شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حماس .. عدو ولّا حبيب ؟!

حماس .. عدو ولّا حبيب ؟!
يبدو أننا كأفراد قد اعتدنا على أن نتعامل مع بعضنا البعض بالقطعة .. فإن قدم لنا اللآخرون ما نريده رضينا وفرحنا وإن لم يفعل زمجرنا ومحونا كل تاريخ خيره وماضي حسناته ..
يبدو أننا كأفراد قد اعتدنا على أن نتعامل مع بعضنا البعض بالقطعة .. فإن قدم لنا اللآخرون ما نريده رضينا وفرحنا وإن لم يفعل زمجرنا ومحونا كل تاريخ خيره وماضي حسناته  .. 
أصبحنا نسارع فى الأحكام بغير ترو أو تعقل .. بغير نظر فيما بين سطور الأحداث .. بغير تفنيد للمعطيات .. بغير دراسة للظروف المحيطة .. .. لقد أصبح منا الآن من يعبر الطريق دون أن يكترث .. فلا ينظر يمنة ولا يسرى .. ثم يفيق متألما متعجبا فى أحد المشافى داعيا الله أن ينزل لعناته على هؤلاء المدللين الذين ركبوا سيارات وما كان لهم ذلك !
 
فمع أول خبر طبع بأحد الجرائد عن زيارة متوقعة لوفد من حركة حماس احد أذرع جماعة الأخوان المسلمين بفلسطين .. انهالت عليهم التهم بالضعف والتسليم .. وتطورت إلى الإذعان لمطالب مصر دون قيد أو شرط .. ثم ظهرت أصوات تتهكم من باب ولم العجب فهؤلاء ضلع للإخوان الذين يقبلون أى شئ فى مقابل تفاهمات تفيد مصالحهم .. ثم انتشر خبر كالنار فى الهشيم أن حماس من فرط رضوخها أزالت صور الدكتور محمد مرسى من شوارعها وميادينها .. أعلنت بعدها الحركة أن ذلك لم يحدث ببساطة لأنه لا توجد بالفعل صور للرجل لا فى ميادين عامة ولا فى شوارع كبيرة ..
البعض ذهب إلى أن مصر تضغط للدفع بمحمد دحلان الذى تواجد بالقاهرة فى نفس التوقيت ليكون خلفا لمحمود عباس .. والبعض ذهب إلى أن حماس ستعلن انفصالها عن حركة الاخوان المسلمين لتنجو بنفسها ..
وهكذا بموقف واحد تحولت حماس من ذلك الوحش الجبار والأسد الهصور .. إلى أرنب جبلى هارب !
فى لحظة نسى الجميع أنها هى حائط الصد الوحيد حاليا فى وجه عدونا الأول .. ذلك الكيان المسخ .. نسيوا أنها يوما وقفت وحدها تصد بغى الباغى فى الوقت الذى كان أفضلنا طريقة يسجد فى عمق الليل داعيا الله أن يلطف بهم ويسدد رميهم .. كانوا يحاربون ونحن عاجزون .. نسيوا فرحتنا يوم أن أسروا جنودا .. وبتنا سعداء بأن منا من استطاع أن يؤذى ذلك الكيان الذى أدمى قلوبنا وفرقنا رغم صغر حجمه .. نسيوا أننا من خذلهم حتى وصلوا لهذا الحال ..
نسيوا حصارا شاركنا فيه فمنع عنهم الأكل والشرب والدواء والوقود وحتى لبن الأطفال وباقى أساسيات العيش ..
أهذه مصر يا مصريون أم أقول يا مسريون  ؟!
أنتلاعب بضعف القوم فنفتح معبرنا ونغلقه كيفما شئنا لنبتزهم !
أنغرق الأنفاق ونهدمها لنقطع عنهم أى وسيلة إمداد بالحياة !
أنقرب العدو ونقطع أواصر الأخوة !
وحينما يتعرضون لمساومات على الحياة ننزل عليهم هم جام غضبنا بدلا من أن نبحث معهم البدائل أو نصب حمم براكيننا على من تسببوا فى توريطهم إلى هذه الدرجة !
ماذا نتوقع من أسد محاصر ؟! أنتوقع منه ان يصارع القضبان حتى يموت ؟!
قيل أن السعودية قد ضغطت على الحركة بكل قوة ليتم هذا اللقاء .. وبالطبع ليس فى إمكان حماس أن ترفض .. فالسعودية تلعب بورقة الطعام والدعم التى لا تخيب ..ومصر تلعب بورقة المعبرالذى هو شريان حياتهم .. والعالم حولها يلعب بورقة الإرهاب الرابحة .. وهى صارت خالية الوفاض .. تقاتل ليعيش الناس .. فما أظن أن مجاهدين أمثالهم يقاتلون من أجل عرض زائل .
قيل أن مصر كانت حريصة على هذا اللقاء لتحصل على دعم الحركة بسبب فشلها فى تحقيق الأمن والاستقرار فى سيناء وبسبب نزيف الجنود الذين تفقدهم كل يوم هناك .. ووعدت الحركة بتأمين الحدود وبذل كل جهدها للحفاظ على أمن مصر ..
ثم جاء دور وسائل الإعلام بعد أن وضعت على وجهها بعض المساحيق لتخفى دمامل وجهها البغيض .. فقالت أنه لا عداء بيننا وبين حماس .. فتاريخنا مشترك .. عاديناهم حين تدخلوا فى شئوننا .. أما الآن فقد عادوا إلى رشدهم وتابوا وأنابوا !!! 
وبالتالى رفعوا (يافطة حماس العدوة) .. ووضعوا بدلا منها (يافطة حماس الصديقة) .. هذا ما عودونا عليه .. غير (اليافطة) .. يتغير (المكان) !
أليس من المضحكات أن تطلب مصر ذات ال90 مليون مساعدة من قطاع عدد سكانه حوالى المليون ونصف !!
أعجزت مصر أن تضبط وضعها الأمنى داخل أراضيها وهى من طمأنت دول الجوار قائلة ..  (مسافة السكة) !!
أتأتمن مصر العدو على حدودها .. وتدعو أخاها لتتهمه بالتعدى عليها وتطالبه بضبط النفس؟!
أتتهم مصر حماس بالأمس ونصنفها حركة إرهابية وتحاكم أفرادها أحياءا وأمواتا بتهمة الخيانة .. بل وتسجن رئيس الجمهورية بتهمة التخابر معها .. ثم تدعوها اليوم لحماية حدودها ؟!
ذكرنى ما نعيشه اليوم من كوميديا سوداء ..  بأحد مقاطع الفيديو.. أراد فيه مذيع معرفة ردة فعل أطفال فلسطينيين صغار .. فقال لهم .. أن اسرائيل تنتوى ضرب مصر .. فماذا أنتم فاعلون ؟!
جاء الرد من جميع الأطفال على مختلف أعمارهم ..أنهم يرفضون ذلك بل ويودون أن يدافعوا عن مصر .. أراد المذيع استفزازهم فقال .. كيف ذلك ..ألا تعلمون أن مصر قد أغلقت المعبر وأغرقت الأنفاق ؟ .. فقالوا نعرف ولكن هؤلاء إخوتنا فى الدين وجب علينا أن نقف إلى جانبهم .. مصر أعطتنا الكثير ونريد أن نرد لها ذلك .
أترون ؟ّ! .. هؤلاء أطفال فلسطين .. هكذا ربتهم أمهاتهم ..
فأين أطفالنا ؟ .. مذا يعرفون عن قضايا الوطن ؟ .. ماذا يعرفون عن أخوة الدين ؟.. ماذا يعرفون عن المسلمين ؟!
كنت أتخيل أن جملة (علموا أبناءكم أن فلسطين صديقة وأن اسرائيل هى العدو)..  ماهى إلا جملة تخرج من قلب الألم .. 
ولكنى بت أفهم الآن أن من قالها كان لديه من بعد النظر ما جعله يدرك أن ما تم بذره قديما لابد وأن يكون الحنظل قطافه..
تلك المواقف المتسرعة لمن حكموا على موقف حماس الأخير أعادت إلى ذهنى ما حدث مع الدكتور مرسي أثناء فترة حكمه ..
هم هم نفس الأشخاص .. وهو هو نفس أسلوب الحكم .. وهى هى نفس العقلية ..
لا أحد ينظر .. لا أحد يفند .. لا أحد يستوثق .. ولا يخفى على طفل ما آلت إليه الأمور فى النهاية .      


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023