقال سلامة -في مقال منشور بصحيفة “المصري اليوم”، تحت عنوان “إيلي كوهين سوريا”-: “أتذكر قصة إيلى كوهين أيضًا، كلما رأيت محاولات تقارب عربية رسمية مع إسرائيل، دون الأخذ في الاعتبار أن محاولات الاختراق الإسرائيلية، للعالم العربي، وبصفة خاصة للمناصب القيادية لم تتوقف أبدا، وهي تُنفق في سبيل ذلك الكثير من المال والجهد، وربما لا تخفي ذلك أيضًا، فكلما حانت اللحظة أفصحت عن المزيد، وفتحت الجديد من الملفات القديمة، التي هي في حقيقتها متجددة، بدليل ذلك التحول في المواقف العربية، دون مبرر واضح أو معقول”.
وأضاف: “من يضمن إذن أن ذلك المسؤول أو ذاك، ليس من أب يهودي، أو أم يهودية، أو هما معا؟! من يضمن أن إدارة المنظومة في المنطقة تتم الآن من خلال ريموت كنترول إسرائيلي، بتأثير إشعاع واسع النطاق، من المحيط إلى الخليج؟! لم يعد الإسرائيليون بحكم تطورات العصر يعولون على جيش الاحتلال في تحقيق أهدافهم، بقدر اعتمادهم الآن على الأجهزة الاستخباراتية، التي حققت لهم كل ما يريدون، وهو الأمر الذي كان يجب معه رفع درجة الاستعداد العربية طوال الوقت، وتشغيل المزيد من أدوات الاستشعار، وليس العكس”.
واختتم سلامة: “إسرائيل ليست في حالة استرخاء أبدا.. أيها السادة، كل ما في الأمر أنها اطمأنت، قد يكون هناك إيلي كوهين في عواصم عديدة بالمنطقة الآن، إذا كانت قد فعلتها في عز المد القومي العربي، فما الذي يمنع في ظل حالة الوهن والترهل الراهنة؟!”.