لا تزال الفضائح والكوارث تلاحق وزارة الآثار المصرية، الفضيحة تلو الأخرى في مجال ترميم الآثار وإصلاح بعض المشكلات الموجودة في تماثيل شهيرة؛ من حيث استخدام الأسمنت والطوب الأحمر والجير في ترميم معابد الأقصر، أو إهمال عدد من الآثار وسوء استخدامها مما نتج عنه خروجها من الموسوعات العالمية.
ومن أهم تلك الفضائح:
1- ترميم معبد هابو:
قامت وزارة الآثار المصرية بترميم معبد هابو بالأقصر الذي يعد أهم المعابد الجنائزية في العصر القديم، بالإسمنت والطوب الأحمر والمحارة من الخارج؛ ما يؤكد الإهمال والجهل في التعامل مع المعابد الأثرية.
ويعلق أحمد شهاب، نائب رئيس جمعية حماية الأثريين بشأن إقامة حفلات بمعبد هابو في وقت سابق من العام الماضي قائلاً: إن المعابد التي شيدها القدماء ليست للحفلات أو المؤتمرات، مضيفا: “هذه المعابد الرائعة ظلت لآلاف السنين مزارات فقط يشاهدها كل سكان الكرة الأرضية من شتى بقاع العالم؛ ليعلموا أن أجدادنا كانوا عظماء”.
2- ترميم معبد الكرنك بالإسمنت:
احتاج معبد الكرنك إلى الترميم، فقامت وزارة الآثار بترميمه باستخدام الإسمنت والجير دون أي دراسة لمدى صلاحية هذه المواد لترميم الآثار؛ ما يعد فضيحة مدوية تهدد سمعة الترميم بمصر، فيما طالب خبراء وباحثو الآثار بفتح تحقيق موسع لمعرفة المسؤول عن ذلك الإهمال المتعمد وما أسموه “الإهمال مع سبق الإصرار”.
3- قدم تمثال آمون المستطيلة:
ظهر تمثال آمون في معبد الكرنك بمدينة الأقصر بقدم مشوهة؛ حيث قيل إن وزارة الآثار حاولت ترميم الجزء السفلي للتمثال واستكمال قدمه الأخرى، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل، وظهر التمثال بشكل مشوه يسيء للآثار المصرية؛ حيث تم استكمال قدم التمثال على شكل مستطيل.
من جهتها قالت وزارة الآثار: إن الترميمات قد تمت منذ ستينيات القرن الماضي وإنها لم تتم من خلالها.
4- لصق قناع توت عنخ آمون بـ”أمير”:
واجهت مصر كارثة أثرية بعد كسر ذقن قناع توت عنخ آمون الذهبي، فأثناء قيام أحد العمال بالمتحف المصري بتغيير الإضاءة في قفص العرض الزجاجي المحفوظ داخله القناع، تم كسر ذقن القناع وتم تكليف 5 من فنيي الترميم بالمتحف لإعادة تثبيت الذقن مرة أخرى، فقاموا باستخدام كمية كبيرة من مادة الإيبوكسي اللاصقة، المستخدمة غالبا في أعمال السباكة وعزل الأرضيات، فظهرت آثارها واضحة على القناع فشوهت مظهره، وأثناء محاولة إزالة بقايا المادة اللاصقة الزائدة، استخدم مرممو القناع آلة حادة “إزميل”، فتسببوا في خدش القناع الذهبي نفسه.
5- ترميم معبد الإله حورس بالإسمنت:
تم تداول مقطع فيديو يظهر ترميم معبد الإله حورس بأسوان بمادة “الإسمنت، والجير”؛ ما يؤكد مدى الإهمال والجهل في عملية الترميم.
كشف نور عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثري، أن هرم “زوسر” مهدد بالانهيار، فضلاً عن الخروج من اليونسكو؛ بسبب تساقط أحجار الهرم من الداخل.
مشكلة هرم “زوسر” بدأت منذ 8 سنوات، عندما أسندت أعمال ترميمه لإحدى الشركات غير المتخصصة في مجال ترميم الآثار؛ حيث إن أحجار الهرم بدأت تتساقط من داخله خلال فترة عقد تلك الشركة.
بعد ذلك تم الاستعانة بشركة أجنبية أخرى غير متخصصة أيضًا، قامت بوضع “مخدات هوائية” داخل الهرم؛ لتجنب سقوط أحجاره، وبلغت تكلفة المخدة الواحدة 250 مليون جنيه؛ حيث أضيف إلى جسم الهرم من الخارج كميات كبيرة من الأحجار، نتج عنها تغيير ملامحه الأثرية؛ ما يهدد بخروجه من منظمة اليونسكو.
كشف تقرير اليونسكو عدم صحة الترميمات الجارية داخل هرم سقارة المنفذة من قِبَل شركة “الشوربجي” وخروجه من قائمة التراث العالمي.
وتُظهر الصور الحالية من مقر الهرم إلى أنه “مجبور” بأدوار من أعمدة الترميم خارجيًا، يجمع خبراء الآثار على أنه تم تغيير في شكل الهرم بما يخالف المعايير الدولية في الترميم والتي تتفق في عدم السماح بإضافة أكثر من 5٪ كمبان جديدة لأي أثر في حال وجود ضرورة لذلك؛ لأن تغيير معالم الآثار يعتبر جريمة طبقًا لاتفاقية اليونسكو التي وقعت عليها مصر عام 1972 وأصبحت تشريعًا داخليًا يحمل رقم 117 لعام 1983، حسب ما قاله أحمد شهاب، نائب رئيس جمعية حماية آثار مصر.