انتقدت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية بيان وزارة الداخلية المصرية، حول مقتل جوليو ريجيني، والذي أشار إلى العثور على متعلقاته لدى عصابة تخصصت في خطف الأجانب وسرقتهم بالقاهرة الجديدة.
وأفادت الصحيفة بأن البيان الأخير أثار شكوك أقارب ريجيني والجمعيات الحقوقية الإيطالية، مشيرة إلى أن تاريخ الشرطة المصرية في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان والاختفاء القسري والاعتقالات غير القانونية يعد من بين الأسباب الرئيسية للتشكيك في الرواية المصرية.
وأضافت الصحيفة أنه منذ وصول السيسي للسلطة قتل واختفى آلاف المعارضين، مؤكدًة أن هناك العديد من الشواهد التي تدعم فرضية كذب الداخلية في بيانها الأخير؛ أولها أن الرواية الرسمية لم تقدم إجابات شافية عن العديد من الأسئلة حول أسباب قتل وتعذيب ريجيني، وثانيها تتعلق بظروف اختفائه؛ حيث إنه اختفى بالقرب من ميدان التحرير في الذكرى الخامسة للثورة وبالتحديد يوم 25 يناير الذكرى 2016. وفي تلك الليلة، كان هناك انتشار كبير للشرطة في القاهرة.
وتابعت الصحيفة أن ثالث الشواهد هو ما كشف عنه التشريح الذي أجراه خبراء إيطاليون من أن الشاب تعرض للتعذيب لعدة أيام متتالية قبل أن يموت، وأن جسده به كسور متعددة، وضربات متكررة، وعلامات لصدمات كهربائية على الأعضاء التناسلية، بخلاف آثار الحرق بالسجائر، ووفقًا لعدد من المنظمات غير الحكومية، فهذه الأساليب تحمل توقيع أجهزة الأمن المصرية.
وقالت الصحيفة: إن وفاة جوليو ريجيني تطرح بشدة ظاهرة إخفاء جرائم الداخلية وشبهت ما يجري في عهد السيسي بتجاوزات بشار في سوريا، فطبقًا للصحيفة فمنذ عام 2013، استفردت الأجهزة الأمنية بإدارة الوضع العام في مصر وتصاعدت بقوة وبانتظام حالات الاختفاء القسري، والاعتقالات غير القانونية للمعارضين والتي وصلت حتى التعذيب والقتل.
وعثر على جثة ريجيني “28 عاما” الشهر الماضي على طريق سريع غربي القاهرة، وقالت جماعات حقوقية إن آثار التعذيب على جثة الشاب الذي كتب مقالات تنتقد الحكومة المصرية تشير إلى أن قوات الأمن المصرية قتلته، وهو اتهام تنفيه السلطات المصرية بشدة.
وأصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانًا أول يوم الخميس، قالت فيه إن الشرطة عثرت على حقيبة بها متعلقات ريجيني بحوزة شقيقة زعيم عصابة إجرامية قتل أفرادها الأربعة في تبادل لإطلاق النار في القاهرة في وقت سابق من نفس اليوم، لكن البيان فشل في إقناع المحققين والسياسيين الإيطاليين وأسرة ريجيني.